بعض فتوحات حزب "أخنوش" و أغراس-أغراس..اثمنة السمك تحلق به بعيدا عن أفواه ساكنة الداخلة المقهورة..أين الثروة؟
بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
نشر موقع الداخلة نيوز الصحفي الإلكتروني خبرا مطولا عن فضيحة غلاء أسعار السمك بمدينة الداخلة عشية حلول شهر رمضان المبارك، و التي سببت موجة عارمة من الغضب بين صفوف الساكنة، خصوصا وأن مدينة الداخلة تتوفر على واجهة بحرية غنية بالثروات السمكية على طول أكثر من سبعمائة كيلومتر، اشبعت بطون ملايين البشر في المغرب و على امتداد خارطة الكرة الأرضية، لكنها عجزت للأسف الشديد أن تمنح وصالها لموائد فئات عريضة من ساكنة الداخلة المحرومة، بعد ان تكالبت عليها لوبيات مافيوزية جشعة و مفترسة من شذاذ الآفاق، و تناهشتها فيما بينها تناهش الضباع للجيف في اعماق البرية، بينما شرخ "اخنوش" مسامعنا بأسطوانته المشروخة "أغراس-أغراس" التي ما فتئ يرددها خلال مهرجانات حزبه السياسي، و تحولت وزارته التي ظل يديرها لحوالي عقد من الزمن إلى شاهد زور فيما يحدث من اجتثاث ممنهج لثروات المغاربة بالصحراء، إلى درجة أصبح معها ثمن كيلوغرام من "كوربينا الخامرا" يباع في جرف الداخلة الملعون ب120 درهم. و هو ما يحيلنا على خطاب جلالة الملك محمد السادس حفظه الله الذي تساءل خلاله: "أين هي هذه الثروة؟ وهل استفاد منها جميع المغاربة، أم أنها همت بعض الفئات فقط؟"، انتهى كلام جلالة الملك.
لقد أكدت تلك القصاصة الخبرية بما لا يدع مجالا للشك بأن المستجير بحزب أخنوش جهويا أو وطنيا أو محليا سيكون مثل المستجير من الرمضاء بالنار، و ان المراهنة عليه لخلق التغيير و تحقيق مكاسب حقيقية للساكنة تلمس معيشهم اليومي، كان مجرد أضغاث أحلام و خديعة كبرى تعرضنا لها جميعا، و كما يقول بنو حسان في مثلهم العبقري: "إلى نحلبو لكباش يستيقنو النعاج".
لذلك ساكنة الجهة برمتها مدعوة إلى ممارسة تصويت عقابي ضد كل ما يمت بصلة لحزب "أخنوش" محليا و جهويا، فقطاع الصيد البحري يدبره حزب الحمامة و مسؤوليته السياسية و الأخلاقية عما يحصل لا و لن تسقط بأي شكل من الأشكال، و اذا فشلت الدولة في تنزيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في تدبير شؤون و ثروات المغاربة، الساكنة ستحاسبهم من خلال صناديق الاقتراع، و ذاك لعمري أقوم الحساب و أشده مآلا و وبالا على حزب البحر و الصيد.
و عليه ارتئينا أن تتبنى التقرير الصحفي الذي نشرته صحيفة الداخلة نيوز الإلكترونية و نعيد نشره من جديد.
التقرير الصحفي سالف الذكر:
بعد عدة أشهر من مهرجان خطابي بالداخلة سبقته مهرجانات أخرى، وعد خلالها الساكنة بتغيير الواقع المزري الذي يتخبطون فيه. حينها أخذ الرجل الحماس، وقالها بصوت مرتفع، "جينا نسمعو الناس اش كيقولو، وإلى ماعجبهم الحال نتصنتو ليهم".
وحينها طرحت وبقوة اشكالية غلاء أسعار السمك في السوق البلدي، بالرغم من أن الداخلة تعتبر أكبر منتج وطني للأسماك، وتستفيد من أسماكها أغلب المدن المغربية إذا لم نقل كلها، وحتي تلك الساحلية منها.
فكم هو غريب هذا الواقع، الذي يقول الكثيرون أنه نتاج لقلة تنظيم السوق وكثرة ظاهرة التهريب، فيما يرى مراقبون أن السبب الأول والرئيسي فيه، هو إنتشار المستودعات السرية والغير مرخصة لبيع السمك، حيث تقوم بتجميعه وتجميده ثم تصديره نحو أكادير والدار البيضاء، وبدون أي وثائق.
ويتحمل المسؤولين بمندوبية الصيد البحري بالداخلة، القسط الكبير من المسؤولية في هذا الواقع المزري، بالإضافة إلى الاجهزة الأمنية بكافة تلاوينها، وهيئات المجتمع المدني المهتمة والمختصة في قطاع الصيد البحري.
"عزيز أخنوش" وزير الفلاحة والصيد البحري، وكما يعرف الجميع المسؤول الأول عن القطاع، يطمع في أصوات ساكنة الداخلة وهو الذي انهك جيوبها بسياسته "لا شعبية" التي تحرم الفقراء من سمك "كوربينا" وغيرها من الأسماك التي عادتاً ما تزين موائد الإفطار بهذه الربوع.
"أخنوش" قال، "نتوما النساء ديال الجنوب لي كتفيقو وتشوفو ولادكم ماخدمين، كتعرفو شكون لي قادر إجيب ليكم الشغل".
والسؤال الذي يطرح نفسه على "أخنوش":
ماذا فعلت منذ أن توليت حقيبة الوزارة المذكورة..؟؟
وهل قدمت الشغل لأبناء المنطقة..؟؟
وماذا سيتغير مستقبلاً يارجل..؟؟
وعن أي شغل تتحدث..؟؟
بعيداً عن الخطابات السياسية المستهلكة، لم يفعل الرجل أي شيء لساكنة المنطقة، بدأ من مسرحية رخص الصيد التي سقطت الساكنة ضحية لها، والجميع يعرف "خطتكم" في التشجيع على "التعويض"، وحصة الأسد التي منحت بخدعة لسفن الصيد في أعالي البحار، وتلك كارثة لنا عودة في تفاصيلها لكي يفهم الجميع ماحدث.
لن نذهب بعيدا عن المضمون، فكيلوغرام سمك "الكوربينا" بالداخلة اليوم ب"120درهم"، وفي المقابل، أكدت مصادر إعلامية أن أرباب سفن الصيد في أعالي البحار، يستعدون، بالتنسق مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، لإطلاق مبادرة غير مسبوقة في الشهر الفضيل تتمثل في تحضير مخزون من الأسماك المجمدة يتراوح ما بين 500 و600 طن من الأسماك ليعرض في أسواق 3 مدن كبرى بأسعار في متناول الطبقة المتوسطة، وهي مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش.
وحتما أن تلك الأسماك وهاته الكمية الكبيرة، مصدرها الداخلة التي ترك لها "أخنوش"، الخطابات الرنانة والوعود المعسولة.
فالواقع شيء، والخطابات والمهرجانات شيء أخر.