الحرب الإعلامية القذرة ضد "الجماني
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
سنظل نحكي الجزء الآخر من الرواية المفجعة, و لن نسقط في فخ الإلهاء الإستراتيجي الذي يريد لنا تحالف "التهنتيت" و أذرعه الإعلامية أن نسقط في شركه الآثم, من خلال محاولة شيطنة خصمهم السياسي و الإنتخابي "سيدي صلوح الجماني" و تحويله إلى شماعة إعلامية يعلق عليها رئيس الجهة و تحالفه السياسي, نتائج تدبيرهم الفاشل و تبذيرهم الفاحش لمقدرات ساكنة الجهة و ميزانياتها تساعية الأصفار التي ضخت على مدار خمس سنوات مالية في حسابات المجلس.
سنظل صامدين بأقلامنا في وجه مشروع سياسوي صفري، حط رحاله بالجهة منذ عدة سنوات مضت، و لا زال يحصد الخيبات تلو الخيبات، و يفترس الميزانيات تلو الميزانيات، و لم تجد له ساكنة الجهة و مستضعفيها في مشارقها و مغاربها، شق ثمرة من الرفاه أو النماء، بإستثناء الفتات المهين، و الترقيع التنموي المشين، و رقيق جمعوي بغيض، و بعض المحظوظين من الذين أبعدهم الانتماء لتلك الأرض المالحة، و قربهم النسب و الإسترزاق و مصلحة التحالفات الانتخابية الواهنة.
طالعوا لوائح التوظيفات و التعيينات و المستفيدين من الكعكة بمجلس البيزنسمان الانتخابي، و أمعنوا جيدا في الأسماء و الصفات، و أبحثوا بين تفاصيلها الشيطانية، ستجدون هنالك من أواصر الدم و المصالح الخاصة و شبكة العلاقات الشخصية، ما يؤكد بأن مقاربتنا للأزمة السياسية و التدبيرية الخانقة التي يعيشها مشروع الجهوية المتقدمة بربوع شبه جزيرة الداخلة المالحة كانت صائبة، و أن الجهة قد تحولت في ظل حكم بيزنسمان السياسة و "شلته" من بقايا دهر الفيودالية القديمة، إلى حديقة خلفية لمشروع إنتخابوي عشائري وافد من مدينة العيون، أولويته الوحيدة تحويل الجهة و مستضعفيها و ميزانياتها و ساكنتها إلى رهائن لمصلحة الكرسي و الحزب أولا و أخيرا.
غير أن الذي غاب عن بيزنسمان السياسية و أذرعه الإعلامية المأجورة و ذبابه الإلكتروني البغيض، أن مجهوداته الضخمة في مجال شيطنة خصومه السياسيين بالجهة و على رأسهم بلدية الداخلة ممثلة في رئيسها "سيدي صلوح الجماني"، قد كان لها مفعول عكسي، حيث أنصفت "الجماني" و فضحت أعدائه، و أماطة اللثام عن الوجه القبيح لحكام مجلس " بالداخلة و أجنداتهم العدمية العابرة للصناديق الانتخابية.
و أظهرت بالمقابل بأن لبلدية الداخلة تحت رئاسة "الجماني" مشروع تنموي حي يتنفس و ينمو، و بأنها تمتلك إنجازات تنموية ملموسة في الواقع المعاش، و على مستوى تأهيل البنية التحتية للمدينة، لامستها الساكنة من تخوم حي الامل شمالا و الى حدود حي الوحدة بأقصى الجنوب الغربي للمدينة، و أجبرت صحافة حلف التتار الموالية على الخوض فيها تلفيقا و زورا، و ذاك لعمري الفرق بين الأحياء و الاموات، بين من يمتلك حصيلة تدبيرية مشرفة تثير نقاش عمومي و تدفع الخصوم لمحاربتها و تسفيه حصيلتها و مآلاتها، و بين من عدم الحصيلة و الإنجازات، و لم يعد يملك سوى ذباب إلكتروني وهمي يغدق عليه بجزيل العطاء من أجل ترميم صورته المهترئة أمام عموم الشعب، لعل أحلام "ول اهميش" المستحيلة تتحقق عشية انتخابات 2021 القادمة، و لن تتحقق حتى يلج الجمل في سم الخياط أو "تبرك الناقة على ذروتها".
و كما يقول المثل الحساني الدارج "شخلط طير و بخنوس"، و بينما إختار رئيس الجهة أن يقلب طاولة وعوده الزائفة على من انتخبوه، و إهدار المليارات من اموال الفقراء على دعم مهرجانات السفاهة و التبوريدا و رياضات "الضحك على الذقون" و صفقات "فارينا و الزغاريت" من عند التاجر المحظوظ مود، لا زال رئيس بلدية الداخلة "سيدي صلوح الجماني" ثابتا كالطود العظيم على وعوده الانتخابية، ملتزما بها ايما إلتزام، و محافظا على الأمانة التي عرضتها الساكنة عليه و تحمل أوزارها، رغم الفخاخ و عوز الامكانات و منع الدعم المالي عن ميزانيته من طرف رئيس الجهة.
لذلك تخيلوا معي، ماذا سيكون حال مدينة الداخلة و بنيتها التحتية لو كان مجلس "الجماني" يمتلك خمس الميزانيات المليارية التي وضعت بين يدي خصومه السياسيين، خصوصا و أنه إستطاع -و نقصد بالطبع "الجماني"- بميزانية فقيرة و أمام خصاص مهول و إرث أسود، أن يحقق نهضة تنموية غير مسبوقة على مستوى البنية التحتية للمدينة، لا تزال مستمرة الى حدود كتابة هذه الأسطر، تشهد عليها الاوراش التنموية الكبرى المفتوحة بمختلف أحياء و شوارع مدينة الداخلة، و التي صورها و فيديوهاتها أغرقت مواقع التواصل الإجتماعي، موعظة و تذكرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع شاهدا و شهيدا.
إن ما سلف ذكره يعتبر مجرد غيض من فيض المصيبة و الكارثة التي حلت فوق رؤوس ساكنة الجهة في ظل رئاسة حزب الاستقلال لمجلس الجهة، و مجرد نظرة عابرة على ميزانيات الجهة و برامج صرفها, كافية لتنبئ المرء بحجم الخديعة التي تعرضت لها فئات واسعة من ساكنة الجهة, كما أن صدمته ستكون كبيرة من حجم الفرص الضائعة و الإمكانات المالية المهولة المهدورة, التي كان بإمكانها خلال خمس سنوات مضت أن تغير و بشكل جذري من وجه الجهة التنموي و ترفه من مستوى عيش مواطنيها، و ليست الداخلة الحالية التي تعاقب ساكنتها و بنيتها التحتية بالحرمان من كل هذا المجهود المالي الضخم المضاع, كعقاب لها على إختيارات ساكنتها الديمقراطية في ميادين التنافس الإنتخابي الحر.
فهل يا ترى يعي "ولد ينجا" و تحالفه السياسي و الإنتخابي الفاشل الدرس جيدا, و يرفع الراية البيضاء أمام إنجازات "الجماني" و نجاحاته التدبيرية الكاسحة، و يمتلك أيضا الشجاعة للإعتراف بفشله الذريع في إدارة دفة مجلس الجهة نحو تحقيق طموحات و إنتظارات الساكنة المقهورة, و يترجل بشرف عن ممارسة الإنتخابات و الجلوس على كرسي رئاسة لم يستطيع أن يقدم له أي إضافة نوعية طيلة السنوات الماضية برغم الإمكانات المالية الضخمة التي وضعت بين يديه و التي لا مجال لمقارنتها ب"جوج فرنك" مخصصة لبلدية الداخلة؟؟