السطو على منجزات "الجماني".. أكاذيب نجاح "العراك" في تفعيل اتفاقية الشراكة الخاصة بتجهيز ملاعب القرب نموذجا
بقلم: د.الزاوي عبد القادر - كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
إطلعت على قصاصات إخبارية محلية تفيد كذبا نجاح زعيمة حزب المصباح بالداخلة في تفعيل إتفاقية شراكة بين بلدية الداخلة و وزارة الشباب والرياضة بخصوص إحداث و تجهيز ملاعب القرب بالمدينة.
المضحك في القصاصة سالفة الذكر أن بعض الأجنحة الإعلامية الموالية لرئيس الجهة و تحالفه الإنتخابي المناوئ ل"الجماني" حاولت كما هي عادتها دائما أن تزيف الحقائق و تحاول استغباء ساكنة الداخلة من خلال محاولتها إظهار "العراك" بصورة الفاتح البطل التي استطاعت أن تفعل إتفاقية شراكة موقعة أصلا و منذ عدة سنوات مع بلدية الداخلة و المجلس الإقليمي لوادي الذهب، و ذلك طبعا في إطار دعاية انتخابوية سابقة لآوانها.
لكن الراسلة الجوابية للوزير بخصوص ملتمس "العراك" فضح أصحابنا و اظهر حجم التدليس و التلفيق و الأكاذيب الدعائية التي تمارسها الأذرع الصحفية المعادية ل" الجماني" و بلدية الداخلة، حيث أكد وزير الشباب و الرياضة في صدر جوابه بأن الاتفاقية تعذر تنفيذها في وقت سابق غير أن الوزارة قد برمجتها في مخططها الجديد الممتد بين سنة 2018 و 2020 الخاص بإحداث ما مجموعه 800 ملعب للقرب بالمجالين القروي و شبه الحضري، مطالبا الهيئات المختصة بربط الاتصال بالمديرية الجهوية للوزارة بالداخلة من أجل تحديد الوعاء العقاري المخصص للمشروع، و هو ما ينطبق عليه المثل الحساني الدارج "أخبارك يا الوراني فالتمزميز"، على اعتبار أن المشكلة تمكن أصلا في تعبئة الوعاء العقاري للازم لإنجاز المشروع و الذي بسببه تعذر تنزيل بنود الشراكة سالفة الذكر، فهل يا ترى ستقوم "العراك" و حزبها السياسي بالسطو على اختصاصات السلطات التربية بالداخلة و تخصص من تلقاء نفسها وعاءا عقاريا للمشروع؟؟؟أم أنها ستقوم بالسطو على مهام و صلاحيات المكتب المسير لبلدية الداخلة و المجلس الإقليمي لوادي الذهب لأجل تمرير الاتفاقية ب"قوة الذراع"؟
إنه يا سادة الضحك على الذقون و استحمار المواطنين من خلال قصاصات إخبارية مفخخة و مهزلة، لأن المسألة و باختصار كانت مبرمجة من طرف مجلس جماعة الداخلة في دورتها الاستثنائية بعد نجاح "الجماني" في الحصول على الوعاء العقاري اللازم من طرف السلطات الترابية المسؤولة، و بالتالي و عكس الأكاذيب التي ترددها الصحافة الموالية لرئيس الجهة و "العراك"، ملتمس هذه الاخيرة لدى الوزير لم يقدم و لم يؤخر شيئا في الموضوع برمته، و لم ينجح في اعتماد الاتفاقية من طرف المجالس الترابية بالجهة وإدراجها كنقطة أولى ضمن برنامج أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي للداخلة المزمع انعقاده يومه الجمعة 21 يونيو 2019.
قولا واحدا هذه الواقعة الهزلية من سلسلة "أم النواجر" تنطبق عليها بشكل مذهل أحجية الذيب و الكنفود التراثية، حيث تروي الأسطورة التراثية الحسانية, أن "الذيب" و "الكنفود" تنافسوا ذات يوم على من يستيقظ منهم الأول, ليؤذن للفجر و يقيم الصلاة بعدها, و الفائز سيحظى بوليمة لذيذة من "العيش" و "الدهن". فناما الاثنان في الجامع, و كعادة "الذيب", غط في نوم عميق, بينما "الكنفود" و بنباهته و "قفوزيتو" المعهودة, ظل مستيقظا الليل بكامله ينتظر الغلس و انشقاق الفجر, و أمام عينيه وليمة "العيش" التي تستحق منه كل هذا العناء و السهر.
و ما ان تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر, حتى سارع "الكنفود" الى صعود الصومعة لاقامة الاذان, بينما "الذيب" لا يزال شخيره يعلو في محراب الامام, لكن و ما ان قارب "الكنفود" على الانتهاء, بوصوله الى كلمة "لا الاه الا الله" خاتمة الأذان, انتبه "الذيب" فجأة من نومه, و ركض مسرعا صوب حجرة الامام المخصصة لاقامة الصلاة, و ردد بأعلى صوته: "السلام عليكم و رحمة الله...السلام عليكم و رحمة الله", معلنا نهاية صلاة لم تبدأ أصلا, ففاز "الذيب" بالوليمة الدسمة, و خرج "الكنفود" بخفي حنين.
و هو ما ينطبق على قضية "العراك" و محاولة الركوب على إنجازات الآخرين التي تروج لها صحافتها الداعمة, و لسان حالهم عند كل انجاز تصنعه بلدية الداخلة برئاسة "الجماني" هو: "السلام عليكم و رحمة الله", انتهى الكلام.