تقرير||البوليساريو على صفيح ساخن..انتفاضة الصحراويين ضد القمع و التنكيل تتواصل بمخيمات تندوف
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
جبهة البوليساريو تتخوف من سيناريو احتجاجات مماثل لذلك الذي شهدته الجزائر والذي أنذر بتفكك أحزمتها السياسية وجفاف منابع تمويلها وتسليحها.
تتواصل في مخيمات تندوف التي تضم آلاف الصحراويين الواقعين تحت حراب ميليشيات البوليساريو القمعية، احتجاجات آخذة في التصاعد على قيادة الجبهة الانفصالية و قراراتها التعسفية ضد المعارضين لسياساتها الستالينية ضد الصحراويين.
ويعكس قمع انتفاضة الصحراويين في المخيمات حالة الإرباك التي تعيشها الجبهة الانفصالية على وقع احتجاجات عارمة في الجزائر أزاحت النظام الذي دعم الجبهة لعقود ووفر لها الغطاء السياسي والعسكري وحال دون أي تسوية سلمية للنزاع.
وتتخوف البوليساريو من سيناريو احتجاجات مماثل لذلك الذي شهدته الجزائر والذي أنذر بتفكك أحزمتها السياسية وجفاف منابع تمويلها وتسليحها.
وتعيش البوليساريو حالة من الرعب مع انشغال المؤسسة العسكرية في الجزائر (الحاضنة الإقليمية للانفصاليين) والسلطة الانتقالية في حل الأزمة الحالية التي قد تطول مع تمسك الحراك الشعبي في الجزائر برحيل كل رموز النظام.
هذا و يخوض منذ الأسبوع الماضي، عدد من المتظاهرين بمخيمات تندوف جنوبي الجزائر مسيرات إحتجاجية حاشدة وصلت حدتها إلى محاولة إقتحام مكتب زعيم جبهة البوليساريو ابراهيم غالي بالرابوني.
و يطالب المتظاهرون قيادات جبهة البوليساريو بالكشف الفوري عن مصير ثلاث اسماء لمعارضين كانت قد اعتقلتهم سلطات البوليساريو منذ اكثر من شهرين بسبب فضحهم للفساد المستشري داخل دهاليز و انظمة قادة البوليساريو.
وتتكتم البوليساريو على الانتفاضة التي بدأت قبل أيام خشية توسعها ومخافة تكرار أحداث سابقة نجحت في إخمادها بالقوة والحصار والتجويع وأيضا بشراء الذمم داخل المخيم.
وتؤكد الأحداث الأخيرة التي لاتزال متواصلة حجم القمع والظلم الذي تعرض له الصحراويون وراء الأسلاك الشائكة والحواجز العسكرية حين عبّروا عن رغبتهم القوية في العيش تحت سيادة المغرب في إطار مبادرة الحكم الذاتي الموسع.
وإقليم الصحراء محل نزاع بين المغرب والبوليساريو منذ عام 1975 بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، حيث تتمسك المملكة بسيادتها كاملة على كل أراضيها وبحكم ذاتي في الصحراء تحت سيادتها، فيما تطالب الجبهة الانفصالية بإستفتاء على تقرير المصير وهو ما ترفضه الرباط رفضا قاطعا.
وفي أحدث تطورات انتفاضة الصحراويين بمخيمات تندوف، قالت مصادر إخبارية نقلا عن مصادر من داخل المخيم، إن أجهزة البوليساريو تدخلت بالقوّة لفضّ الاعتصام، ما تسبب في إصابة العشرات بينما تم اعتقال عدد كبير من المحتجين.
وتكفل كل المواثيق الدولية حرية التنقل وحرية التعبير وهو أمر لا تعترف به الجبهة الانفصالية التي أعلنت في العام 1976 عن تأسيس كيان غير شرعي تحت مسمى الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية والذي لم يحظ إلا باعتراف محدود جدّا بدأ يتفكك على وقع الدبلوماسية المغربية الهادئة التي أسس لها العاهل المغربي الملك محمد السادس بداية بالعودة للحضن الإفريقي واستعادة المغرب لمقعده في الاتحاد الإفريقي بعد قطيعة طويلة ثم بانفتاح واسع اقتصاديا وثقافيا وسياسيا بما يؤسس لعلاقات أوثق.
وساهمت هذه الدبلوماسية في تضييق الخناق على الجبهة الانفصالية وفي إبقائها في دائرة العزلة باستثناء بعض الدعم من الجزائر وجنوب إفريقيا، إلا أن الدعم الجزائري مرشح للتراجع مع نجاح الرباط في جلب الجزائر كطرف في النزاع حول الصحراء المغربية، إلى طاولة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة.
وتسبب النزاع حول الصحراء في اندلاع مواجهة مسلحة بين المغرب والبوليساريو، توقفت عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة، لكن الجبهة الانفصالية انتهكته مرارا.
وتؤكد تقارير متطابقة أن البوليساريو تحتجز الآلاف من معارضي سياستها ومن الداعمين لمقترح المغرب بحكم ذاتي في الصحراء المغربية فيما يتعرض هؤلاء للقمع والتجويع والحرمان من أبسط ضروريات العيش.
وتحرم البوليساريو معارضيها داخل المخيمات من المساعدات الدولية فيما توظف المنح الدولية للصحراويين في تأمين نفوذها وتقوية أجهزتها.
واتهمت تقارير دولية في السنوات الأخيرة قادة الجبهة الانفصالية بمراكمة ثروات هائلة عبر الاستيلاء على المساعدات المالية التي تحصل عليها من جهات ومنظمات دولية مخصصة في الأساس لتحسين ظروف العيش في مخيمات تندوف.
وبالنسبة للمساعدات الإنسانية فإنها توزع بحسب درجة الولاء للجبهة فتمنح للمقربين من قادتها وأنصارها بينما تحرم الغالبية منها لدفعهم كرها تحت وطأة التجويع لتطويعهم.
ويعاني قادة في الجبهة الانفصالية ذاتها من التهميش والإقصاء، وسط انقسامات حادة على النفوذ والامتيازات التي يحظى بها الصف الأول في البوليساريو دون غيره.
المصدر: وكالات و م.ا.ص