قراءة موجزة في هجوم ارامكو بالسعودية...سقوط مدوي لأسطورة تفوق السلاح الأمريكي

Photostudio 1568829259564 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

الذي تجهله الغالبية العظمى من الشعوب العربية و المحللين السياسيين و الأكاديميين و النخب المثقفة، هو أن أكبر متضرر من الهجوم المدمر و الغير مسبوق الذي تعرضت له مصفاة ارامكو بالسعودية، و الذي نفذته جماعة الحوثي اليمنية بواسطة طائرات مسيرة.

-أقول- المتضرر الأكبر هو صورة و سمعة الأسلحة الأمريكية التي أنفقت السعودية المليارات من الدولارات على شرائها، و ظهر للرأي العام السعودي و العربي أكذوبة تفوقها العسكري، بعد أن عجزت عن صد هجوم جوي بطائرات بدائية بسيطة مسيرة عن بعد لا يتجاوز سعر الواحدة منها ألف دولار.

لذلك تشاهدون التخبط و الصدمة الكبيرة التي تعيشها حاليا ادارة الصهيوني ترامب، و محاولاته المضحكة تحميل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسؤولية الهجوم، و ذلك طبعا بهدف التغطية على فشل ترسانة الأسلحة الخردة الامريكية التي بيعت للسعودية في رصد الطائرات المهاجمة و إسقاطها، ما يعتبر سقوط دراماتيكي مدوي لصورة وهمية، لطالما حاولت امريكا تسويقها للعالم في السينما و عن طريق بروبكندا ممنهجة، حول اسطورة تفوق الصناعة العسكرية الأمريكية.

بطبيعة الحال الرئيس الأمريكي ترامب يعيش منذ أيام كوابيس مرعبة، بسبب تبعات الهجوم على مصفاة ارامكو التي يصدر منها غالبية البترول السعودي، و ذلك بعد أن وجد نفسه في وضع محرج أمام بقرته الحلوب السعودية و أمام العالم، و أصبحت صفقات السلاح المليارية التي عقدها مع السعوديين و جعلها شرطا مقابل حمايتهم، بلا معنى أو فايدة، فلا امريكا التي تسيطر على اجواء المنطقة و بحارها وفرت لهم الحماية من الهجوم، و لا أسلحتها الخردة استطاعت الدفاع عن مصالحهم الاقتصادية و منشآتهم النفطية التي تم ضربها في مقتل من طرف اليمنيين.

لقد سبق أن اكدنا على ذلك في مقالات عديدة، موازين و مفاهيم القوى بمنطقة الخليج قد تغيرت و إلى الأبد، و ضربة ارامكو الأخيرة تشكل توازن مرعب للردع بين المحور الصهيو-أمريكي و اذنابه و حلفائه من الصهاينة العرب، و محور الشرف و الممناعة و المقاومة التي تتزعمه إيران و حلفائها بالمنطقة، لذلك الحل الوحيد الذي يمكن للسعودية أن تحفظ به ماء وجهها و كرامتها، و تصون به ما تبقى من مصافي للنفط فوق أراضيها هو إنهاء عدوانها الظالم على اليمن المستضعف، فلا ترامب و لا أسلحته الخردة ستستطيع حمايتها أو الدفاع عنها، انتهى الكلام.