و تستمر بلدية الداخلة بتوجيهات "الجماني" في تنظيف أحياء المدينة و محاربة النقاط السوداء
و تستمر بلدية الداخلة بتوجيهات "الجماني" في تنظيف أحياء المدينة و محاربة النقاط السوداء
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
أطلقت بلدية الداخلة، حملة نظافة مكثفة تشمل جميع أزقة و شوارع المدينة، بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات الجماعية المقدمة للمواطنين، وإزالة جميع مظاهر التلوث البيئي و البصري.
هذا و تسهر بلدية الداخلة منذ عدة أسابيع و بتوجيهات صارمة من رئيسها "سيدي صلوح الجماني" على تنفيذ حملات مكثفة للنظافة من خلال تسخير الكوادر البشرية العاملة والآليات والمعدات لتنفيذ أعمال النظافة والتخلص من النفايات وكنس الشوارع داخل الأحياء والطرقات الرئيسة، وتنظيف وتهيئة الحدائق والمنتزهات، والحد من التلوث البيئي وتعزيز مستوى النظافة، والعمل على إزالة المخلفات والقاذورات التي خلفها بعض المواطنين الأوباش و "لمسخين" و "الهماج".
وأكد رئيس بلدية الداخلة في إتصال مع المركز، على أهمية الحملة الحالية التي تأتي ضمن العديد من الحملات التي تنفذها البلدية وفق آليات وخطط وبرامج معدة لذلك سعيًا لتحقيق الأهداف المرجوة من الحملة، مشدداً على أهمية الدور المناط بالمواطن في إنجاح الحملة للمحافظة على نظافة الشوارع والأحياء وتعاونهم الدائم مع البلدية من خلال الإبلاغ عن أي مخالفات عبر الاتصال بالمجلس البلدي على البريد الإلكتروني المخصص لهذا الغرض.
من جهة اخرى، دائما ما نسمع الكثير من الشكاوي من المواطنين حول نظافة شوارعنا، وكثير منا يقوم بمقارنة نظافة شوارعنا ونظافة شوارع في دول قريبة أوبعيدة عنا، بينما نظافة المدن هي في الحقيقة إنعكاس للوعي لدى المواطن، ومرآة للتطور الحضاري في أي بلد، والنظافة هي عامل أساسي في محاربة الأمراض التي تنتشر بسبب كثرة الأزبال التي تجتمع عليها الزواحف و الحشرات بأنواعها.
ورغم أن ديننا الحنيف يحث على النظافة ويعتبرها جزءا من الحياة اليومية، إلا أننا أكثر مجتمع لا يعير النظافة العامة أي اهتمام. ففي الإسلام تنظيف الفم بالمسواك هو سنة يثاب عليها المسلم، ونظافة البدن والاغتسال لأداء الصلاة هو شرط أساسي لصحة الصلاة. وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، أي بمعنى آخر هو أن النظافة مسؤولية دينية و أخلاقية يجب على المسلم أن يتحلى بها و يتحملها حتى يكون قدوة للغير، ولكن للأسف الشديد نحن نعيش في مجتمع محلي مصاب بمرض الشيزوفرينيا، يتغنى ويتحدث عن أهمية النظافة و يطالب بها بشكل هستيري، ولكنه في نهاية المطاف لا يعيرها أي اهتمام، ففي البيت يترك نظافة المنزل على العاملة المنزلية، وفي خارج المنزل يترك مهمة نظافة الشارع على عامل نظافة يقوم بجمع ما نلقيه نحن من فضلات و قاذورات، سواء أكانت فضلات يقوم كل مواطن برميها من نافذة سيارته، أو ما يتم رميه في قارعة الطريق بصورة عشوائية و غير حضارية، وفي نهاية اليوم نقوم بإلقاء اللوم على المجلس البلدي المناط إليه مراقبة نظافة أحياء و شوارع المدينة. والكل يعلم أنه يوجد لدينا أكبر نسبة من عمال النظافة، الذين تم استقدامهم فقط ليقوموا بجمع ما نقوم نحن برميه في شوارعنا من القاذورات و الأزبال، أي أننا ندفع أموالا طائلة فقط؛ لكي يقوم عامل النظافة بجمع ما نرميه من مخلفات، ومع ذلك نحن من يقوم بالشكوى حول نظافة الشوارع والمدن ولا نعلم بأن الحل بأيدينا.
وزيادة على ذلك، هو أننا لا نفرق بين أهمية نظافة الشارع و الأحياء داخل المدينة، ونظافة الشواطئ و المجال البحري، فرمي المخلفات في الشواطئ له تبعات خطيرة ليس فقط من ناحية المنظر، بل إن التبعات تشمل تدمير البيئة البحرية الهشة، ومثال على ذلك، أنه في الماضي كانت الشواطئ في مدينة الداخلة تعتبر الأنظف والأكثر جمالا على المستوى الوطني، ولكن وبعد التمدد العمراني، أصبحت الشواطئ و المجال البحري من أكثر الأماكن التي بدا واضحا تأثرها بتراكم الأوساخ و الأزبال، والتي بسببها تتكاثر الحشرات الضارة والزواحف الناقلة للأمراض، إضافة الى كون مشكلة تلوث الشواطئ بالأزبال و المخلفات البشرية، يكمن في صعوبة متابعة نظافتها من قبل المجالس البلدية.
ولهذا فنظافة المدن والشوارع هي في الحقيقة مسؤولية مجتمعية مشتركة، بين المواطن والجهات الأخرى، مثل: البلديات و منظمات المجتمع المدني و الإعلام و المدرسة و الاسرة، فلا يوجد بلدية في العالم بإمكانها القيام بواجبها فيما يخص النظافة إذا لم يكن هناك وعي من المواطن فيما يخص اهتمامه بنظافة مدينته. وبالطبع، لا يمكن أن نغفل دور المجلس البلدي، ولكن يظل دور المواطن هو الأهم، ففي البلاد الغربية لا ترى أي عامل نظافة متواجدا في الأحياء السكنية لكي يجمع ما يرميه المواطن، ولا يوجد أيضا في الغرب جدول يومي لجمع القمامة داخل الأحياء السكنية، بل إن نظافة الأحياء تتم عبر مرور سيارت نظافة خاصة مرتين كل أسبوع، ولا يأخذون إلا ما هو موجود في الحاويات الخاصة بالقمامة، ولو كان هناك شيء خارج الحاوية فيتم تغريم صاحب المنزل.
و عليه يحسب لبلدية الداخلة ترفعها عن محاسبة بعض المواطنين الأوباش و المخربين، و استمرارها في تنظيم حملات نظافة واسعة بشكل ممنهج و مبرمج، و مكلف أيضا، لتنظيف شوارع و أحياء المدينة و جمع القاذورات و الأزبال التي يتسبب في تواجدها بعض المواطنين الغير مسؤولين و "المعفونين" عديمي الذوق و التربية و التحضر.