Créer un site internet

شهادة حق من أبناء الداخلة المشتغلين في شركة "الزبدي" تنصف الرجل و تفضح الحملة المسعورة ضد الكينغ بيلاجيك

Photostudio 1575827404744 960x680

 

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

"علتنا فينا"...أحجية حكيمة لطالما سمعت جدي رحمة الله عليه يكررها و أنا طفلا صبيا, و اليوم بعد أن وصلت سفينة العمر منتصفها, أجد نفسي واقفا أمام حرمها من جديد, صامتا و مستجديا ما تضمه أقطارها من معاني جليلة صارت في زمننا الرديء هذا، واقعا مرا مقيما بيننا.

لكن يبدو أن هناك في عوالم هذا الجرف البحري الملعون جهات أشباح من أبناء جلدتنا يريدون أن يشغلون عنهم و عن فسادهم الأسود بقضايا مصطنعة من وحي الخيال، و نسوا "المناحيس" ما فعلوه بمجالسنا المنتخبة و ميزانياتها المنهوبة، و هم الذين دخلت عليهم الدولة المغربية حفاة عراة, و تحولوا بقدرة عزيز جبار الى نخبة مخملية يفترشون الزرقاء و يسكنون الفيلات الفاخرة و يركبون سيارات "الفايف ستار"، و هم الذين ألفوا سوق الحمير و البغال.

فركبوا الأندال على إحتجاجات نفذها بعض المعطلين أمام شركات أحد المستثمرين بالجهة, وتحولوا في لمح البصر الى مدافعين مستميتين ضد الفساد و من أجل ثروات الصحراويين و مصالحهم. فيا سلام, يا سلام، و هل تلد البومة عصافير، يذكرني حالهم البؤساء بحال الثعلب لما خرج يوما في ثياب الوعظ و الإرشاد.

لقد صمتنا حين كانت القضية تبدو في ظاهرها مجرد احتجاجات عفوية ينفذها مجموعة من المعطلين المحرومين أمام شركات "الزبدي" للمطالبة بالشغل، لكن حين ركبها ضباع الصحافة و منابر الشمكارة و أشباح بعض المجالس المنتخبة، خدمة لأسيادهم بهدف استهداف المستثمر "الزبدي" بصفة شخصية وحده دون سواه، تأكد لنا بأن القضية تجاوزت حدود مطالب إجتماعية بريئة و أصبحت تصنف في خانة الاستهداف المباشر لشركة الكينغ بيلاجيك.

فأفيقوا يا هؤلاء, لا يمكنكم أن تلعبوا بعقولنا و أن تسحروا عيوننا و أن تستغلوا واقعة عادية جدا في عرف المجتمعات المتحضرة التي ليس لكم طبعا فيها حظ أو نصيب, لتغيروا اتجاه البوصلة و تشغلون الرأي العام بمعارككم الدينكيشوطية البائسة، فالمستثمر "الزبدي" ليس وحده الذي يشتغل في قطاع الصيد البحري بالمدينة, فإلى جانب الرجل هناك العشرات من أبناء مدينة الداخلة من أباطرة الريع و كومبرادوراته الكبار أبناء المخزن المغربي المدللين و تجار قضية الصحراء البارعين, الذين يستنزفون الميزانيات و الثروات البحرية و البرية ليل نهار و منذ عقود طوال، ناهيك عن اللائحة العار المشكلة من أكثر من سبعين باخرة للصيد الساحلي و حوالي 24  باخرة Rsw, مملوكين للوبيات مفترسة و منتخبين جشعين و مستثمرين لصوص و أشباح، فماذا قدموا هؤلاء للجهة و شبابها العاطل بأموال الريع من ثروات المنطقة السمكية تلك؟ ماذا قدموا لنا و للضعفاء و الفقراء و المحرومين من رخص الباخرات التي يكترونها بالمليارات؟ بماذا استفادت الجهة و ساكنتها من ملايير مقالع الرمال المنهوبة؟ ماذا نالنا من الصفقات المليونية المشبوهة ريع الأموال العمومية التي يتغذون عليه كما تفعل الطفيليات؟ كم شغلوا من العاطلين في مصانعهم و شركاتهم؟ كم عالجوا من مريض و أطعموا من جائع و أفطروا من صائم؟

ماذا قدم للداخلة و ساكنتها و شبابها المعطل، لوبي السنتيسي الذي يستنزف بلا حسيب أو رقيب سردين الداخلة ببواخره الأربعة RSW المسماة "الحمد- مفتاح- فايكينغ- سينيور" و يحوله عمدا إلى دقيق للسمك بمصانعه المتواجدة في مدينة العيون، و يتعمد ان يشغل في وحداته الجالية الإفريقية؟ أم أنه يا ترى انتمائه لحزب الاستقلال بالداخلة حماه من المؤامرة؟؟

ماذا قدم للداخلة لوبي الهبزة و أومولود و البطاح و الأربعين حرامي الموالين له، الذين يستنزفون ليل نهار ثروات الداخلة السمكية و يهربونها إلى مدن أكادير و الدار البيضاء، و الذين بسبب جشعهم و نهبهم، تجاوز ثمن سمك الكوربين "الخامر" 120 درهم في أرض عائمة فوق ثروات سمكية خيالية؟

ماذا قدمت للداخلة شركة الكولونيل العسكري المتقاعد "أتينيروس ديل سور" الموصدة أبوابها بالحديد و السياج و الحرس الشديد، و التي تستنزف ليل نهار ببواخر RSW سردين الداخلة لأجل تعليف سمك التونة الذي يقوم فرع الشركة بالشمال بتربيته داخل أحواض في البحر الأبيض المتوسط؟؟؟

ماذا قدم المستثمر الشبح "عكاشة" للداخلة و ساكنتها برخص الصيد في أعالي البحار التي يستفيد منها و بباخرته RSW "الخليفة" التي تحصد ثرواتنا السمكية و تهرب إلى أكادير من أجل التصدير و خلق الثروة؟؟؟

ماذا قدمت للساكنة لوبيات "لعلج" و "بيشة" و "القباج" و "الحمداوي" و "الطيب الموساوي"، الذين يمتلكون بواخر RSW بعضها مجهز بوحدات تبريد على متنها، لا تجني من ورائهم الساكنة درهما واحدا، و لم نرى لأحد منهم عمل اجتماعي يتيم ينظمه بالداخلة، فما بالك أن يمتلكون مؤسسة للأعمال الاجتماعية كما هو حال المستثمر "الزبدي".

ماذا قدمت للداخلة و ساكنتها لوبيات كمبرادورات الريع أبناء المنطقة من أصحاب الوحدات الصناعية و البواخر و المشاريع و الأموال المهربة إلى موريتانيا و جزر الكناري الاسبانية؟؟

ماذا و ماذا و ماذا.....؟؟؟ إنها مجرد أمثلة على سبيل الاستدلال لا الحصر، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن إستهداف مستثمر من طينة و قامة "الزبدي" و "ضرب عين ميكة" عن المستنزفين الحقيقيين لثروات الجهة السمكية و ميزانيات الساكنة العمومية، و عدم التجرأ على الاحتجاج أمام وحداتهم المشبوهة، يجعل القضية فيها "إن" و أخواتها.

هناك حلقة مفقودة و كأنه يراد لنا أن لا نهتدي الى طريقها لتبقى مفقودة الى أن يرث الله الأرض و من عليها، و هناك كلام يقال و هناك كلام غير مباح، و هناك فساد مستشري في البر و البحر أبطاله بعض المنتخبين و المستثمرين من أبناء جلدتنا و شركائهم المهربين و اللصوص، لكن ممنوع الاقتراب منه و فيه يحذر النشر، و هناك من خرج اليوم علينا بلباس الثوار فقط لأن "الرضاعة" جفت و قل العطاء من "بزولة" الريع, فجن جنونه و ثار، وهناك الحائط القصير و هناك حقل الألغام، و هناك الحلال و هناك الحرام، و هناك و هناك...

لكن هناك أيضا فارق شاسع بين من استثمر في الداخلة، و خلق الثروة و الرواج الاقتصادي بالداخلة، و ساعد شباب المدينة على تأسيس شركات للحراسة شغلت المئات من أبنائها العاطلين و المسحوقين, و بين من ظل يضخ ملايير الريع في حساباته الخاصة, و استثمر خميرتها في شراء العقارات بمدن شمال المغرب و جزر الكناري. فرق شاسع بين من استثمر أمواله في المدينة, و بين لصوص البحر المحليين و الوافدين الذين استثمروا المدينة و خصوصية المنطقة لنهب الثروة السمكية و جني الأموال العرمرم دون جهد أو عناء, و مع ذلك لم يستفد منها هذا الجرف و من عليه بأي شيء يذكر، و أستفادة منها أكادير و هوارة و الدار البيضاء و موريتانيا و جزر الكناري.

إن أول طريق للإصلاح هو العدل, و أول طريق للعدل هو الإنصاف و نحن في المركز, ليست لدينا خصومة شخصية مع أحد, و لا يفتي علينا أيضا أي أحد إستنتاجاتنا و ما نكونه من قناعات و ما نصل إليه من أحكام و حقائق، و الحقيقة كما طالعنا عنها في كتب الفلسفة مفهوم نسبي, الطريق إليه تبدأ لزوما بالشك و تنتهي تحصيلا باليقين على منهج ديكارت, و ذلك طبعا لا يستقيم إلا من خلال التحرر من الآراء والمعتقدات السابقة, و الإشاعات المنتشرة في الوسط الاجتماعي، و هذه هي سياستنا و منهاجنا.

نعم و كما جاء على لسان أبناء الداخلة المشتغلين بشركة "الزبدي"، نرددها بأعلى صوتنا و لا نخشى في ذلك لومة لائم او عذول، وجدت فئات عريضة من الساكنة الخير و الإحسان في "الزبدي" و "رضا الشامي" و شركة "الكينغ بيلاجيك" و لم تجده في غيرهم من جوقة المستثمرين اللصوص أبناء الداخلة و حلفائهم الوافدين، الذين تكالبوا على ثروات الجهة السمكية تكالب الضباع على الجيف في جوف البراري، و لم ينلنا منها سوى "الخنز" و فضائح التهريب و غلاء ثمن الأسماك داخل الأسواق المحلية. 

بسم الله الرحمن الرحيم. "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ". صدق الله العظيم.