مجلس "ولد ينجا" الجهوي...من الجهوية المتقدمة إلى جهوية "فارينا و الزغاريت"!؟
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
تحت إشراف مباشر و توجيهات صارمة من رئيس المجلس "سيدي صلوح الجماني", أطلقت بلدية الداخلة مؤخرا مشاريع بنيوية و تنموية ضخمة, حولت مختلف أحياء مدينة الداخلة إلى أوراش مفتوحة مكنت من تحقيق قفزة نوعية في مجال البنية التحتية بالمدينة، و ساهمت في النهوض بنظافة المدينة و محاربة النقاط السوداء. الأمر الذي يفسر الدعاية المغرضة التي تشنها كتائب إعلامية موالية لتحالف "ولد ينجا" السياسي على بلدية الداخلة و رئيسها.
إن الذي غاض و لا زال يغيض تحالف مجلس الجهة الفاشل، هو النجاحات الباهرة التي حققتها بلدية الداخلة بقيادة "الجماني" في مجال اختصاصاتها القانونية و المؤسساتية، و كيف إستطاع الرجل الوفاء بجميع وعوده الانتخابية للساكنة في مجال تهيئة الأحياء ناقصة التجهيز خصوصا على مستوى أحياء الوحدة و الحسني و النهضة و السلام و الأمل و واد إشياف، حيث أكد "سيدي صلوح الجماني" بالملموس و من خلال الميدان و العمل الدؤوب، إلتزامه الصادق من اجل تطوير البنية التحتية لمدينة الداخلة، و تحسين مستوى عيش ساكنة عاصمة الجهة بشكل عادل و على قدم المساواة.
لقد ظل النهوض بالبنية التحتية لمدينة الداخلة، أحد أهم أولويات رئيس الجماعة الترابية للداخلة، حيث سخر "الجماني" لذلك جميع الوسائل البشرية و المادية الممكنة، و الهدف هو تطوير المدينة وجعلها قطبا حضاريا واقتصاديا كبيرا، حيث لا زال يعمل على مواصلة المجهودات التنموية التي إبتدئها منذ توليه رئاسة جماعة الداخلة سنة 2009 على مستوى تأهيل البنيات التحتية وتطويرها وتقديم خدمات قرب افضل للساكنة، لجعل الداخلة مدينة عصرية وقبلة للسياحة الوطنية والدولية، و هو ما تعكسه الاوراش التنموية الكبرى الحالية التي أطلقتها بلدية الداخلة، والتي طالت جميع الأحياء السكنية في اطار من العدالة الإجتماعية و المجالية، استجابة لتطلعات وانتظارات الساكنة، ومواكبة للتوسع العمراني والدينامية التي تشهدها الداخلة في مختلف المجالات.
لكن بالمقابل، سنظل نتساءل و من ورائنا الساكنة؛ أين أختفت الاموال العمومية الضخمة التي خصصتها الدولة المغربية لميزانية الجهة و التي تجاوزت 200 مليار سنتيم؟ من المسؤول الحقيقي عن خمس سنوات من الميزانيات الضخمة و الفرص التنموية المهدورة بالجهة؟ من المسؤول الحقيقي عن إهدار المليارات من أموال الفقراء على تمويل مهرجانات السفاهة و "الزرود" والحفلات و شراء التحف و الهدايا، و ملئ جيوب المغنيات و شذاذ الجغرافيا بأموال الفقراء و المحرومين؟ لماذا لم يساهم مجلس الجهة من ميزانياته المليارية في دعم مجهودات البلدية للنهوض بالبنية التحتية بعاصمة الجهة, و المساعدة في تجديد شبكة الصرف الصحي و وضع بنيات تحتية متقدمة خاصة بتدبير قطاع النظافة، و تجويد البنية التحتية بمختلف أحياء و شوارع المدينة؟
من دون ادنى شك، لقد نجح خصوم "الجماني" في مجلس الجهة في إقناعنا بأنه مجلس فاشل, و بأن رئيسه لا يمتلك بين يديه أية حصيلة تذكر يمكنه أن يترافع عنها أمام الساكنة, بإستثناء الترقيع المشين و توزيع الفتات المهين، و بأن كل ما ظلت تشيعه عنه أذرعه الإعلامية في المدائن, كان مجرد قصاصات إخبارية وهمية مدفوعة الأجر من أجل تجميل سحنة سياسته التدبيرية القبيحة أو ما ارتئينا أن نسميه "سياسة تنمية مارو و فارينا", لكن يبدو أنه تحول إلى ما يشبه "لعكر على لخنونة" و لم يعد بإمكان صحافة الرئيس الموازية على كثرة اذرعها، أن تستمر في التلاعب بالرأي العام المحلي و حجب كوارث مجلس الجهة و أعطابه و ما يعيش تحت كنفه من فشل ذريع و هدر شنيع لميزانياتنا تساعية الأصفار, تحت ظل حكم تحالف بائس و حواشيه من المرتزقة و الوصوليين و لحاسين الكابه و مستعمرات السوسه, و بقايا رؤساء "عشرية التهنتيت" السوداء.
تبذير فاحش و إستنزاف ممنهج لا تزال تحاول الماكينة الإعلامية الموالية لرئيس الجهة بمواقعها الصحفية المتناسلة كالفطر السام, إلى جانب رقيقه الجمعوي البغيض و ذبابه الإلكتروني القذر, أن توجه عنه الأنظار بعيدا, و تعتم عليه من خلال محاولة إلهاء الشعب بعمليات توزيع "الفتات" المهين و "مارو و فارينا"، على بعض الفئات الفقيرة من ساكنة الجهة. لكن يبدو أن تلك العملية التمويهية المفضوحة إضافة إلى محاولة إشغال الرأي العام المحلي بين الفينة و الأخرى بقصاصات إخبارية صفراء مفبركة عن رئيس بلدية الداخلة, في إطار سياسة صحفية رخيصة تروم خلق شو إعلامي مصطنع، قد بائت بالفشل, و "خنيشات مارو و فارينا" لن تنسي الساكنة قصص المليارات السمينة التي جرى تخصيصها في وقت سابق لتمويل "لافييستات" و "التبوريدا"، و إغناء تريتورات مراكش و التاجر المحظوظ "مود".
إنها بعض ثمار التدبير الفاشل و الهدر الرهيب لأرزاق الساكنة من طرف مجلس الجهة، بينما كان بإمكان "ولد ينجا" أن يخصص تلك المبالغ المالية الضخمة لخلق فرص شغل لشباب الجهة المحروم و المفقر عن طريق تمويل مئات المقاولات الصغيرة و المتوسطة لحملة الشواهد العاطلين, و ينشئ بها مستشفى جهوي جديد يليق بجهة غنية بثرواتها الطبيعية و الميزانياتية، يحفظ به كرامة المرضى المعوزين و يغنيهم عن السفريات و التكرفيس في مدن الشمال البعيدة، إضافة الى تخصيص النزر القليل منه لدعم ميزانية بلدية الداخلة و مؤازرتها في مجهوداتها التنموية الضخمة للنهوض بالبنية التحتية بمدينة الداخلة و تطويرها على كافة الاصعدة، خدمة لمصالح الساكنة أولا و أخيرا.
"الزين يحشم على زينو و الخايب إلى هداه الله"، مثل شعبي بات ينطبق بشكل مثير على أحجية مجلس الجهة و بلدية الداخلة، و من خلاله يمكن تفسير لماذا لا يريد "ولد ينجا" أن يتعلم من غريمه السياسي "الجماني" كيفية النهوض بإختصاصاته التدبيرية و المحافظة على أموال الساكنة من الهدر و الضياع، و تحقيق منجزات تنموية حقيقية و ملموسة يذكرها له التاريخ بتلك الربوع المالحة، لكن يبدو أنه فعلا الاستكبار و الاحقاد الانتخابوية الرخيصة التي ستظل تمنعه من التعلم، و تعمي بصيرة مجلسه و ميزانياته الضخمة عن تحقيق أية منجزات تنموية تخدم الساكنة و تحسن من مستوى عيشها، في الوقت الذي استطاع فيه "سيدي صلوح الجماني" بميزانية فقيرة و خصاص مهول أن يحول مدينة الداخلة إلى ما يشبه خلية النحل، عن طريق أوراش تنموية يومية مفتوحة على مصراعيها، تروم تجويد البنيات التحتية للمدينة على كافة الأصعدة.
قولا واحدا، لقد أظهر رئيس الجهة، و عكس ما توحي به القصاصات الإخبارية لصحافته الموازية, بأنه أقل كفاءة و كاريزماتية و إمكانات تدبيرية و سياسية,من كرسي رئيس جهة الداخلة وادي الذهب, و من مشروع الجهوية المتقدمة و ترسانته المالية و التنظيمية و التنموية, و ما أشتمل عليه من إختصاصات إستثنائية و مشاريع سوسيو-إقتصادية مهيكلة, هي أكبر بكثير من مجرد إصطناع شو إعلامي رخيص على حساب أحلام و حرمان الساكنة المغلوب على أمرها, و هي المشاريع الكبرى التي سبق أن دشن إنطلاقتها جلالة الملك بهذه الربوع المالحة, و حولها رئيس الجهة إلى مجرد مخطط تنموي من "فارينا و الزغاريد" أنفق على إنجازه ملايين الدراهم من ميزانية الشعب, و عرى حقيقته تعاقب الأيام و السنون، و كان ختامه تنمية "خناشي مارو و فارينا"، لأنه و كما جاء في الحديث الصحيح: "كل ميسر لما خلق له".