Photostudio 1552753591312 960x480

مجلس "السويقة" الجهوي..حين يدافع حلف "الجماني" عن مصالح الساكنة و يدافع "ولد ينجا" عن مصالح السياح الاجانب و البيزنسمانات!؟؟

Photostudio 1594221342559 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

عرفت الدورة العادية لمجلس "ولد ينجا" برسم شهر يوليوز الجاري، سجالا حادا بين فريق المعارضة من جهة, و بين رئيس المجلس و بعض بلطجيته "السواقيين" داخل الاغلبية, حيث قاطع "ولد ينجا" عضو فريق المعارضة و النائب البرلماني "محمد لمين ديدا" خلال تناوله الكلمة, بعدما كشف هذا الأخير محاولته المفضوحة لممارسة "الدعاية الانتخابوية" ضد بلدية الداخلة و رئيسها.

"الى تهرس شي سايح اجنبي من ممارسي الرياضات المائية خاصو مصحة دولية تقدم خدمات فخمة، و إلا فلن يعود"، هكذا علق رئيس الجهة في معرض كلمته خلال أشغال الدورة العادية لمجلس الجهة على برمجته انشاء مصحة دولية بالمليارات فوق تراب الداخلة. تحدث لأول مرة بصراحة و خلفية و عقلية و لسان "البيزنسمان" الذي لا يضيره هدر مليارات من أموال الفقراء و المحرومين، على بناء مصحة "فايف ستار" للسياح المرفهين و رجال الأعمال الشبعانين، اما ساكنة الجهة فليس لها مكان في حسابات مجلس "ولد ينجا"، و لا تستحق خدمات طبية فخمة، و لا يهم اذا كسرت عظام احد منهم ان يجد الرعاية الطبية اللائقة من عدمها، بينما كان اولئ بتلك الاموال الضخمة الجهة و ساكنتها، من خلال تمويل بناء مستشفى جهوي جديد بتجهيزات متطورة تخدم على قدم المساواة المواطن المحلي و السائح الأجنبي، لا ان تهدر أموال الدولة المغربية المخصصة لرعايا صاحب الجلالة على تشييد مصحات دولية مخصصة للسياح و أصحاب الشكارة.

مشروع فاشل لمصحة "خمس نجوم" خاصة برجال الأعمال و الطبقات المرفهة التي ينتمي إليها رئيس الجهة، تشكل بكل المقاييس عنوان بارزا للفشل الرهيب الذي مني به مشروع الجهوية المتقدمة بربوع الداخلة المالحة، بجميع مشاريعه الملكية الطموحة التي دشنها جلالة الملك حفظه الله من الصحراء و لا تزال إلى حدود الساعة مجرد حبرا على ورق، بإستثناء مشاريع تنظيم مهرجانات السفاهة و منتديات التبزنيس و نحو ذلك من مصاريف مليارية موازية للزرادي و الاستقبال و شراء التحف و الهدايا. و قطعا لو لا خصوصية المنطقة و حساسيتها السياسية، لكانت الجهة اليوم فوق فوهة بركان، و لرأينا رؤوس كثيرة تتهاوى بسبب هذا الهدر المالي الكارثي، و الفشل الذريع الذي مني به مشروع الجهوية المتقدمة و مشاريعه الملكية التنموية.

و عودة على بدأ، و علاقة دائما بإتفاقية "التبزنيس" الخاصة ببناء مقر مصحة متعددة الإختصاصات بالداخلة, التي خصص لها مبلغ مالي ملتهب يتجاوز 12 مليار سنتيم, مدفوع من أرزاق ساكنة الجهة المطحونة، و خلافا لكل الأكاذيب المؤسسة التي روجت لها الاذرع الإعلامية المحسوبة على تحالف "ولد ينجا", سيتم تأجير بناياتها الإسمنتية المليارية و تسييرها, من طرف شركة إسبانية تدعى "NAMAT", و يمكن عندها لساكنة الجهة أن تتخيل الأثمنة الخيالية التي سيتم فرضها على كل مريض معوز سيقوده حظه العاثر إلى طلب الإستفادة من خدماتها التطبيبية, بينما كان الاولى بمجلس الجهة و رئيسه, أن يفوت المشروع لوزارة الصحة المغربية, و أن يطالب كمجلس جهوي له صلاحيات كبيرة و إستثنائية, بإبرام إتفاقية مماثلة مع القطاع الحكومي المكلف بقطاع الصحة, لأجل تدبيرها و إمدادها بالكادر الطبي اللازم, و ذلك رحمة بجيوب المواطنين و بؤسهم و قلة حيلتهم, أو أن يخصص ربع ذلك المبلغ الخيالي لتوسعة المستشفى الجهوي الحالي, و هو مبلغ خرافي كان سيجعل منه مستشفى ضخم و بتجهيزات طبية و علاجية مرموقة.

إن إنفاق 12 مليار سنتيم على إنجاز بنايات إسمنتية لمصحة متعددة الإختصاصات أشيع كذبا بأنها "دولية", و بأنها رحمة مهداة من "ولد ينجا" لمرضى و موجوعي و معوزي هذه الربوع المالحة, من أجل كرائها لشركة إسبانية في إطار صفقة تجارية محضة, يعتبر متاجرة رخيصة بأمراض و علل ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب, تفتقت عنها ذهنية "بيزنسمان", لم يستطع للأسف الشديد أن يخلع عنه بذلة رجل التجارة و المال و الأعمال, و أن يهبط إلى قاع المجتمع, حيث يتواجد مواطنين محرومين لا يمتلكون حتى قوت يومهم, فما بالك بأن يدفعوا أموال طائلة من اجل الإستفادة من خدمات مخملية لمصحة إستثمارية ربحية, موجهة للسياحة الطبية و الطبقة البرجوازية المرفهة، في الوقت الذي يرمى فيه الفتات من ميزانية الدولة لبلدية الداخلة، عاصمة الجهة حيث تتواجد أغلبية الساكنة، و يمتنع مجلس الجهة و "بوجه أحمر" عن تمويل ودعم مجهوداتها في مجال تطوير البنية التحتية بالمدينة، في ظل صمت مفجع من وزارة الداخلية المغربية.

قولا واحدا, متى كان يرجى الخير من وراء مجلس جهوي يحكمه "بيزنسمانات", لا يرون في المواطنين سوى أرقام عددية, و حقول تجارب لصفقات تجارية فاشلة, تعقد على حساب معاناة و أمراض و أوجاع فئات عريضة من المواطنين المحرومين, و ما مشروع مصحة مجلس الجهة الدولية, سوى العنوان الفاحش لكل هذا البؤس المؤسس و المنتخب, حيث لسان حال مجلس الجهة مع كل مريض محروم يحلم بأن يضمد جراحه و يداوي اوجاعه في مصحته المخملية, صارخ بالقول: "مس أي وذنيك أقرب".

لذلك من نافلة القول التأكيد مرة أخرى على أن بلدية الداخلة تحت قيادة "سيدي صلوح الجماني" ماضية في طريقها الصحيح نحو تطوير البنية التحتية للمدينة و تحسين مستوى عيش الساكنة, و بالتالي ما على تحالف الوصوليين المسير لمجلس "السويقة" الجهوي و مستعمرات السوسة التابعة له، سوى الإنشغال بحرفة إهدار اموال الفقراء و إصطياد أحلامهم في أفق سنة 2021, حيث ستزف ساعة النهاية و ترمي بهم صناديق الانتخابات إلى مزبلة التاريخ غير محزون عليهم.