في جهوية "ولد ينجا" الراشدة..مجلس الجهة يهدر أموال طائلة على شركة "ويب فور جوب" لدمج حملة الشواهد في تقنيات "ماريا طونطا" و تطوير "بلغمان"!؟؟
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
لا تزال مخرجات دورة مجلس جهة الداخلة وادي الذهب برسم شهر يوليوز، المنعقدة قبل أيام بالداخلة، ترخي بظلالها الفضائحية الحالكة على ساكنة الجهة المحرومة و المفقرة، حيث تفاجئنا داخل المركز كما هو حال الجميع بإصرار مجلس "ولد ينجا" الرهيب على تكريس هدر أموال الفقراء و ميزانياتهم المليارية على مشاريع "كور و عطي لعور" العبثية، و نخص هنا بالذكر مشروع الشراكة مع شركة المواكبة Web4jobs.
و في هذا الإطار لا نزال نتذكر بلاغ اصدره مجلس الجهة السنة الماضية، تحدث فيه عن "التوجهات الاستراتيجية لجهة الداخلة – وادي الذهب في مجال خلق فرص شغل للشباب الحاصل على شهادات وإدماجهم في مجالات المهن الرقمية"، و معلنا البدء في تلقي ملفات الترشيح للاستفادة من دورات تكوينية وتدريبية مكثفة في تطوير البرامج المعلوماتية بهدف الحصول على شغل في ميدان تكنولوجيا المعلوميات داخل شركات متخصصة في الميدان، في إطار تنفيذ برنامج التكوين للإدماج في سوق الشغل، بتعاون مع الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات، وبتنفيذ من شركة المواكبة WEB4JOBS.
لكن المثير للسخرية، أن المونشيط الإشهاري الخاص بشركة المواكبة web4jobs الذي جرى وضعه في قاعة الاستقبال التي خصصها "ولد ينجا" لتنظيم حفل تخرج الدفعة الأولى من المستفيدين من البرنامج المذكور، إشتملت على مهن تكنولوجية متقدمة، من قبيل "عجين فرينا" و "صناعة شوكولاته" و فنون الطبخ و النسيج، بينما العنوان العريض للبرنامج كما هو مثبت في الحائط خلف ظهر الرئيس هو : "إستقبال على شرف الشباب المستفيدين من برنامج مواكبة و إدماج الشباب حاملي الشهادات في المهن الرقمية"!!؟ فبالله عليكم ما هي العلاقة بين المهن الرقمية و تقنيات "عجين فرينا" و الطبخ فالكوزينا!!؟؟؟
إنه بإختصار شديد أحد مهازل مجلس الجهة الفاشل، يكشف عن غباء و تخبط رهيب يسبح بين حبائله المجلس و رئيسه و مستشاريه، و إلا لما تفتقت قريحتهم "الإستراتيجية" عن هكذا برنامج تافه و عبثي و غير ذي جدوى، و لا يتلائم جملة و تفصيلا مع واقع شباب الجهة و طبيعة الشواهد الجامعية العليا المتحصل عليها و التي تتشكل في غالبيتها الساحقة من تخصصات قانونية و ادبية و إقتصادية، بعيدة كل البعد عن البرمجة و لغاتها الصعبة و تطبيقات الاندوريد و ألغوريتماتيها العويصة.
و بينما كان ينتظر شباب الجهة حملة الشواهد العليا ادماجهم في سوق الشغل من خلال مشاريع حقيقية و تكوينات تطابق مؤهلاتهم و قدراتهم و شواهدهم، نفاجأ بهذا البرنامج المرفه الموجه ل"جوج قيوش" بينما الغالبية العظمى من أبناء الجهة المعطلين سيجدون أنفسهم مرة أخرى خارج حسابات و استراتيجيات رئيس الجهة.
في علم التدبير العمومي و الاستراتيجي يوجد شيئ يسمى "تدبير الاولويات" و قد سبق لنا التنظير له في مقالات سابقة، كما ان التفكير الاستراتيجي réflexion stratégique يبنى على ثلاثة ركائز مهمة و أساسية:
©الأولى: معرفة و تحليل معمق للبيئة المحيطة في مختلف تجلياتها السوسيو-اقتصادية و السياسية و القانونية و الديمغرافية و الحاجيات المعبر عنها و الأنماط الاستهلاكية و الرغبات وووو، ما يستلزم من المسير أو المدبر وضع جدول إحصائي خاص يسمى في فنون التدبير ب tableau de bord.
©الثانية: امتلاك القدرة على الخلق Innovation و ابتداع سيناريوهات و برامج عمل مختلفة و فعالة تمكن من تحقيق الأهداف الاستراتيجية المحددة.
©الثالثة: إمتلاك الذكاء التدبيري في اتخاذ القرارات الملائمة التي تمكن من تحقيق الأهداف و تلائم الحاجيات المعبر عنها و بأقل التكاليف، من خلال Pilotage de la performance في مفهومه الشمولي، و الذي لا يتسع المجال حاليا للتنظير له.
لذلك لو كان رئيس الجهة و فريق عمله احترموا هذه المقومات العلمية خلال وضع البرنامج الفاشل سالف الذكر، و بناءا أيضا على التدبير بالاولويات في تسيير الشأن العام الذي سبق الإشارة إليه، لكنا الآن بصدد برنامج تكويني حقيقي في ميادين الاستشارات القانونية و الاقتصادية، و الطاقات المتجددة و الفلاحة و السياحة و الصيد البحري... إلى أخره من المهن و القطاعات الحيوية التي تلائم الاقتصاد المجالي économie du terroir، و تتطابق مع قدرات و بروفايلات شباب الجهة حملة الشواهد العليا.
إن هذا البرنامج الجهوي الجديد، تنطبق عليه المقولة الدارجة "الى عطاك العاطي ما تحرث ما تواطي"، و ستكون من بين ثماره المنتظرة إدماج "بلغمان" في شركات "لكذيب لحمر" المتخصصة في تطوير "ماريا طونطا". قولا واحدا، و كم بجهة الداخلة من المضحكات و لكنه ضحك كالبكاء، لأن كلمة السر وراء هذا البرنامج المهزلة تكمن في الشركة المحظوظة WEB4JOBS، حيث باتت بعض شركات القطاع الخاص المغمورة المستفيد الحصري من خميرة أموالنا العمومية المهدورة، بينما في الكواليس لا يعدو البرنامج الفاشل ان يكون مجرد وليمة دسمة لإشباع هوس و "تشرتيت" بعض أعضاء الاغلبية، و ضمان ولائهم الزائف و عربداتهم المخزية خلال أشغال دورات المجلس. فهنيئا لهم هدر حوالي 770 مليون من ميزانيات المحرومين السبهلل، و هنيئا لنا البؤس و البطالة و السعايا و خنيشات فرينا الخامرا، في جهوية "ولد ينجا" الراشدة !!!