Photostudio 1552753591312 960x480

ضرب تحالف "الجماني" بنسائنا الحرائر..أ إلى هذه الدرجة هزم تحالف "ولد ينجا" في ميادين التنافس السياسي و الإنتخابي!!؟

Photostudio 1594814272962 960x680

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

صورة أخرى بائسة و شديدة القتامة من واقعنا السياسي المحلي، لا تزال تمليه على بنات أفكارنا الخرجات الاعلامية المتكررة لما يسمى "تضامن منظمات المجتمع المدني بالداخلة مع المستشارة الجهوية فاطمة الزبير". فهل يريد التحالف الإنتخابي الذي يقود مجلس الجهة، الانقلاب على قواعد اللعبة السياسية و مبادئ العملية الديمقراطية الرصينة، و إغراق المنظومة الإنتخابية المحلية في أوحال البلطجة السياسوية، و خطابات شعبوية بائدة و متعفنة، من زمن الغزيان و حروب البسوس و داحس و الغبراء.... 

كيف يعقل في مغرب القرن الواحد و العشرين، مغرب الحداثة و الديمقراطية الذي تمثله دولة الحق و القانون و المساواة، أن كل إمرأة صحراوية منتخبة، و حين تدخل في صراع أو نقاش سياسي مع خصوم سياسيين آخرين، و هذا من طبائع الأمور، يتم تجييش أبناء العمومة و بعض الجمعيات الموالية، و يتمترس الجميع خلف معزوفة مهترئة و غارقة في اوحال الرجعية و الفولكلور التراثي، عن قيمة و قدسية المرأة داخل المجتمع الصحراوي، و سرديات حماسية عن كليب و عن وائل...إلى آخره من كلام "خروجو" الذي ليس مقامه العمل السياسي و التطاحن الإنتخابي على المصالح الحزبية الضيقة، فلكل مقام مقال، كما قالت العرب قديما، كما أنه يعتبر أيضا تمييز فاضح و غير دستوري ضد المرأة، بينما جاء الدستور المغربي الجديد ليحاربه و يوطد ركائز المساواة الكاملة مع الرجل في الحقوق و الواجبات، و يمنع كل أشكال التمييز الموجودة ضد المرأة، و هو ما زكاه الشرع الإسلامي و نص عليه الحديث النبوي الشريف: "النساء شقائق الرجال". 

لقد كنا نقولها دوما، و سنظل نكررها، النقاش السياسي بالجهة يجب أن يبقى في مستواه السياسي، و لا ينزل إلى مستويات رجعية و شعبوية هابطة، لكن يبدو أن العقليات الحجرية التي تدير التحالف السياسي الفاشل الذي يقود دفة مجلس جهة الداخلة، لم تستطع أن تنفض عن ذهنها و منطقها و ايديولوجياتها، غبار التزمت، و باتت تخلط الممارسة السياسية الحداثية، و الأهلية القانونية للمرأة كمواطنة في دولة ديمقراطية عربقة ذات مؤسسات سياسية و دستورية قائمة الذات و راسخة، بقصص اسطورية عن المرأة و التغني بمكانتها الاجتماعية داخل "الفريك" إلى آخره من الفيافي التي مكانها البيوت المغلقة و الشارع و الفركان و "طبلت اتاي"، و ليس الهيئات السياسية المنتخبة. فالمرأة صنو الرجل في الحقوق السياسية و المدنية و خاضعة لنفس القوانين، و ليست حالة استثنائية داخل المنظومة السياسية و الإنتخابية الوطنية و المحلية يجب التعامل معها وفق دستور خاص، إذا أجرمت تحاسب و تسجن و يحقق معها و تصدر ضدها الأحكام، كما أنها تناقش و تجادل و توجه لها الاتهامات و تخضع لرقابة المجتمع و ممثليه و قواه الحية، مثلها تماما مثل الرجل.

و أيضا إذا اختارت العمل السياسي فعليها أن تفسخ عنها رداء "التبعكيك" و الدلع و تلبس رداء المرأة المواطنة الحداثية، التي لا يضيرها في شيئ أن تدخل في صراعات سياسية مع منتخبين رجال، و ان تتبادل معهم الاتهامات و المناكفات، وأن تمارس صلاحياتها كمنتخبة و ممثلة للساكنة بكل شجاعة، و بطريقة ديمقراطية متحضرة و راقية، ندا لند، عوض الهروب الصبياني من المواجهة، و اللجوء إلى بعض الجمعيات الموالية و أبناء العمومة لاستجداء النصرة و الدعم بمنطق "التحمجي" البدوي. و هنا لا يفوتنا ابدا ان ندعوهم بالمناسبة إلى التعلم من التجربة الديمقراطية الأمريكية، و خصوصا ما يحصل من مناكفات و إتهامات متبادلة بالتخوين و الفساد، بين الرئيس الأمريكي "ترامب" و رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي"، و صلت حدتها إلى درجة إمتناع الرئيس عن مصافحتها خلال إلقاءه خطاب حالة الاتحاد، فما كان منها إلا أن مزقت نسخة ورقية من خطابه على رؤوس الأشهاد و أمام عدسات الكاميرات، و انتهت القصة، فلم نسمع ان "بيلوسي" حشدت او حشد لها "التحمجي" من أنصار الحزب الديمقراطي ضد إهانة "ترامب". كما أنه من الغربب و المثير للسخرية و الاشنئزار اننا لم نسمع لنفس الوجوه الجمعوية و القبلية، حسا أو همسا أو كرنفالات متلفزة مماثلة، حين داست صحافة العهر المغربية شرف نسائنا الحرائر بالداخلة، من خلال مقال صحفي مسيئ نشر على نطاق واسع من طرف جريدة الصباح، أم انه يا ترى "التحمجي" للمرأة و التغني بقدسيتها و هيلمانها داخل مجتمعنا المحلي لا يجوز إلا حين يكون المستهدف من وراءه "الجماني" و تحالفه السياسي، رغم أن معارضة الجهة لم تنطق ببنت شفا يتيمة فيها تجريح أو إهانة أو إساءة مماثلة لما جاء في جريدة الصباح المذكورة.

خلاصة الكلام، كل هذا الفيلم سيئ الاخراج و التمثيل و النص، لا يعدو ان يكون محاولة جديدة و خسيسة من الطقمة الفاشلة المسيرة لمجلس الجهة و زوائدها الدودية و ذبابها الإعلامي القذر، لتشويه صورة خصمهم المزمن "سيدي صلوح الجماني" و أعضاء تحالفه المعارض بمجلس الجهة، لكن هذه المرة من خلال الركوب على نازلة عادية جدا في عرف المجتمعات الديمقراطية المتحضرة، و محاولة إعطائها بعد أخلاقي و قيمي في قالب نسائي مفبرك، لدغدغة المشاعر و ذر الرماد في عيون الساكنة و تسجيل أهداف انتخابية في الوقت بدل الضايع. لذلك ارجوكم كونو تحشمو و لا تحاولوا ضرب "الجماني" بنسائنا الحرائر، و دعوا عنكم المرأة الصحراوية المغربية ابنت تلك الربوع المالحة من وطننا الحبيب تعمل بكل حرية و أريحية، في إطار منظومة سياسية محلية وفرت لها المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله كل الضمانات الحقوقية و الدستورية و القانونية للنجاح و الاستمرارية..إننا في المغرب يا سادة، و لسنا في دويلة طالبان...