بينما ينفق "الجماني" ميزانية مجلسه الفقيرة على التنمية..يهرق الحليب الطازج الذي اشتراه مجلس "ولد ينجا" من أموال الفقراء في الفيافي القاحلة!؟
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
إنها فقط بعض من بركات و كرامات رئيس الجهة و فريق عمله داخل المكتب المسير. إنها بعض قطوف الرفاه و التنمية التي جاء بها تحالفه السياسي لتلك الربوع المالحة. أموال عرمرم من ميزانيات الساكنة المحرومة تهدر على صفقات "مارو و فرينا و الحليب" من عند التاجر المحظوظ "مود".
و في الأخير و فين شاط الخير على زعير، و بعد أن اثخن مجلس الجهة الفاشل بشكل هستيري في شراء مواد التغذية، متجاوزا كل الخطوط الحمراء و الحاجيات الحقيقية المعبر عنها، ها هي أموال الساكنة الفقيرة تهرق "بضم التاء" حليبا طازجا لم تنتهي بعد صلاحيته، في أعماق الصحاري و تشعل فيها النيران، في جريمة بيئية شنيعة، و نازلة سوريالية مشينة لم تشهد لها ربوع شبه جزيرة الداخلة مثيلا من قبل.
المثير للإشمئزاز في هذه النازلة الفضائحية، أن صحافة النكافات و الزوائد الدودية المطبلاتية الموالية لمجلس الجهة الفاشل، بلعوا ألسنتهم جميعا، و عجزوا ان يفسروا او يبرروا للساكنة المحرومة هول المصيبة التي حلت بأموالهم العمومية المستباحة. و ماذا عساهم ان يقولون أو يبررون أو يزورون، و كل المؤشرات و الدلائل و الحقائق، تعتبر وصمة عار في جبين مجلس "ولد ينجا".
فإذا كانت تلك المواد الغذائية منتهية الصلاحية فتلك مصيبة، و اما اذا كانت فائض عن حاجيات الساكنة فالمصيبة أعظم، و في كلتا الحالتين، تحاكم الطقمة المسيرة للمجلس الجهوي و طريقة تدبيرهم الارعن و الكارثي لميزانيات الساكنة، و طرق صرفها و كيفية تحديد الحاجيات و صناعة الفرضيات، و ماهية المعايير السليمة و الرصينة التي أسست عليها عمليات الشراء. ناهيك عن غياب المراقبة و المتابعة و إنعدام شروط التخزين الصحية. و الحصيلة أموال الساكنة المحرومة تهرق في "الخلوات" هكذا بكل أريحية و هنجعية، و في احد اسوء أشكال التبطر على نعم الله و الاستخفاف بها...فاللهم لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا.
قولا واحدا، هذه الحادثة تسمى بلغة رياضة البوكس ب"الكاو"، اي انها الضربة القاضية التي ستطرح تحالف "ولد ينجا" السياسي أرضا و تخرجه مبكرا من حلبة التنافس الإنتخابي على مجالسنا المنتخبة، لأن الساكنة لا يمكنها ان تتحمل رؤية هذا التبذير الشنيع الذي تتعرض له اموالها العمومية، فمجلس الجهة تظل مسؤوليته الأخلاقية و التدبيرية عن هذه الكارثة قائمة و لا يمكنها ان تسقط ابدا، فالمجلس هو الذي اشترى هاته المساعدات الغذائية من أرزاقنا العمومية على اساس دعم الأسر المتضررة من جائحة كورونا، و ليس من أجل سقي الفيافي و "الركوكا" الخالية بالحليب الطازج، أو حرقها في بوادي لمهيريز بعيدا عن أعين الساكنة.
فشتانا بين خصمهم اللدود رئيس بلدية الداخلة "سيدي صلوح الجماني" الذي لا زال ينفق كل درهم في ميزانية مجلسه الفقيرة على التنمية المحلية و تطوير البنية التحتية و تحسين عيش المواطنين، بينما يهرق و يحرق الحليب الطازج الذي اشتراه مجلس "ولد ينجا" من أموال الفقراء في الفيافي القاحلة!؟