برافو...والي الجهة ينهي محاولات مجلس "ولد ينجا" السطو على صلاحيات بلدية الداخلة في مجال تطوير البنية التحتية لعاصمة الجهة
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
رغم أنه تأخر كثيرا، لكنه يعتبر خرق هام و كبير إستطاع والي الجهة "لمين بنعمر" أن يحققه على مستوى الصراع السياسي القائم بين أهم مجلسين منتخبين بالجهة، و الذي كان من نتائجه الكارثية الحصار المالي الخانق الذي ظل يمارسه مجلس "ولد ينجا" على بلدية الداخلة في إطار تصفية حسابات إنتخابية ساقطة و رجعية، ناهيك عن محاولاته المتكررة في السطو على صلاحيات بلدية الداخلة الحصرية في مجال تطوير البنية التحتية للمدينة، كما هو الحال في كورنيش حي القسم و إنارة شارع فم لبير، رغم ان القانون التنظيمي منح البلدية حق إحتكار صفة "صاحب المشروع" في كل ما يتعلق بمشاريع إنجاز البنية التحتية بمختلف أصنافها داخل المجال الترابي للجماعة.
لكن يبدو أن تعليمات عليا، قد فرضت على مجلس "ولد ينجا" الإذعان لموقف والي الجهة، و إحترام صلاحياته القانونية و التوقف عن إقحام المجلس في إنجاز أية مشاريع هي من صميم صلاحيات الجماعة الترابية للداخلة، و الاكتفاء بتقديم التمويل المالي اللازم لهذه النوعية من المشاريع، في إطار شراكات قانونية تعطي لكل ذي حق حقه، بعيدا عن المكايدات الانتخابوية العبثية و سياسة "حك النحاس"، و السطو على إختصاصات الخصوم الإنتخابيين.
و كنتيجة لهذا الانفراج الهام، و على هامش الدورة الإستثنائية لمجلس الجهة، جرى الاتفاق على عقد شراكة تنموية هامة ستمكن من اطلاق مشروع ضخم لتهيئة كورنيش "فم لبوير" وتقوية كورنيش شارع محمد الخامس، بدعم مالي من طرف كل من المجلس الجهوي والمجلس البلدي وبإشراف ولاية جهة الداخلة وادي الذهب، التي سيتم تعيينها ك"صاحبة المشروع" في إطار حل وسط، أظهر حرص كبير من "الجماني" على المصلحة العامة للساكنة، رغم ان هذه الصفة هي من صميم إختصاصات الجماعة الترابية للداخلة، و تظل تحتكرها بقوة القانون في كل ما يتعلق بإنجاز مشاريع البنية التحتية على مستوى عاصمة الجهة.
وهو ما يطرح أكثر من علامة إستفهام، حول سبب إمتناع مجلس "ولد ينجا" على مدى خمسة سنوات من الزمن المهدور، عن الرضوخ للشرعية و القانون، و تشبته المخزي بصفة ليس له فيه حظ أو نصيب؟ و لماذا من أجل هذه الصفة ظل يمارس حصارا ماليا خانقا و ظالما على بلدية الداخلة، أضاع الكثير من الفرص التنموية التي كانت ستعود بالنفع العميم على ساكنة الداخلة؟ و هل باتت الاحقاد الانتخابية و الخصومات السياسوية عند الترويكا الانتخابية المدبرة لمجلس الجهة، تسمو على مصالح الساكنة و القانون؟
قولا واحدا، إن أكثر ما يثير الضحك في هذه النازلة، هو الطريقة الاحتفالية التي قابلتها بها الأذرع الإعلامية لمجلس الجهة، و ما صاحبها من مباركة و تطبيل، رغم أن بلدية الداخلة ظلت تنادي بذلك و تؤكد عليه في أكثر من مناسبة، لكن على العموم تطبيلهم الكاذب و الزائف تنطبق عليه مقولة بني حسان الشهيرة: "طيحا واسيها ترصيفا"، بمعنى أنهم لا زالوا يمارسون التدليس و النفاق على الساكنة بإخفاء هزيمتهم النكراء بعد أن أجبروا على الإذعان للقانون، فهؤلاء القوم معاركهم الانتخابية و أحقادهم الشخصية على بلدية الداخلة و رئيسها، تسمو على الساكنة و مصالحها و مستقبلها.
فشكرا سيدي الوالي....