Photostudio 1552753591312 960x480

شركة "بيا الداخلة سيكيريتي" .. نموذج ناجح لشركات أبناء الداخلة المشغلة لأبناء الداخلة

Hammoud

الداخلة بوست

"حمود بنان" هو رفيق دراسة مدير جريدة الداخلة بوست، و شاب من أبناء مدينة الداخلة و ساكنة "الجريف" الأصيليين. بعد دراساته الجامعية في القانون بالرباط اختار أن يشق طريقه في عالم الشغل دون أن ينتظر التوظيف. حيث اشتغل في بداية مشواره المهني بميناء مدينة الداخلة كأجير بشركة L.G.M.C للحراسة في ظروف عمل قاسية و من دون تغطية صحية لمدة تفوق خمس سنوات. فكانت رغم كل تلك الصعاب و الاكراهات فرصة ذهبية بالنسبة له لكي يكتسب خبرات ميدانية في هذا القطاع الجديد و الواعد, الوافد على مدينة الداخلة.

ليتوج سنوات التعب و الجهد, بتسييره شركة خاصة للحراسة أسسها أخيه الأكبر "محمد" رجل أعمال شاب و مهني و جمعوي ناشط في قطاع الصيد البحري بالجهة. أطلقوا عليها اسم "بيا الداخلة سيكيريتي" BIA DAKHLA SECURITE.

و اسم "بيا" هذا هو مشتق من اسم مدينة الداخلة أيام الاستعمار الاسباني villa cisneros لكن شباب المدينة يختصره في كلمة "البيا". و هذه إشارة رمزية من مؤسسيها لكنها ذات حمولة معنوية قوية في كون هذه الشركة هي من ساكنة "الجريف" و منها و إليها كما يقال.

و هذا بالفعل ما أبان عنه مسيروها و أكدوه, حيث استطاعوا توفير فرص قارة لأكثر من خمسين شخص من أبناء المدينة. و كلهم متزوجون و معيلون لأسر بكاملها, و بأجرة شهرية تتجاوز 2500 درهم. دون ذكر ما تجود به على هؤلاء العمال بعض الباخرات من اسماك بالمجان بين الفينة و الأخرى.

لقد تم استدعائنا يوم أمس من طرف السيد "حمود" الى مقر الشركة الكائن بشارع محمد فاضل السملالي, قصد إجراء استجواب صحفي معه من أجل إماطة اللثام عن الشركة و التعريف بنشاطاتها. و بالفعل بمجرد وصولنا الى المقر تم أخذنا في جولة بالسيارة. ليشرح لنا السيد "حمود" كل المهام التي يقومونا به على أرض الواقع. فانتقلنا بداية الى ميناء المدينة حيث وجدنا باخرة كبيرة تسمى "مايور" و هي راسية بجنباته تفرغ حمولتها من السردين, و ذلك في حراسة بعض من عمال شركة "بيا", و هم قائمين على الشاحنة الصهريجية التي ستنقل المنتوج الى المصنع قصد المعالجة.

حيث أتيحت لنا الفرصة للنقاش مع بعض من هؤلاء العمال، و من بينهم شاب من أبناء المدينة يسمى "عمار" و هو رب لأسرة و معه "الكنتي" و هو نفس الشيء بالإضافة الى شاب ثالث يسمى "أحمد", كلهم متزوجون و من أبناء المدينة و الساكنة الأصلية بها, و كلهم أكدوا لنا بأن هذه الشركة قد فتحت أمامهم باب للرزق كان مقفلا من قبل و استطاعت أن تضمن لهم مدخول شريف من عرق جبينهم.

Img 20151219 wa0002

و بينما نحن نتقاسم معهم أطراف الحديث, كانت الشاحنة قد بدأت التحرك صوب المنطقة الصناعية وجهتها الأخيرة. فأشار لنا "حمود" بضرورة التحرك لمواكبتها في رحلتها صوب المعمل. و هذا كما أكد لنا إجراء روتيني يستمر الى ساعات متأخرة من الليل حتى يتم إفراغ الباخرة كليا من محصول الأسماك السطحية.

فانتقلنا الى الوحدة الصناعية التي ستستقبل الشاحنة, و وجدنا بها رجال حراسة آخرين تابعين لشركة "بيا" مهمتهم حراسة الشاحنة حتى تفرغ ما بها من ثروات بحرية. و أكد لنا "حمود" بأن كل رحلة بالشاحنة الصهريجية من الميناء صوب المعمل تكلف جيوب المستثمر 1500 درهم, يسددها طبعا للشركة المالكة للشاحنات.

من خلال رحلتنا هذه، وقف طاقم الجريدة على حجم المجهود الكبير و المتعب الذي يبذله أرباب هذه الشركة. و بأن الأمر ليس بتلك السهولة التي كنا نتصورها من قبل. و بأنهم يشتغلون ليل نهار بلا عطل أو أوقات دوام رسمية,  حيث كل عملهم في الميدان و بعيدا عن المكاتب المكيفة.

كما استطعنا أن نلمس عن قرب أبواب الرزق الجديدة التي استطاعت فتحها شركتهم لشغيلة كبيرة من أبناء المنطقة كانت بالأمس القريب تعيش الحرمان و التهميش و قلة ذات اليد. لذلك لا نملك داخل جريدة الداخلة بوست إلا أن نرفع القبعة عاليا لهذه الشركة المحلية المغمورة و الصاعدة و المشكلة كليا من الساكنة الأصلية من مسيرين و مؤسسين و عمال حراسة. و هذا في حد ذاته يعتبر خطوة أولى و جريئة في الاتجاه الصحيح لتفعيل خطاب الملك محمد السادس الأخير, الداعي الى مشاركة الساكنة في كعكة الاستثمارات ذات الصلة بثروات المنطقة الطبيعية.

و كما يقال خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة.

Img 20151219 wa0008Img 20151219 wa0009