كوارث ميزانية "ولد ينجا"‖ حين يتم تحويل 200 مليون سنتيم من ريع الجمعيات الى ريع الزرود و الشهيوات-ج2

Consei region dakhla

الداخلة بوست

مرة أخرى تؤكد جريدة الداخلة بوست للرأي العام المحلي بأن القضية ليست في حضور فريق المعارضة الى دورة يوليوز العادية لمجلس الجهة, أو في عدم حضورها. فقضية شرعية الرئيس قد حسمت قضائيا, من خلال حكمين في موضوع الطعن المقدم ضد قانونية رئاسة "ولد ينجا" للمجلس, صدرا ابتدائيا و استئنافيا من طرف القضاء الاداري المغربي, أكدا بأن مسطرة انتخابه باطلة.

لكن القضية الأساسية هي في الاهدار الممنهج للمال العام, الذي تولى جرمه "ولد ينجا" و رفاقه داخل الأغلبية المسيرة للمجلس. القضية الرئيسية هي في العشوائية الكبيرة التي ضربت برامج المجلس المقدمة للدورة, و عدم احترام حاجيات ساكنة الجهة من عاطلين و مرضى معوزين و محرومين. فلا ذكر لبناء مستشفيات و لا مدارس, و لا لإطلاق مشاريع جهوية مساعدة لتشغيل الشباب من خلال المبادرة الحرة المدعومة, اللهم الا برمجة فصول ميزانياتية مطاطة, تهدف الى تقنين الريع و اهدار أموال الشعب على الجمعيات المقربة.

حيث لا يزال يرفض "ولد ينجا" الى حدود الساعة, وضع مخطط للتنمية الجهوية, و الذي من المفترض ان يوضع خلال السنة الاولى من عمر المجلس,  و السبب طبعا, حتى لا يكبل الرئيس المقال نفسه و أغلبيته من "الشراتيت", بتسيير رشيد و مدروس و ملزم للجميع, يتم من خلاله تدبير الموارد المالية الجهوية, بطريقة عقلانية و مرشدة, و يمكن من المحافظة على الأموال العمومية و الاستجابة للانتظارات الحقيقية لساكنة الجهة.

لنجد أنفسنا أمام فصول منتفخة سهلة للتلاعب بأرقامها السداسية, من دراسات بالملايير, و شراء للسيارات الفخمة, و تبذير للأموال على الاطعام و الاستقبال. و على ذكر الاطعام, و من مساوئ الصدف, أن يبرمج المجلس في اطار تحويل اعتمادات مالية من ميزانية التسيير, تحويل 200 مليون سنتيم كانت مخصصة لدعم الجمعيات, الى دعم مصاريف الزرود و الشهيوات.

و من ريع "الزرود" و الولائم و زين لخلاك, ما سطرته الميزانيات و تضمنته الفصول و الأبواب, فكيف يعقل و السنة كلها لا تشتمل سوى على أربع أو خمس أعياد وطنية رسمية لا تتجاوز مدة كل واحد منها على الأكثر يومين, أن يخصص لتغذية بطون منظميها و ضيوفهم الأجلاء, من أموال شعب الجهة المغلوب على أمره و المحروم كما هو مبين في الصورة أسفله, 200 مليون سنتيم أخرى اضافية. متفتقة قريحة واضعي ميزانية المجلس الجهوي, عن سخاء حاتمي منقطع النظير, من أجل ملئ بطون المحتفلين بالأعياد الوطنية و الرسمية "دام عزهم", ب "البيستاشي" و  حلوى "كعب غزال" و "كوربينا المحشية بالأرز" و أطباق "صلاد" الفخمة. بدل أن يخصص "ولد ينجا", و لو نصف هذا المبلغ المالي الضخم, لدعم شباب المدينة العاطل عن العمل, من خلال انشاء مشاريع اقتصادية صغيرة توفر لهم مدخول مادي قار و تقيهم شرور البطالة القاتلة و قلة ذات اليد.

Region dakhla2017

لكن يبدو أن أغلبية "ولد ينجا" الواهنة, تعف عن التغيير, و تأبى استعاب المتغيرات الجيو- سياسية المستجدة التي يعرفها المغرب, و التي كان أخرها الحراك الاحتجاجي الذي لا تزال تعيشه منطقة الريف, و الذي كان سببه الرئيسي, التلاعب بمشروع الجهوية المتقدمة المغربي و امكاناته و أمواله. و هو المشروع الذي اعطى انطلاقته ملك البلاد من هذه الأرض المالحة. حيث لا تزال نفس تلك العقليات الريعية, هي التي تخطط لأرزاقنا و تبرمج مقدراتنا, و مجلس الجهة هو مجرد نموذج حي لهذا الطرح المفجع. حيث يتم التلاعب بالرأي العام من خلال قصاصات اخبارية مدفوعة الأجر, عن تنمية من الوهم, و هنا تكمن الخطورة كلها و يصبح المستقبل أسودا قاتما, و تصير الجهوية و ترسانتها المادية و النفسية خلف ظهورنا تماما, و نتحول الى فئران تجارب على شاكلة فئران "الهامستر", التي يضعونها في قفص به عجلة تدور, و يظل الفأر المسكين يركض و يركض داخل الحلقة و هو يتصور أنه يتقدم الى الأمام, لكنه في الحقيقة لا يراوح مكانه قيد أنملة رغم المجهود و الارادة.

فمشاكل البشر فوق تراب هذه الجهة, لن تحل قطعا بتبذير أموالها العمومية على شراء السيارات الفارهة للأعضاء و المقربين, و لا بشيطنة المعارضين السياسيين و محاولة اقصائهم و تهميشهم, و لا بالالتفاف على أحكام القضاء, و لا بصناعة الفتنة و التهديد بها, و لا بتحويل الأموال من ريع لتمويل ريع أخر, أقبح و أضل. لكنها ستحل فقط عن طريق برامج تنموية حقيقية, واضحة المعالم و المألات. ستحل عن طريق الرفع من مستوى المواطنين الفكري و الاجتماعي و من حسهم المقاولاتي عن طريق برامج تكوينية مندمجة. ستحل عن طريق اقامة برامج طموحة و خلاقة و مهيكلة على أرض الواقع, تمكن من اندماج مجتمعي حقيقي للفئات المحرومة, و حل مشاكل البطالة المستعصية, و توفير فرص الشغل للشباب المستضعف, لتضمن لهم و لو النزر القليل من الكرامة الانسانية و العيش الكريم..., و هو الأمر الذي كانت و لا تزال تنادي به المعارضة داخل مجلس الجهة المختطف...يتبع