Créer un site internet

المشكلة ماشي فالتساقطات المطرية...المشكلة بالصح حين يخصص مجلس الجهة 200 مليون سنتيم لكراء عتاد الحفلات + وثائق

Conseil region dakhla 13

الداخلة بوست

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-أستاذ باحث و كاتب صحفي

كما كنا دائما نعلنها, الإشكالية التنموية العويصة بجهة الداخلة وادي الذهب و الفشل الذريع الذي مني به مشروع الجهوية المتقدمة, ليس سببهم التساقطات المطرية أو بلدية الداخلة, و لا حتى شخص "سيدي صلوح الجماني" كما يريد لنا الذباب الإلكتروني الموالي لرئيس الجهة أن نتصور,

لأنه ببساطة شديدة, و حين يكون عجز ميزانية جماعة الداخلة المتوقع برسم سنة 2019 مساوي تقريبا لبعض الفصول الملتهبة من ميزانية مجلس الجهة خصصت نفقاتها لتمويل "الزرود" و شراء الهدايا و التحف و تنظيم الحفلات و المهرجانات الترفيهية, تصبح بلدية الداخلة الشماعة التي يريد تحالف رئيس الجهة السياسي و الإنتخابي أن يعلق عليها نتائج تدبيره الفاشل و تبذيره الفاحش لمقدرات ساكنة الجهة و ميزانياتها تساعية الأسفار التي ضخت على مدار 5 سنوات مالية في حسابات مجلسها الجهوي,

فكيف يعقل أن ينسلخ مجلس الجهة من مسؤولياته القانونية و الأخلاقية و التضامنية إتجاه عاصمة الجهة التي تتركز فيها الغالبية العظمى من الساكنة, و يدير ظهره لحجم الخصاص المهول الذي تعاني منه المدينة بسبب الإنفجار السكاني الرهيب الذي تعرفه, و تكاثر التجزئات السكنية الجديدة, و ما نتج عن ذلك من إتساع رقعة المطالب و الإنتظارات و حاجيات التمويل, و يضيع كل هاته المليارات "الثمينة" على دعم مصاريف الإطعام و الإستقبال و شراء الهدايا و كراء عتاد الحفلات, إلى آخره من العبث المالي المفجع و السفه الميزانياتي المشين, بينما كان أولى أن تخصص تلك الأموال لدعم مجهودات بلدية الداخلة في مجال النهوض بالبنية التحتية للمدينة, بعيدا عن الخصومات الإنتخابوية الرخيصة و الأحقاد الشخصية البائسة, و ذلك خدمة لرعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع المالحة,

و ذلك عوض تخصيص حوالي مليارين سنتيم لدعم جماعات ترابية مقربة حزبيا من "ولد ينجا" بعضها لا يوجد سوى على الورق, و هنا يكمن الشيطان و البؤس كله, و تصبح عمليات مأسسة الريع و تسمينه العنوان الأبرز لسياسة مجلس الجهة التدبيرية و الترابية, و إلا لكان اولى بتلك الأموال أو بعضها تحسين و تطوير بنية مدينة الداخلة التحتية, و منها 200 مليون سنتيم خصصها مجلس الجهة في ميزانية 2019 لإكتراء عتاد الحفلات؟؟؟؟

فهل يعقل يا سادة, أن تقفز مصاريف إكتراء عتاد الحفلات من 20 مليون سنتيم سنة 2016 إلى 200 مليون سنتيم سنة 2019, أي بنسبة 1000 في المائة, أم أن المشكلة يا ترى تكمن في "الجماني" أصل الداء و الشر كله, كما يحاولون أن يصوروا لنا؟؟؟؟ و نفس الكلام ينطبق على مصاريف شراء التحف و الهدايا الذي قفز من 70 مليون سنتيم سنة 2016 إلى 200 مليون سنة 2019, و كذلك مصاريف الإقامة و الإطعام الذي قفز بشكل صاروخي مريب من 250 مليون سنتيم سنة 2016 إلى مليار و 800 مليون سنتيم سنة 2019, إضافة إلى مصاريف تنظيم المهرجانات الثقافية و الترفيهية الذي قفز بدوره من 20 مليون سنتيم سنة 2016 ليصل إلى مليارين سنتيم سنة 2019؟؟؟؟ -شاهدوا الصور أسفله-

إن هذا الهدر المالي الشنيع لميزانية ساكنة الجهة, تجاوز كل الخطوط الحمراء, بل و تجاوز الخيال العلمي و الغير العلمي, و لا يستطيع أي مذهب في علوم المالية و فنون التأطير الميزانياتي أن يفسره للساكنة, و ستستطيع الساكنة بعملية حسابية بسيطة أن تستوعب الكم الهائل من الفرص التنموية و الإمكانات المالية التي أضاعتها و لا تزال الطقمة المدبرة لمجلس الجهة, و كم كانت ستكون تلك الاموال المهولة قادرة على تحويل مدينة الداخلة عاصمة الجهة إلى "سويسرا" حقيقية, و ليست الداخلة الحالية التي تعاقب ساكنتها و بنيتها التحتية بالحرمان من كل هذا المجهود المالي الضخم المضاع, كعقاب لها على إختيارات ساكنتها الديمقراطية في ميادين التنافس الإنتخابي الحر,

الكرة الآن في ملعب وزارة الداخلية بإعتبارها تمثل سلطة الرقابة, من أجل وقف هذه المهازل المالية و رفض التأشير على هاته الميزانية "المفخخة", و إجبار مجلس الجهة على إعادة البرمجة من جديد بما يضمن إجبارية تحويل كل الأموال الضخمة سالفة الذكر, التي خصصت لفصول تافهة و بلا أية مردودية على مسلسل التنمية الجهوية, -تحول- بلا قيد او شرط إلى حساب بلدية الداخلة عاصمة الجهة, للمساعدة في سد الخصاص على مستوى البنية التحتية, و مؤازرة المجهود المالي و الأوراش التنموية الضخمة التي تنفذها البلدية حاليا, إنتهى الكلام.

Nouveau document 3 444023493 1922581171381428 5507938830021296128 n