حدث في 2017...عندما فضحت جريدة الداخلة بوست لائحة الجمعيات المستفيدة من دعم مجلس

887907whastapplogo

Region dakhla subvention associations

الداخلة بوست

في إطار تتبع أهم الاحداث التي ميزت سنة 2017 التي اوشكت على الإنصرام, بجهة الداخلة وادي الذهب, تبقى فضيحة دعم مجلس "ولد ينجا" لمجموعة طويلة من الجمعيات, هي الأشهر و الأكثر فضائحية, حيث تمكنت الجريدة من خلال سبق صحفي إستثنائي, أن تخرج لائحة الدعم تلك إلى النور و تنشرها للرأي العام المحلي, عن طريق مقال صحفي أثار ضجة كبرى حينها, و كشف الوجه المظلم لتحالف "ولد ينجا" الذي يسير دفة مجلس جهة الداخلة وادي الذهب, و ها نحن بمناسبة رأس السنة, و في إنتظار قدوم "بابا نويل" المجلس الجهوي و هو يجر معه عربته المحملة بهدايا "ول هميش" للساكنة, بين مصحة دولية,  و 1200 وحدة سكنية, و وظائف لكل معطلي الجهة,  و طبعا اطنان من "مارو ول أواه" اللذيذ و سهل الهضم -أقول- في إنتظار ذلك كله, لا بأس أن نعيد عليكم خبر الفضيحة كما نشرناه حينها:

تأكيدا لكل كلمة جاءت في مقالاتنا السابقة عن الصراع السياسي المكفهر, الدائرة رحاه بمجلس جهة الداخلة وادي الذهب المختطف من طرف حزب اثنوقراطي رجعي, يريد أن يحول الجهة الى اقطاعية انتخابية, و ولاية ملحقة بمدينة العيون, و هي المحاولات التي تكسرت كلها, على صخرة أبناء الجريف الصلبة و العنيدة, و ما أدراك ما أبناء الجريف, الذين ولدوا و ترعرعوا بهذه الربوع المالحة, و صنعت جيناتهم من ملحها و رملها, و توارثوا بالتسلسل, عشقها الأبدي.

-أقول- تأكيدا لذلك, تحصلت جريدة الداخلة بوست من مصادرها الحصرية, على لائحة طويلة, باسم الجمعيات التي استفادت من دعم أو عفوا "كعكة" المجلس الجهوي خلال سنة 2016 المنصرمة, حيث يظهر في اللائحة جمعيات لا حصرة لها, و أموال سبهلل عجزنا و الله عن احصائها, لذلك نترك لمعطلي و بؤساء و محرومي هذه الربوع المنكوبة, أمر حسابها, لعلهم يجدون في ذلك ضالتهم, و يفهمون لماذا تم تسييج مقر الجهة, و أوصدت أبوابه دونهم, و لماذا أيضا يستميت البعض من أنصار الرئيس المقال, في الدفاع عنه ضدا عن الشرع و القضاء, حتى و لو كلفه الأمر قطع طريق الصحفيين الأحرار منتصف الليل و تهديدهم بالتصفية و الويل و الثبور, هذا بالإضافة طبعا, الى مواسم الشتائم و اللعنات و السباب التي لا تنتهي من أنصاره, لكل من تجرأ على النطق ببنت شفا واحدة ينتقد من خلالها رئيسهم, و لسان حالهم يقول : "عض قلبي و لا تعض رغيفي".

المفجع في الامر, هو أن نشر هذه اللائحة العار, يتزامن مع "التفرشيخ" الذي طال معطلي الحافلة بمدينة العيون ليلة الخميس الأسود, و يأتي في مرحلة حرجة و غليان اجتماعي غير مسبوق, تعيش تحت رحمته المنطقة بسبب الاقصاء و التهميش و الحرمان, ومسيرات معطلي الداخلة الصارخة, و المطالبة بمجرد أدم و كسرة خبز, في أرض تعج بالخيرات و الثروات, خير مثال على أن مشروع الجهوية المتقدمة "دام ظله الوارف", قد تحول بالداخلة, نتيجة التدبير الكارثي لحزب الاستقلال و حلفائه "الباجدة", الى مشروع ريعي متقدم, ينهل من عذب ماءه ثلة من محترفي مهنة العمل الجمعوي, و بعض المقربين و الأنصار الذين خبروا جيدا من أين تأكل الكتف.

"الطيور على أشكالها تقع" كما يقال, و نشرنا لهذه اللائحة السوداء سيؤكد لساكنة الجهة, بأن خصومتنا مع المجلس و رئيسه, ليس قضية تصفية حسابات شخصية, و ليست أيضا مجرد بروبكندا صفراء رخيصة كما هو حال البعض, الذين رهنوا الناس بقصاصات اخبارية مفبركة عن "الجماني" و حلفه السياسي, بهدف تعويم النقاش, و إلهاء الساكنة عن قضيتها العادلة و الجوهرية, و المتمثلة في الأسئلة الحائرة التالية: ما هي المعايير التي وزع بها الدعم على الجمعيات المستفيدة من ميزانية المجلس الجهوي؟ و هل قدمت هذه الجمعيات للمجلس تقارير مفصلة عن انشطتها خلال تنفيذ برنامجها السنوي الذي على أساسه إستفادة؟ و أين ذهبت ميزانيات مجلس الجهة الضخمة؟ و فيما صرفت طوال ثلاث سنوات الماضية؟ و لماذا لم يجد لها المعطلون و المحرومون و المستضعفون بهذه الأرض المالحة لا حليبا و لا دهنا؟ و هل هذا هو فعلا مشروع الجهوية المعسولة الذي شرخوا به أذاننا؟ ...

للإشارة فسياسة الالهاء التي ينتهجها تحالف "ولد ينجا" السياسي عن طريق أذرعه الإعلامية, قد سبق و أن استفاض في التنظير لها العالم الأمريكي الكبير "ناعوم تشومسكي" في كتابه الشهير: "الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة", حيث سماها ب "استراتيجية الإلهاء أو التسلية", و التي تقوم على مبدأ الحفاظ على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية, من خلال جعله مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها, و عليه تصبح وظيفة وسائل الإعلام, هي الهاء الجماهير عن الوصول إلى أي معلومات حول القضايا الهامة التي تقررها النخب السياسية و الاقتصادية المسيطرة, هذا بالإضافة الى استراتيجية افتعال المشاكل, و مخاطبة الناس على أنهم أطفال, و مخاطبة العاطفة بدل العقل, و اغراق الجمهور في الغباء و تشجيعه على استحسان الرداءة, الى أخر التكتيكات الجهنمية.

و هو بالفعل ما دأب عليه أصحابنا و أذرعهم الاعلامية منذ مدة, محولين مشكلة الرئيس مع القضاء الاداري المغربي الى ما يشبه قميص عثمان, من خلال الشروع في الترويج لمظلومية مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان, بينما القضية في مجملها لا تعدو أن تكون مجرد رئيس حكم القضاء بعدم شرعية مسطرة انتخابه لمخالفتها صحيح القانون, و لو كنا في دولة ديمقراطية متقدمة, لكانت القضية انتهت منذ مدة طويلة, بتقديم الرئيس استقالته بروح رياضية, و الشروع في تشكيل مجلس جهوي جديد, خصوصا إذا كان حلف الرئيس يدعي بأن له الأغلبية الديمقراطية و العددية و الانتخابية داخل المجلس.

لذلك الجريدة و إنطلاقا من المسؤولية الاجتماعية و الاخلاقية للرسالة الاعلامية النزيهة و الهادفة, و باعتبارها بارومتر لقياس نبض الشارع و المعبر الصادق عن طموحات الساكنة و مشاكلها و قضاياها, و لأننا ايضا أبناء هذه الجهة بالتسلسل, و ميزانية مجلس الجهة هي بعض من أموالنا العمومية و أرزاقنا, فلن ندخر جهدا في تتبع ملف هذا الدعم و مآلاته حتى آخر درهم, أحب من أحب و كره من كره, كما سنراسل وزير الداخلية في الموضوع و معه المجلس الأعلى للحسابات, بالإضافة إلى مفتشيات وزارة الداخلية و المالية, اللهم قد بلغنا اللهم فأشهد.

17455202 10212855671807064 599620712 o

17474174 10212855672207074 1004642630 o