لأننا جريدة نخبوية و مسؤولة تأبى لنفسها أن تكون شاهد زور و عراب للرداءة و الضحك على الذقون و التمويه و إشغال الرأي العام المحلي بقصاصات إخبارية عن منتديات و مهرجانات طبخت أجنداتها في الغرف المكيفة بعيدا عن هموم الساكنة و انشغالات شبابها و أحلام مستضعفيها.
و لأننا أيضا ثلة من الشباب الصحراوي الأكاديمي و المستنير الذي يرى في هذه النوعية من المنتديات عبثا مرسلا و تبذيرا مدانا لرزمانة كبيرة من أموال الشعب العمومية و ذلك في ظل خصاص مهول في البنى التحتية و المشاريع السوسيو-اقتصادية بهذه الربوع الملحية. بالإضافة الى التهميش المتعمد للشباب و مشاريعه و قدراته و أخرها مهزلة اللجنة الجهوية للاستثمار التي أقصت جل مشاريع خلق المقاولات الصغرى كان قد تقدم بها أبناء هذا الجرف البحري الذي تطارده لعنات شعب الفرطين البائد و الذي أتحدى إن كان أصحاب هذا المنتدى و ممولوه و داعموه و منظموه قد سمعوا بهم من قبل.
و لأن هذه الجهة في حاجة ماسة الى مهرجانات من نوع آخر, للإصلاح و التنمية الحقيقية و المساوات و العدالة الاجتماعية و الديمقراطية الحقة و التوزيع العادل للثروة و محاسبة المفسدين و الكف عن دعم مشايخ الأليغارشية الفاسدين و أزلامهم من مصاصي دماء الشعوب و أرزاقها و أحلامها بغد أفضل.
و لأننا أيضا نرى أن الوقت قد حان و خصوصا في ظل ما بات يعانيه ملف الصحراء من انتكاسات متكررة و تطورات متسارعة و خطيرة سترمي به لا محالة بين أحضان البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة و ما سينتج عن ذلك من فرض مرتقب للحل لن يكون أبدا في صالح الدولة المغربية,- أقول قد حان الوقت- لفتح نقاش صريح و حقيقي مع النخب الصحراوية الحية و الاستماع الى مطالبهم و اقتراحاتهم و أوجاعهم بعيدا عن الطبالين و المزغردات و "اللي محاذيين العطار بتزوكنيت" كما يقول البيظان. و الاعتراف بأن المقاربة المستمرة الى اليوم في تدبير شؤون المنطقة قد أبانت عن فشلها الذريع, و منتدى كرانس مونتانا بالنسبة لنا ليس سوى ارث قديم لتلك السياسة البائسة.
و عليه و لكل ما سلف ذكره قررنا الاصطفاف الى جانب الجماهير العريضة و جيوش المحرومين و المسحوقين و المهمشين و مقاطعة هذا المنتدى و جميع أنشطته الموازية إعلاميا.