خطييير/ مجموعة المستثمر "السنتيسي" مستمرة في نهب ثروات الداخلة السمكية-ج1

Groupe sentissi

الداخلة بوست

يبدو أن مسلسل الإجرام بحق الثروة السمكية بجهة الداخلة وادي الذهب, الذي تتزعمه مجموعة المستثمر المستنزف المدعو "السنتيسي" لن يتوقف أبدا. فبعد نهبه الخطير و المتواصل للسردين الصحراوي من خلال اسطول سفنه المدمرة، و تحويله الى دقيق للسمك، و هو ما سبق أن فضحته جريدتنا من خلال تحقيق صحفي محكم, فضح لوبي السنتيسي بالأرقام و الادلة القاطعة، هذا الى جانب ما أثارته و لا تزال الصحافة المحلية و الوطنية، حول جرائم هذا المستثمر بحق الثروة السمكية، و كيف يتعمد إفساد حمولة السردين التي تجلبها سفنه العاملة بميناء الداخلة من خلال اعطاء الاوامر للطاقم العامل على متنها بالتركيز على "الطوناج" اي الكمية، و ذلك حتى يتحول الإنتاج بكامله إلى "كوانو", كما صرح لنا بذلك احد العمال السابقين بوحداته و الذي تم طرده بشكل تعسفي و لاإنساني فيما بعد من طرف هذا المستثمر. هذا دون اغفال التلاعب بأرقام الكميات المصطادة عن طريق مافيا من الإداريين الفاسدين متواجدة داخل قطاع الصيد بالمنطقة.

لكن يبدو أنه و بعد الفضائح المتتالية التي ضربت هذا المستثمر و نشاطاته المشبوهة، و بعد أن اشتد الخناق عليه و على مصادره الغير مشروعة لصناعة دقيق السمك، اختار تعويض خسائره من خلال الصيد الخاطئ "Faux pêche". حيث تحولت سفنه من نشاط صيد السردين الى صيد السمك "الحر" غالي الثمن و الممنوع. و هو ما سبق أن أثارته الصحافة المحلية، و ذلك بعد تهريبه قبل اسابيع لأطنان من سمك "الدورادا" المحرم صيده, جلبته سفنه المستنزفة لبحار الداخلة. ليكمل الباهية قبل يومين بجلب سفنه لأطنان من سمك "الحداد"، و تهريبها إلى وحدته التجميدية المتواجدة بالمنطقة الصناعية.

حيث افادت جريدة الداخلة نيوز و بناءا على مصادر موثوقة بأن مصالح  مندوبية الصيد البحري بالداخلة، قد تمكنت ليلة الأحد الماضي من ضبط حوالي 2 طن من سمك "الحداد"، الغير مصرح به داخل وحدة تجميدية، تعود ملكيتها للمستثمر المستنزف "محمد السنتيسي"، بعد تهريبه بواسطة شاحنات مخصصة لنقل السمك من ميناء الداخلة في إتجاه وحدته.

وحسب المعلومات المؤكدة للجريدة، فإن السمك المحجوز تعود حمولته لسفينة تحمل اسم "الحمد" والتي تعود ملكيتها لنفس المستثمر, و المخصصة لصيد السردين فقط، حيث حاول هذا الأخير بعد ضبطه متلبسا, التحايل على الإجراءات الإدارية بالتصريح فقط بـ150 كلغ.

هذا وفور علمها بالحادث، تم إرسال دورية تابعة لمصالح المندوبية إلى الوحدة التجميدية المعنية، حيث وقفت على السمك المهرب وتم بالفعل تحرير محضر في الواقعة، في إنتظار فرض غرامة مالية على صاحب السفينة.

جدير بالذكر و كما سبق أن أشرنا الى ذلك، أن هذا المستثمر سبق له وأن قام بعمليات تهريب مشابهة والتي كان أخرها تهريب أطنان من سمك "الدورادا" الغير قانوني, دون أن تتمكن المصالح المراقبة بميناء الداخلة من ضبطه، بسبب تواطئ فاسدين و مرتشين داخل الإدارة الوصية على القطاع.

إن الدولة مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى بوضع حد لهؤلاء المستثمرين المستنزفين, الذين بسبب جشعهم و اجرامهم في حق الثروات البحرية بالصحراء، سيحولون المنطقة إلى "حسيمة" جديدة, اذا اشتعلت لا قدر الله فلن تنطفئ. فشرارة الاحتجاجات الخطيرة التي لا زالت تعرفها منطقة الريف، و ارقت الدولة و أجهزتها السيادية، و جعلت الوضع في المغرب في مقدمة قصاصات الصحافة الدولية، كان سببه الرئيسي فساد قطاع الصيد البحري, و الذي بسببه مات "محسن فكري". فاللهم أن قد بلغنا.