عيب و عار.."بيزنسمان البحر "ولد ينجا" وأسطوله البرلماني يستغلون ملف القوارب المعيشية في معارك إنتخابية مخزية

Photostudio 1603402360358

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

"عبر الخطاط بنجا رئيس جهة الداخلة واد الدهب عن تضامنه مع بحارة قرية الصيد  البويردة, وذلك على خلفية الحريق الذي كان قد إلتهم أزيد من 300 براكة. حيث سجل الرئيس انعكاف مجلسه على إيجاد حلول ناجعة لهذه الازمة، وذلك بالتعاون مع السلطات المحلية وعلى رأسها والي الجهة لمين بنعمر"…..

"و طمأن رئيس الجهة الذي كان يتحدث ضمن لقاء بمقر الجهة، إستقبل فيه بحارة قرية الصيد البويردة “تشيكا” حسب ما نقلته تقارير إعلامية محلية،  طمأن بحارة القرية بوجود حلول لمشكل السكن، الذي ألح عليه البحارة بعد  تحول منازلهم الصفيحية الى ركام ورماد."….

إنها بعض القفشات الصحفية من الكلام المعسول الذي كتبته بعض الدكاكين الإعلامية عن رئيس الجهة "ولد ينجا", عندما هرول سنة 2017 إلى عقد إجتماعات ماراطونية مع بحارة قرية الصيد تشيكا, الوافدين على هذه الربوع المنكوبة, و الذين إجتاحت جحافلهم الكوشطا، إلى جانب كمبرادورات البحر من مستثمرين مفترسين و جنرالات متقاعدين و تجار الحروب و المآسي, و بعض أشياخ الريع من أبناء جلدتنا اللصوص, مجهزين على الثروة السمكية و محولين أحلام الساكنة الأصلية من البؤساء و المعطلين و المفقرين بغد أفضل إلى أحلام "ول اهميش" كما في  الأحجية الحسانية, التي بطبيعة الحال لن تفهمها "هوارة" او "دكالة" أو "عبدة" و ما جاورهما أو حالفهم أو صمت عن إجتثاثهم الممنهج لثرواتنا و أرزاقنا المنهوبة, من أجل إرواء إرتزاقه و إشباع جشعه و حساباته البنكية المتخمة.

لكن يبدو أن "ولد ينجا" و خلاف لتلك الصورة الوردية التي حاولت و لا تزال ضفادعه الصحفية و بشكل يائس و مفجع ترويجها عنه للساكنة، كالرئيس "المنقذ", و المنتخب الملائكي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه, قد بدأ يخلع عنه قناع الإنتخابات الخادع, رويدا رويدا, و يرتدي بالمقابل قناع السياسي الميكيافيلي الماكر, الذي لا تهمه سوى مصلحة الإلتصاق بالكرسي أولا و أخيرا, حتى و لو كان ذلك على حساب إنتظارات و معاناة الساكنة التي إنتخبته هو و حزبه, على قلتها طبعا.

-أقول- إن تلك الصورة النمطية الوهمية, قد وصلت لأشواطها الاخيرة من رحلة السقوط الحر المدوي, و المناسبة هنا, تجاهله البائس لمطالب و مظلومية أبناء الداخلة الأصليين المتضررين الحقيقيين من المافيا المسيطرة على قطاع الصيد البحري بالجهة, و من كل المهازل و النهب و الفساد الذي يعيش تحت رحمته القطاع بهذه الربوع المنهوبة, و هرولته للإجتماع في ماض الأيام ب"البراني" على حد وصف أحد النشطاء الفيسبوكيين الغاضبين, في الوقت الذي لم يكلف نفسه عناء الجلوس إلى جانب شباب المدينة الذين دمرت قواربهم, و أغتصبت أحلامهم, و تركوا فريسة للحرمان و الفقر و التشرد, رغم الوقفة الإحتجاجية التي نفذوها غير بعيد عن مقر الجهة قلعة "ولد ينجا" الموصدة, التي تنائت عن فلذات اكباد هذه الربوع المالحة, و عن حرمانهم الأسود, و عذاباتهم, و صرخاتهم الموجوعة, و فتحت بالمقابل أبواب قاعاتها الفخمة في وجه بحارة الأصقاع القادمين مما وراء خطوط النزاع شمالا, و إن في تلك الصورة البئيسة من الرقائق و الحقائق, ما يجل عن الوصف, و لمثله تذوب الأفئدة من كمد و حسرة، و الساكنة لن تنسى ل"ولد ينجا" جرمها و جريرتها.

لكن يبدو أن رئيس الجهة, قد نسي بأنه رئيس جهة و يمتلك صلاحيات دستورية لا حصرة لها، و أنه منتخب للدفاع عن مصالح الساكنة الأصلية كما هو مضمن في روح مشروع الجهوية المتقدمة, و أنه كان الأحرى به أن يكون في مستوى المسؤولية و الكرسي الذي يتشبث به تشبت "الأعمى فالظلمة", و يجلس أيضا مع أبناء الداخلة أصحاب القوارب المعيشية و ينصت إلى مطالبهم المشروعة, كأضعف الإيمان, لا أن يهرول للإجتماع ببحرية تشيكا للإستجابة لمطالبهم، و يدير الظهر لأولاد الجريف بهذا الشكل المثير للإشمئزاز و الغضب و السخط.

و عليه، يتأكد مرة اخرى وبما لا يدع مجالا للشك أن "ولد ينجا" وحلفه السياسي يغردون خارج سرب اهتمامات المواطنين والساكنة المحلية، ويفضلون حماية مصالحهم و بواخرهم و مصانعهم، او لنقل الإبقاء عليها في وجه ملفات كبرى تحتاج وقفة حقيقية لإرتباطها بالساكنة بصفة عامة.

"الخطاط ينجا" الذي يجلس على أهم كرسي على مستوى الجهة، و ما يخوله من صلاحيات سياسية واسعة، لم يستطع الخروج من قوقعة المصالح وفضل صم اذانه واغلاق أعينه عن حقيقة معاناة التعاونيات المعيشية مع مصالح وزارة الصيد البحري، التي تحاول اشعال فتيل المواجهة بين وزارة الداخلية وأصحاب التعاونيات.

إن هذه النازلة المخزية، تبصم بالعشرة على صدقية أطروحاتنا، و تؤكد أنه و قبل سنة من الانتخابات أن رئيس مجلس جهة الداخلة وحرافيشه يفضلون مصالحهم الضيقة وأسطول بواخرهم ومراكبهم الممنوحة تحت ظل أخنوش على الدفاع عن ساكتة ذنبها أنها وضعت ثقتها في أسمائهم خلال الانتخابات الماضية.

اليوم يعي الجميع بما في ذلك الكتل الناخبة التي حملت البيزنسمان البحري "ولد ينجا" نحو كرسي الجهة، أن الرجل يحتقر المدينة وساكنتها ويترفع عن همومها وانشغالاتها، كما أن لعبته السخيفة و المفضوحة بالركوب على قضية أصحاب القوارب المعيشية من أجل توجيه ضربات تحت الحزام لغريمه الإنتخابي زعيم حزب "أخنوش" بالداخلة، باتت مفضوحة و تفطنت لها الساكنة، و إلا كيف يعقل أن مستشاره البرلماني "حما اهل بابا" على سبيل المثال لا الحصر، ظل صامتا طيلة السنوات الماضية و غائبا عن البرلمان و قضايا الساكنة المصيرية، و لم يؤذن له بالنطق سوى اليوم في هذا القضية بالذات، رغم انهم كلهم برجوازية بحرية مرفهة، تنطبق عليهم أحجية البيظان الحكيمة: "أيد تذبح و أيد تسبح"، أيد تهبز فثروات البحر و أيد تتضامن مع المحرومين من هذا البحر، أيوا فهم تسطا.

خلاصة الكلام، بالفعل ما على من تخلى عنهم رئيس الجهة اليوم إلا التبصر عند الاختيار بعد سنة، لأن في صوت المواطن يتحدد مستقبل الوطن.

Screenshot 20201022 223119 chrome