الداخلة بوست
بقلم : نور الدين الفيزازي
ربما صار الامر اكثر استعجالا لإجراء عملية جراحية على ذاتنا المريضة والتي وصلت فيها العلل اكبر الدرجات بعد ان نخرها فيروس الفساد واستشراء الذمم وبيع الوهم وتفويت المشاريع والتلاعب في الأراضي التي اريقت عليها دماء اباءنا ليسال عليها اليوم لعاب المفسدين من كل جهة، عندما يعاني جسم جهتنا المريض من كل هاته الآفات والامراض والعلل رغم تصريحات بعض أطباء الاعلام بان العام زين، وبان هناك مشوشين على أداء رئيس الجهة الفلاني او الجماعة الفلاني المتميز في الأداء والمعصوم عن الخطأ والمحبوب ومن سيخرج ساكنة الداخلة من الظلمات الى النور، فنلبسه عباءة المصلح والمنقذ لنخفي ما يخبئه من اليات القنص واسلحة الاستنزاف ونيات النهب والتسلق والاغتناء على حساب مصالح المواطنين.
فنضع كل المعارضين في خانة المشاغبين واولاد الحرام وان كانت حقيقة الامر ولو نسبيا انهم تنازلوا على الانغماس في الوسط، ونضع ما تشهده مدينتنا من وقفات واحتجاجات للمعطلين ولرجال التعليم وللأرامل ليس سوى محاولة تشويش على أداء سيادة الرئيس وشخصيته الملائكية التي تفننت في صرف الأموال وهدرها على ملذات السادة أعضاء المعبد، من سيارات وتعويضات ووساطات لابن فلان وشقيق فلان وزوج فلانة، وصولا لدعم جمعيات معروف لون قميصها السياسي وتفويتات لمشاريع وعقارات كان اخرها تفويت مراب المدينة لأقرباء احد الأعضاء والذي قوبل بالرفض من طرف السلطة الولائية التي لا زالت تمارس دورها الرقابي على المجلس، ولعل مراب السيارات يشكل اصغر حلقة مما تخفيه ادراج مكاتبهم، التي تعكس الى حد بعيد ما سماه المنهج الفرويدي ( سيموند فرويد) بداء طفولي يدعى "حب التملك" الذي تطور مع مرور الزمن وغياب المراقبة الى احتكار تام لوجوه محدودة صارت بنفوذها الاقتصادي والسياسي والقبلي المتحكم الأول في كل مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بالداخلة.
امام كل هاته العلل وان مضدتها وزينتها بعض المواقع بعناوين فضفاضة مرسومة بألوان غير متجانسة تخفي اللون الأسود الذي هو حقيقة اللوحة، والتي قد تؤنب ضمير مؤلفيها يوما قد يأتي متأخرا جدا، فقد بات من الضروري اجراء عملية وان كانت استئصالية تستدعي الاستغناء عن مجموعة من الأعضاء التي أصابها الخمج والعفن حتى لا تلحق الأذى بباقي الأطراف، قبل أن يصل طعم انتظارية المواطن وتسويف المنتخب حد المرارة لنجد أنفسنا يوما أمام وضع شاد قابل لكل الاحتمالات.
ان تجاوز الداء يستدعي من كل القوى الحية بالمدينة استجماع القوى وتوحيد الرؤى صوب مصلحة المواطن، لإيقاف ما يمكن إيقافه من النزيف الذي أصاب المال العام في الصميم ومعه أصاب مصلحة الوطن والمواطن، وربما يستوجب إجراء عملية استئصاليه مستعجلة حفاظا على صحة مستقبل المواطن والوطن.
ستنتهي يوما "سبعة أيام المشمش"، وفي يومها الثامن سيستفيق رؤسائنا الذين انتخبناهم يوما ومعهم سنستفيق أيضا على نور شمس الحقيقة الساطعة، التي لا يمكن إخفاؤها بخطاب طنان، آو وليمة تحت خيمة، او إرضاء بمنحة او اكتراء لأقلام المدح الرخيصة، فما الخلاصات إلا نتيجة البدايات، والولادة كما عودنا تاريخ البشرية لا تكون أبدا من الخاصرة، وبنفس المنطق الذي يرفض أن يكون في القلب جوفان، واحد مع المصلحة الشخصية، وآخر مع خطاب المواطنة وخدمة الصالح العام قولا لا فعلا، وعلى هذا المنوال سيكون من باب العبث الوقوف في انتظار عدالة اجتماعية ممن سخروا خيرات بلادنا خدمة لمصالحهم الشخصية، مع ترك بعض الفتات لكل طبال قد يقف في الصفوف المجاورة ليمين المجلس لتحريك شفاه النعمات والتصفيق على قرارات سطرت سرا ليصادق عليها في العلن.