كارثة‖ هل يجب أن يكون المواطن المعوز من فئة العائدين حتى يتباكى عليه رئيس الجهة المقال؟
كارثة‖ هل يجب أن يكون المواطن المعوز من فئة العائدين حتى يتباكى عليه رئيس الجهة المقال؟
الداخلة بوست
مرة أخرى يثبت "ولد ينجا" بأنه لا يعتبر نفسه رئيسا لكل ساكنة الجهة, بجميع طبقاتها و انتماءاتها و عشائرها و أصولها و ألوانها, و هو الكلام الذي سبق لنا أن استفضنا في الحديث عنه حين سولت له نفسه يوما ما, تخصيص دعم شهري لعشيرته المقربة من فئة العائدين الى أرض الوطن, دون سواهم من أبناء هذه الأرض المالحة, الذين لم يشرقوا و لم يغربوا, و لم تمن عليهم الدنيا بميزة "عائد" تجعلهم من المنعم عليهم عند "ولد ينجا".
و هو الأمر الذي يعتبر خطيرا للغاية, و يشكل ميزا عنصريا فاحشا و مجرما بين رعايا صاحب الجلالة من مواطني هذه الجهة, و هو الأمر الذي ان كان قد تم الفعل, كان حريا بالمعارضة داخل المجلس أن ترفع به دعاوى قضائية عاجلة أمام المحاكم المغربية, لأنه يعتبر "أبارتايد" جديد, و خرقا سافرا للدستور المغربي, الذي نص في مادته 31 على ما يلي: "تعمل الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير أسباب استفادة المواطنات والمواطنين, على قدم المساواة من الحق فـــــــي :
-العـــــــلاج والعنايــــة الصحيـــة.
-الحماية الإجتماعية والتغطية الصحية من التعاضدي و المنظم من لدن الدولة.
-الحصول على تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة.
-التنشئة على التشبث بالهوية المغربية والثوابت الوطنية الراسخة.
-التكوين المهني والإستفادة من التربية البدنية والفنية.
-السكــــــــن اللائــــــــــق.
-الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل، أو في التشغيل الذاتي.
-ولوج الوظائف العمومية حسب الإستحقاق.
-الحصول على المأوى والعيش في بيئة سليمة.
-التنميـــــة المستدامــــــة.
مع العلم أن نسبة العائدين الى أرض الوطن تمثل أقل من 2% بين ساكنة الجهة التي تتجاوز 140 ألف نسمة, و تعج بالمرضى المعوزين و الفقراء و العاطلين و المحرومين, الذين لا يتوفرون على أي دخل يذكر, بينما أغلبية العائدين يتوفرون على بطاقات للإنعاش الوطني, صغارا و كبارا, و منهم من يعيش في موريتانيا و تندوف و لا يزال يستفيد من ريعها هنا بالجهة, و منهم أقارب لنا.
لكن أن تصل ب"ولد ينجا" الجرأة على اثارت الحديث عن الموضوع مرة أخرى, خلال دورة المجلس عن شهر يوليوز الحالي, و على مسمع و مرئ من والي الجهة و عامل صاحب الجلالة على اقليم وادي الذهب, متباكيا على حال هذه الفئة دون سواها من المواطنين, الذين حسب قوله, زاروا مكتبه مرارا و تكرارا طلبا للمساعدة, فالأمور قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء, و على سلطات الوصايا ممثلة في والي الجهة الذي كان حاضرا, أن يتخذ ما يراه لازما من اجراءات عاجلة, و أن يضع السلطات العليا في صورة ما وصل اليه تدبير "ولد ينجا" لشؤون الجهة, حتى أصبحنا مقسمين بين مواطنين من الدرجة الأولى يزورون الرئيس, و يستقبلهم وحدهم دون سواهم, و يخصص لهم الدعم من أموال الشعب العمومية, و مواطنين من فئة البدون, لا يزورون الرئيس و لا يستقبلهم و لا يستحقون الدعم أو المساندة من أموال ميزانية الجهة.
كما أن القضية ليست في نزاهة هذا الدعم من عدمه, و لكن القضية الجوهرية هي في أن القانون و الدستور المغربي يمنعون رئيس الجهة من توزيع الدعم العمومي على المواطنين, على أسس فئوية أو عرقية, و هذا في حقيقة الأمر هو جوهر الصراع القائم بين رئيس الجهة و حلفه الاثنوقراطي, و حلف الجماني السياسي, على مستوى البلدية و مجلس الجهة و المجلس الاقليمي لوادي الذهب, صراع بين رئيس وصل الى الكرسي بطريقة باطلة, و حطم بعدها السلم الذي صعد به الى سدة الرئاسة, و قسم المواطنين الى مريدين و أعداء, و مقربين و منبوذين, و استهتر بأحكام القضاء الصادرة ضده, و صنع اعلام موازي يشن بواسطته الغارات على خصومه السياسيين بلا هوادة, و اللائحة تطول, و من جهة أخرى حلف من أبناء الداخلة الطيبين, اجتمعت تحت لوائه كل الأعراق و الاثنيات و الفئات, المشكلة للفسيفساء الاجتماعية للجهة. انتهى الكلام.