مخطط مجلس الجهة التنموي..أو مسلسل عيشة أم النواجر؟

Region dakhla conseil 1

الداخلة بوست         

قبل البدئ في التوطئة لأحجية رئيس الجهة "الوسيم", و المحكوم على مسطرة انتخابه بالبطلان من طرف القضاء المغربي, نتحدى هذا الأخير أن يعلن للرأي العام المحلي, الاموال التي منحت لمكاتب الدراسات المخملية التي جلبها و منحها صفقة سمينة, بهدف تكليفها كما جاء في قصاصة المجلس الإخبارية بإعداد المخطط التنموي لمجلس الجهة.

و في انتظار جوابه الذي لن يأتي طبعا، ها نحن و من خلفنا جيوش المعطلين و المحرومين و الكادحين, ابناء هذه الربوع المالحة, نتابع حلقة جديدة و بئيسة من مسلسل "عيشة أم النواجر" الذي لا ينتهي. لقاءات تواصلية تترى, و نقاشات بيزنطية تعقد لها الندوات تلو الندوات, و لا تنمية جهوية تحققت, و لا جهوية متقدمة تنزلت, و لا هم يحزنون. اللهم باستثناء توزيع الاموال السبهلل على الجمعيات,  كما هو حال اللائحة التي تم تسريبها مؤخرا للجمعيات الكثر التي استفادت من "عكة الدهن" هنيئا مريئا. متسائلين : هل تدخل هذه الحلقيات الهزلية من سلسلة "عيشة أم النواجر", و معها الدعم المليوني السخي الموزع على الجمعيات سالفة الذكر, ضمن مشاريع التنزيل الفعلي لمشروع الجهوية المتقدمة المعروضة أمام أنظار الملك, خلال زيارته الاخيرة للمنطقة؟ و هل دشن الملك مشروع طموح, يهم اعطاء انطلاقة ورش الجهوية المتقدمة بمشاريعه الضخمة المنتجة للثروة و لفرص الشغل و للنماء و الرخاء؟ أم أن الأمر تحول بأيادي حزب الاثنوقراطيين المرتعشة, الى مشروع لإنجاز الدراسات و تعلم كيفية انجاز مخططات التنمية, على حساب الميزانية و انتظارات و أحلام الساكنة المطحونة؟ ثم أما آن الوقت لينتهي مجلس الجهة تحت قيادة حزب الاستقلال و حلفائه "الباجدة" من هذه العروض الهزلية و الندوات الاستعراضية, و "يحشمو على وجوهم", و يظهرون للساكنة "حنة أيديهم", و النزر القليل من الانجاز, الغائب في الميدان, و الحاضر فقط في مسلسل "عيشة أم النواجر" المستمر في الزمان و المكان, في أحد أسوء أشكال الديماغوجية و الردة السياسية.

أسئلة حائرة, تتغذى من واقع تنموي و سياسي فاحش, و حصيلة تدبيرية صفرية, موغلة في العدمية حد النخاع. واقع صنعته أيادي مرتعشة, شغلتها النرجسية و جنون العظمة و الانشغال بكيفية "تحفيظ" كرسي الرياسة الى ما شاء الله, عن تحقيق أي انجاز يذكر, يلبي و لو مطلبا واحدا يتيما, لمعطوبي هذه الأرض المالحة.  و ها هم اليوم بؤساء هذه الربوع, و بعد أن كانوا يحلمون بجهوية موسعة, تطعمهم من جوع, و تأمنهم من بطالة قاتلة, و تضمن لهم حقوقهم, و تصون كرامتهم و انسانيتهم, يجدون أنفسهم و خلافا لكل ذلك, أمام لقاءات عبثية موسعة, و ورشات تعليمية "ديكور" عن كيفية صناعة التنمية. فتصوروا حجم المصيبة التي حلت بنا بهذه الجهة المختطفة.

لكن نعود و نقول, فاقد الشيئ لا يعطيه, و أحجية رئيس الجهة الغير شرعي مع مكاتب الدراسات المخملية, يلخصها المثل الدارج البليغ و الحكيم : "جري يا التاعس على سعد الناعس". فهنيئا لمكاتب الدراسات أرزاقنا و أموالنا العمومية, و هنيئا لنا البؤس في مدن الملح و التردي. و عاش رئيسنا الوسيم.