في مشهد سياسي مظلم و هزيل..الخطاط ينجا شعاع النور الوحيد المتبقي!!؟

D3387482 062c 41fa 88d1 549a93b06533

المركز الاطلسي الصحراوي للاعلام و ابحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

و هل يخفى على عاقل بجهة الداخلة وادي الذهب هزالة و رتابة المشهد السياسي الحالي، و ما يكتنفه من ظلام دامس و عتمة مدلهمة بعد ان عَمَّ الفساد و العبث و الرداءة كل مناحي الحياة الانتخابية و السياسية بالجهة، و أمسى المواطن المستضعف كمن يفتش عن طريقه في صحراء ليلها دامس و حيرتها قاتلة و ما من أحد يمد له يد النجاة او يهدي دربه في ربوع التيه الملعونة..

لكن و رغم ذلك المشهد السياسي اليائس و الضبابي، لا يستطيع القارئ المنصف لتضاريس خريطة الشأن العام المحلي ان يغفل تلاويح شعاع نور أوحد لا زال يلوح في أفق الجهة المعتم، ناثرا أمانيه و بشائره برجل سياسة هو طوق النجاة المتبقي للعبور بالجهة و ساكنتها نحو بر النجاة المنتظر..

إنه الخطاط ينجا رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، سليل بطون الجهاد والعلم والشرف الأصيل بالصحراء المغربية التي ما تخلفت يوما عن مواعيد التاريخ ومحطاته الحاسمة في  تاريخ دفاع المغرب عن وحدته وسيادته..انه السياسي المخضرم و ملهم النخبة الشابة الطامحة الى مستقبل سياسي نزيه ونظيف، الصحراوي الوحدوي المخلص الذي قرأ رسالة الوحدة والكرامة والعزة، الرائد للمسؤولية التمثيلية كنموذج في الحكامة التدبيرية، العقل الحصيف المشبع بفكر التحديث والتنوير، حامل مشعل النماء الدائم والسلام المنشود، الناضج الذي يتقن الإنصات للرأي المخالف، و يعرف عن دربة ومراس مكمن الخطأ والصواب، مخلص في أداء الواجب الوطني، يعتبر أن السياسة الرشيدة لن تتحقق دون أن تضع اولويات الساكنة كأم للأولويات، يؤمن بعنصر الزمن كآلية لإنضاج الفعل الصائب، فعال وملتزم بكل العهود والوعود التي قطعها على نفسه كمتطوع لخدمة الساكنة جاعلا من خدمة الوطن نبراسا يهتدى به في المسالك المعتمة والظروف الصعبة، يقبل الرفض ولايخبيئ الحق متصفح بكل بصيرة لدروس العبرة والمواعظ، يؤمن بالتوافق والتراضي والحد الأدنى كآلية لتذليل العقبات والمشاكل حين تتطرف الآراء، مستلهما من سيرته المشرفة في مجال الإستثمار و الأعمال الحرة طاقة تدفعه لأن يجعل من ذلك أملا كفيلا بتضميد الجراح وعملا لرأب شقوق الخصومات العبثية ومحو أثار الفتن المجتمعية الكامنة..

لقد آمن الخطاط ينجا دوما بأن الإنتداب السياسي الذي حصل عليه سيوقف حتما النزيف الطويل وشبح الركود و الإندثار الذي خيم في سماء الجهة لعقود، لا يؤمن بالسياسة كدائرة للإنتفاع والإغتناء او كمجال للمصلحة الخاصة، لأن المواطنة الحقة بالنسبة له إيمان راسخ ومجال عقيدة مبدئية وقناعة لخدمة مصلحة أمة ووطن، لقد ظل بعيدا عنها وحين استدعته كسليل ارض الشرفاء والمجاهدين حملته الأيادي في عرس ديمقراطي بهيج لتضعه على كرسي المسؤولية الجهوية، جعل منها خدمات جليلة سترصع صفحات سيرته كمسؤول بفضائل، وتتصفحها الأجيال كعبر ودروس في معنى الوطنية و المواطنة الصادقة، و ما صبره و صموده على المحن و المؤامرات إلا الدليل الساطع على ثقته بنصر الله و وعيه بزمن الوطن.

قولا واحدا، الخطاط ينجا هو شعاع النور الوحيد المتبقي في خضم واقع سياسي ظلامي و محبط، بعد أن تحولت السياسة بجهة الداخلة الي غابة موحشة و تحول الفاعل السياسي الى وحش كاسر مفترس يمتطي صهوة العملية الانتخابية لينهش أوصال مقدرات الساكنة و أحلامها و مستقبلها بلا شفقة أو رحمة..

فطوبى للوطن و الجهة بهكذا شخصية سياسية فذة نقشت فضائلها بمداد من فخر في تاريخ ربوع الداخلة المالحة..