Créer un site internet

يقتل القتيل و يمشي في جنازته...أو حين يتباكى حلف "ولد ينجا" على مدينة الداخلة جراء التساقطات المطرية

22008136 498077973903378 5050753254707140131 n

الداخلة بوست

أشرف السيد رئيس المجلس الجماعي للداخلة "سيدي أصلوح الجماني", رفقة أعضاء المكتب المسير للمجلس, إلى جانب الطاقم التقني بالمجلس الجماعي, على عمليات التدخل الميدانية, من أجل تصريف مياه الامطار ببعض أحياء المدينة.

المجلس الجماعي للداخلة, سخر جميع امكانياته, للتعامل مع وضع موروث عن سنوات الجمر و اللصوصية, نتيجة سياسات تدبيرية بائسة لرؤساء سابقين, أغفلت إمكانية تعرض المدينة لأمطار موسمية قوية, و تعمدت عدم إنشاء قنوات ومجاري لأجل إستعابها و تصريفها, و أختاروا بدلا عن ذلك نهب الميزانيات, و تنمية قطعان الإبل, و الاقتناء الفاحش على حساب حاجيات المدينة و بنيتها التحتية, ليأتي اليوم بعضهم, و من دون حياء أو خجل, و يتباكوا مع جوقة المتباكين على حال المدينة, و هو ما ينطبق عليه المثل الدارج: "يقتل الميت و يمشي فجنازتو", متسائلين عن إنجاز واحد يتيم, حققه أحد هؤلاء الرؤساء القدامى بهذه الربوع المالحة, يستحق الذكر أو الإشادة, و ذلك طوال 30 سنة من الحكم الجبري و اللصوصية و التهنتيت؟

إن إشكالية تدبير قنوات الصرف الصحي بمدينة الداخلة, وعلاقتها بالاختناقات التي تسببها الأمطار الموسمية, هو نتيجة مباشرة, لإغفال الدراسات المنجزة في فترتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي, عن سابق قصد و "تشرتيت", لهذا المعطى المناخي الهام, بشوارع المدينة و أحيائها السكنية, كالمسيرة و السلام والرحمة, و الذي اعتمد في هذه الدراسات المفخخة, على قلة هطول الأمطار بهذه الكثافة في مدينة الداخلة, مع العلم أن هذه التساقطات ليست بالأمر المستجد, و نحن أبناء مدينة الداخلة بالتسلسل, و لا زلنا نذكر جيدا سنة 1987 و أمطارها الكارثية, التي بسببها غمرت المياه بيوتات وسط المدينة بالكامل, لكن سوء نوايا أولئك الرؤساء و "زين خلاكهم", جعلهم يتغاضون بشكل إجرامي عن هذا العامل المناخي, و السر طبعا يكمن في اللامبالاة, و توفير ما يكمن توفيره من أموال الميزانيات, لقضاء مآربهم الشخصية و تنمية مشاريعهم, هم و عوائلهم, ولتذهب المدينة إلى الجحيم, و إلا فما السر في الاغتناء الفاحش الذي ظهر على هؤلاء القوم, وهم الذين دخلت عليهم الدولة المغربية معدمين, و فقراء مساكين, ليتحولوا بقدرة الكريم القدير, إلى طبقة برجوازية مرفهة, من أصحاب الملايير.

21765050 497876003923575 9056779177118113065 n

إن من يريد اليوم أن ينتقد "سيدي صلوح الجماني" من هؤلاء الاثنوقراطيين و إعلامهم الموازي و كتائبهم الفيسبوكية, عليه أن "يحشم على عراضو" و يحدثنا عن إنجازاته سنوات حكمه المتعاقبة, متنقلا كالسرعوف, بين بلدية الداخلة, و الجهة, و المجلس الاقليمي لوادي الذهب و حتى البرلمان, و إلا فليطربنا بصمته, و صمت أبواغه الدعائية, و حلفه البائس, خصوصا إذا علمنا بأنهم كانوا كلهم, من أهل الداخلة و المنطقة, لكن و كما يقول بني حسان في مثلهم العبقري: "خير ما جبرو الشارب ما طامعتو اللحية", كما يكفي "الجماني" شرفا أنه حقق في ظرف 9 سنوات ما لم تحققه جحافلهم طيلة ثلاثين سنة عجاف.

إنه إرث بغيض و حقل ألغام, وجد "الجماني" نفسه عالقا بين حبائله و إكراهاته, فأختار الرجل ركوب التحدي, رغم الخصاص المهول الذي ورثه في مجال البنية التحتية, فعلى سبيل المثال لا الحصر, أحياء كالسلام و الرحمة و الحسني, بكبرها و شساعة مساحتها, يرجع تاريخ نشأتها الى بداية التسعينات, و هي من بقايا الرؤساء القدامى, الذين لم يستثمروا درهما واحدا من أجل تجهيزها, و وجد "الجماني" نفسه ملزما بتخصيص مبالغ خرافية من الميزانية, لأجل النهوض ببنيتها التحتية, و إعادة تجهيزها, و تبليط أزقتها و تكسية شوارعها, و هو ما ينطبق على جل شوارع المدينة, أضف الى ذلك تجزئة الوحدة الجديدة و النهضة, هذا دون نسيان أحياء تعود الى ثمانينات القرن الماضي, كحي الغفران و أم التونسي و مولاي رشيد, الذين ظلوا على حالهم لأكثر من ثلاثة عقود, ببنية تحتية معدومة, حتى جاء "الجماني" و حولها اليوم الى أحياء نموذجية, تسر الناظرين, و هو ما ينطبق على مشاكل شبكة تصريف مياه الامطار, حيث تدارك المجلس الحالي هذه الأخطاء الكارثية وعالجها في كل من شوارع الولاء, وشارع محمد الخامس, والأحياء الغربية من المدينة, بإنشاء قنوات و حفر امتصاصية لتصريف مياه الأمطار.

22089052 498077877236721 3918359893702954977 n

كما تجدر الإشارة إلى أن قطاع الصرف الصحي بالمدينة, يتحمل إدارته المكتب الوطني للكهرباء والماء, بموجب اتفاقية التدبير المفوض الموقعة معهم, كما هو معمول به في العديد من مدن المملكة, و أن تدبير مثل هذه الحالات الطارئة, هو مسؤولية تتقاسمها العديد من المصالح و القطاعات, والمجلس البلدي وضع جميع إمكانياته للمساهمة في تحسين جودة الخدمات المقدمة للساكنة, و ذلك في انتظار انتهاء الدراسة الشاملة, التي ستكون الحل النهائي لمشكل شبكة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار بالمدينة.

خلاصة القول, من بيته من زجاج لا يجب أن يرمي بيوت الناس بالحجارة, و لا يذرف دموع التماسيح, و من أفسد و نهب و حول ميزانية الشعب إلى "فريسة", طوال 30 سنة, قمة الصفاقة و الوقاحة, أن يأتي اليوم لينظر للإصلاح, و يتباكى على حال المدينة نتيجة التساقطات المطرية, و لسان حالنا معهم صارخ بالقول: "ما شافوهم يسرقو..و شافوهم يبكو". إنتهى الكلام.

22007793 497876093923566 8039257864945305341 n21768102 497876067256902 7914371543332677176 n21766787 498078013903374 7949408547919809991 n