ويتك ويتك على تركيا...مجلس "ولد ينجا" يترافع بالعاصمة التركية عن مشاريعه المنعدمة

Region dakhla turkie

الداخلة بوست

يبدو أن مهازل مجلس "ولد ينجا" عصية على أن تكتب لها نهاية سعيدة بهذه الربوع المالحة, كما يبدو أن أقلامنا أيضا ستظل في حالة استنفار أبدي, من أجل تسطير ملاحم و بطولات المجلس الجهوي تحت قيادة حلف "الفجار" و أعضاء أغلبيته من "هوانم جاردن سيتي" و المتأسلمين الجدد "الباجدة", الذين لا يضيرهم "التفرنس" أمام عدسات الكاميرات في مؤتمرات مخملية بمدينة "انقرة" التركية, حضرتها البيضوات و الشقروات و جميلات الشرق الاوسط و المنطقة.

و الشاهد هنا على كلامنا, صور تداولتها مؤخرا مواقع صحفية محسوبة على رئيس جهة الداخلة وادي الذهب, يظهر فيها بعض من نواب الرئيس "المبجلين", و معهم اعضاء من أغلبية المجلس "الفارهين", في افتتاح فعاليات مؤتمر التعاون والشراكة الاقتصادية  تركيا –افريقيا المنعقد في العاصمة انقرة, يتنطعون خلاله امام الكاميرات و "يفرنسون", في حالة من التجلي و الدروشة, تضرب لأخبارها أكباد العيس, و تصلح أن يتسامر عن أحجيتها, الأصحاب و الخلان, تحت ليالي جرف الداخلة المنكوب.

مجلس منذ تنصيبه بما يربو على ثلاث سنوات, اختصر الانجاز و العمل الجاد, في تطوير و انعاش ألبومات الصور, بدل السهر على حل مشاكل جيوش المحرومين و الكادحين و المسحوقين, أبناء هذه الأرض المالحة, الحالمين بغد أفضل. غد, رهنه المجلس تحت دفة حزب الاستقلال التوسعي, برغبات جوقة أغلبيته الحاكمة, في "التسدار" شمالا و غربا, بين مدن داخيل المغرب الجميلة و الساحرة, مرورا بجزر الكناري الحالمة و وصولا إلى الفردوس التركي في أقصى الشرق.

أما مسألة الانكباب على تنزيل مشاريع سوسيو-اقتصادية حقيقية, تمكن من تحسين ظروف حياة الساكنة المغلوب على امرها, و تحقق توزيع عادل للثروات و النماء بين أبناء الجهة على قدم المساواة, فذلك أخر هم رئاسة المجلس و مكتبها المسير.

لكن المضحك في الأمر, هو أن المجلس المطعون على انتخاب رئيسه أمام المحاكم الادارية, يحاول منذ مدة التلاعب بالرأي العام المحلي, من خلال بروبكندا رخيصة و ممنهجة, تولى افكها ثلة من المواقع الصحفية و الكتاب المغمورين, حيث شرخوا اذاننا بالدعاية لمشاريع أشبه بقصص الخيال العلمي, أطلقها الرئيس, ليتبين بعد سنوات عجاف من الانتظار القاتل لدى صفوف عريضة من بؤساء هذه الجهة, ان الأمر لا يعدو ان يكون, بعض من أحداث المسلسل التركي الطويل و الممل "سامحيني", و ان هذه المشاريع الوهمية صعبة المنال, قد تم اطلاقها على عجل لذر الرماد في عيون الساكنة بهدف تبييض وجوه الطقمة الحاكمة للمجلس. ليبدأ رئيس الجهة المقال مؤخرا الحديث خلال دورة المجلس, عن كون تلك المشاريع باتت تثقل كاهل المجلس الجهوي, و يوافقه في ذلك ظله, الرئيس السابق و مهندس كل هذه الكوارث و العبث, بالقول و بوجه "احمر" مكشوف بأن المجلس لم ينطلق فعليا إلا في سنته الثالثة, الى أخر العنقود من التبريرات المضحكة التي تؤكد جميعها فشل المجلس الذريع في الوفاء بالتزاماته التي قطعها على نفسه أمام جلالة الملك و الساكنة, و طبلت لها أذرعه الإعلامية ردحا من الزمن, ليكمل الآن المجلس "الباهيا" كما يقال, و يضيع ملايين السنتيمات من أرزاق الشعب العمومية, من أجل الترافع بدولة تركيا عن مشاريع موقوفة التنفيذ و مجرد حبر على ورق, ضمن رزمانة مخطط "بيع القرد و ضحك على من شراه" التنموي الخاص بجهة الداخلة وادي الذهب, لنستوعب سبب النفخ المريب في فصول ميزانية التسيير, خصوصا ما يتعلق بمصاريف تنقلات الرئيس و نوابه و أسفارهم العابرة لحدود المملكة.

إنه مسلسل "سنوات الضياع" التركي في نسخته الجهوية, فمجلس الجهة قطعا, بتشكيلته الحالية و تحت رئاسة حزب الاستقلال, بات عبئا ثقيلا, ناءت و تنوء بثقله جهة كاملة, تمتلك من المقدرات و الامكانات و الصلاحيات, ما يجعلها في مصاف جهات المملكة, تقدما و ازدهارا و تنمية و رفاها, لكنه حلم استحال الى محال بأيادي مرتعشة, تتقن التنطع و التنزه و إلتقاط الصور, عوض الانجاز و العطاء, و تركن الى التبجح بالمنجزات الوهمية عن طريق الدعاية المغرضة مدفوعة الأجر بالداخل و الخارج. فهنيئا لهم ميزانية التسيير المتخنة, و أيام سياحية غاية في الروعة بأنقرة و البوسفور و إسطنبول, و هنيئا لساكنة الجهة و شبابها البطالة و الحرمان و البؤس الاجتماعي, و بالفعل كما يقول المثل المغربي الدارج: "فلوس اللبن يوكلهم زعطوط".