لماذا يتكتم حزب الاستقلال على مرشحه للانتخابات التشريعية عن دائرة الداخلة؟
لماذا يتكتم حزب الاستقلال على مرشحه للانتخابات التشريعية عن دائرة الداخلة؟
الداخلة بوست
"إن السياسي الجيد هو ذاك الذي يمتلك القدرة على التنبؤ , والقدرة ذاتها على تبرير لماذا لم تتحقق تنبؤاته - ونستون تشرشل"
رحل "ولد الرشيد" فجر يوم أمس الثلاثاء, بعد ليلة عاصفة من الاجتماعات المراطونية مع قيادي و قواعد و منتخبي حزب الميزان بجهة الداخلة وادي الذهب, كشف خلالها حزب الاستقلال بالداخلة عن غليان تنظيمي غير مسبوق, زكاه طرد "ولد الرشيد" لمجموعة "العشرة" من مستشاري الحزب بجماعات الجهة خارج قاعة الاجتماع, و هو يصرخ في وجوههم : "خرجوا عليا". حيث لم يستطع زعيم الحزب بالصحراء أن يتمالك أعصابه, بعد أن واجهه هؤلاء المناضلين بما يعانيه البيت الاستقلالي بالجهة من مشاكل تنظيمية عويصة, و تشرذم مسكوت عنه, مؤكدين له بأنهم لن يصوتوا لمرشح الحزب "أفظيلي", خلال الانتخابات الجزئية الخاصة بشغل المقعد الشاغر بمجلس المستشارين, المبرمجة يوم غد الخميس.
إن هذه الواقعة, الى جانب التكتم الغير مفهوم الى حدود الساعة على مرشح الحزب عن دائرة الداخلة, مجرد الشجرة التي تخفي غابة كثيفة من الصراعات الداخلية التي باتت تنهش لحمة حزب الميزان و تهدد وحدة صفوفه و اختياراته, و ذلك في أفق الانتخابات التشريعية القادمة.
فعلى ما يبدو أن أركان حزب "علال الفاسي" بجهة الداخلة وادي الذهب, مهزوزة هذه الأيام و متصدعة, و باستثناء ركيزة "محمد الأمين حرمة الله" القوية بدائرة أوسرد, فباقي الخيمة الاستقلالية آيلة للسقوط و الانهيار.
الأكيد هو أن تصويت جزء كبير من مستشاري حزب الميزان لفائدة مرشح الأمل "أمبارك حمية" بات أمرا محسوما, و كلمة "خرجو عليا" ستدخل التاريخ السياسي بالصحراء من بابه الواسع, فهي تلخيص بليغ و مفجع, للكيفية التي تدار بها الأحزاب السياسية بالمنطقة, وفق ما ارتأينا أن نسميه جدلية "الشيخ و المريد".