Créer un site internet

ما هي خلفيات التقارب بين المغرب وجنوب افريقيا؟؟

Maroc sud afrique

الداخلة بوست

بقلم: د.محمد الزهراوي- أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض

إن استقبال الملك محمد السادس لرئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما على هامش قمة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي بأبيدجان، والاتفاق بينهما على الرقي بعلاقة البلدين الدبلوماسية عبر تعيين سفيرين من مستوى عال بكل من الرباط وبريتوريا، يعتبر مؤشرا أساسيا على أن هناك رغبة للطرفين لطي صفحة الماضي وتجاوز حالة التوتر والعداء التي حكمت علاقتهما منذ اعتراف جنوب افريقيا بالبوليساريو سنة 2004.

وبغض النظر عن الروابط القوية التي جمعت بين المغرب وجنوب إفريقيا تاريخيا، نتيجة الدعم الذي قدمته المملكة إلى شعب جنوب إفريقيا في إطار جهود مناهضة نظام الفصل العنصري (الأبارتيد)، فإن التحولات الجيوسياسية التي شهدتها القارة الافريقية طيلة العقد الاخير، تدفع في اتجاه تحالف البلدين استراتيجا وسياسا واقتصاديا.

ومن أبرز الرهانات الاستراتيجية والاقتصادية التي ترتبط بهذا التقارب بين البلدين، يمكن الحديث عن ثلاث رهانات أساسية:

الأولى تقوية دور منظمة الاتحاد الافريقي على المستوى الدولي، بحيث إن التقارب بين البلدين باعتبارهما قوتين وازنتين على الصعيد الافريقي وايقاف مسلسل الصراع والتصادم بينهما وتوجيه جهودهما للدفاع عن قضايا افريقيا قد يساعد على تحقيق مجموعة من المكاسب الهامة للقارة. فالاتفاق بين الطرفين سوف يؤدي لا محالة إلى توحيد الصفوف بين الدول الافريقية وانهاء حالة التقاطب والاصطفاف اللتان تعرفهما القارة بين المحورين المتصارعين.

الثانية، التمهيد لتجميد عضوية البوليساريو داخل منظمة الاتحاد الافريقي، بحيث أن تحييد جنوب افريقيا وإقناعها باتخاذ موقف محايد من النزاع حول الصحراء وملائمة قوانين العضوية داخل الاتحاد بقوانين الامم المتحدة، سيسمح بعزل الجزائر داخل المنظمة، وبالتالي إخراج ملف الصحراء من الاتحاد الافريقي وطرد البوليساريو.

الثالثة، تحقيق مجموعة من المكاسب الاقتصادية للطرفين، بحيث يمكن لجنوب افريقيا أن تستفيد من الخبرة والإمكانات المغربية في مجال الفوسفاط لتعزيز أمنها الغدائي، بالمقابل، فالمغرب يمكنه أن يلج الاسواق الخاصة بمنطقة مجموعة التنمية لإفريقيا الجنوبية.