ما هي أسباب عطالة و شرود المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (الكوركاس)؟

Corcas sahara dr zahraoui

الداخلة بوست

بقلم : د.محمد الزهراوي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض

تثير وضعية الشرود والجمود التي يعيشها المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية أكثر من علامة استفهام، وتطرح عدة اشكالات حول واقع ومصير هذا المجلس. إذ أن المثير كذلك أن الملك سبق وأن أعلن في عدة خطابات (أزيد من أربعة خطب)عن ضرورة اعادة هيكلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، إلا أن وضعيته لا تزال ملتبسة وغير قانونية لاسيما مع انتهاء ولايته سنة 2010، وعدم تجديد هياكله وتنصيب وتعيين رئيس وأعضاء جدد، وبالتالي، ما يقار سبع سنوات وهذا المجلس الذي يكلف ميزانية كبيرة في حالة عطالة وجمود ولم يحقق الاهداف والنتائج التي أحدث لاجلها، حيث عندما عين الملك في 25 مارس من سنة 2006 أعضاء هذا المجلس، كان الهدف هو القيام بتتبع أبرز قضايا المناطق الجنوبية.

غير أن فشل المجلس في القيام بالادوار المنوطة به، جعلت الملك في خطاب الذكرى ال34 للمسيرة الخضراء، يعلن عن ضرورة " إعادة هيكلة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، في أفق انتهاء ولايته، من خلال إعادة النظر في تركيبته، وتقوية تمثيليته ، بانفتاحه على نخب جديدة، ذات كفاءة وغيرة وطنية، وتأهيل وملاءمة هياكله، وطرق تسييره مع التحديات الجديدة، والرفع من نجاعته، في التعبئة للدفاع عن مغربية الصحراء وتنميتها".

من خلال ما سبق، وارتباطا بالتحولات الجيوستراتيجية والسياقات الراهنة المرتبطة اساسا بالادوار الجديدة التي باتت تلعبها المملكة افريقيا بعد العودة الى منظمة الاتحاد الافريقي، ليس مقبولا ولا مفه ما أن تظل هذه المؤسسة بعد أزيد من عقد من الزمن في حالة عطالة، فمن الناحية الاستراتيجية، المغرب في حاجة ماسة لهذا المجلس بتركيبة تضم نخب صحراوية جديدة للترافع والدفاع عن الوحدة الترابية في الملتقيات والمنتديات الافريقية والدولية. لذلك، فإعادة الهيكلة يجب أن يستحضر كذلك طرق واساليب جديدة في الاختيار، من خلال المزاوجة بين التعيين والانتخاب، بغية منح هذا المجلس شرعية تمثيل الصحراويين، لتمكين هذه المؤسسة من منازلة ومقارعة البوليساريو على المستوى الافريقي وتفنيذ كافة الادعاءات والمزاعم التي تدعيها من قبيل أنها "الممثل الوحيد والشرعي للصحراويين".