صنبا يضلع من شاربو....حين يعلق "ولد ينجا" فشله و هزائمه على غريمه السياسي الجماني
صنبا يضلع من شاربو....حين يعلق "ولد ينجا" فشله و هزائمه على غريمه السياسي الجماني
الداخلة بوست
"صنبا يضلع من شاربو", مثل حساني شائع لطالما كانت تررده والدتي رحمها الله على مسامعي, في بعض المواقف الفكاهية و الهزلية, التي ينطبق عليها المثل القائل "كثرة الهم تضحك", لكنني لم أكن أتصور أبدا أنه في يوم من الأيام سأكون مضطر لإستخدامها من أجل صياغة مقال صحفي, عن أوضاع مجالسنا المنتخبة بهذه الربوع المالحة. ف"صنبا" ذاك بطل الأحجية الحسانية سالفة الذكر, كان يمشي في احد الأيام و هو يعرج من أحد رجليه, فمر عليه أحد أصدقائه و سأله بلهفة قصد الإطمئنان على صحته و سبب عرجه المستجد: "أنت مالك تعرج ياك اللا الخير" فأجابه "صنبا" على الفور: "ألا بيا شاربي يوجعني", و هي العبثية و السريالية و "لحماق", و إلا فما علاقة عرجه بشارب وجهه؟؟؟
و هو ما ينطبق على الخرجة الإعلامية الأخيرة لرئيس الجهة المقال, كما جاء على لسان صحافته الموازية و التي صرح خلالها عن كون فشله الذريع في تنزيل وعوده الحالمة التي شرخ بها أذاننا ردحا من الزمن, على أرض الواقع, أو ما أسماه بالتأخر الحاصل في تطبيق عدد من المشاريع التي حملها برنامجه الجهوي, يرجع سببه إلى غياب التنسيق مع بلدية الداخلة, و هو لعمري ما ينطبق عليه المثل سالف الذكر: "صنبا يضلع من شاربو".
و إلا لما امتلك رئيس الجهة المقال, كل هذه الجرأة و الشجاعة في تحميل خصمه السياسي اللدود سبب فشله الشخصي في تحقيق أي شيئ يذكر للساكنة, يذكره له التاريخ بهذه الجهة المنكوبة, بإستثناء طبعا إنجازين تاريخيين أو ثلاث، سيدخلانه موسوعة غينيس للأرقام القياسية, أولهما توزيع الدعم المليوني السخي من اموال الساكنة المطحونة, على مجموعة كبيرة من الجمعيات, أغلبهم من المقربين و المناصرين و المؤيدين, عشيرة الرئيس الحزبية و خاصته, و ثانيهما, تبذير ملايين الدراهم على شراء أسطول ضخم من السيارات الفارهة, خصصها لأعضاء مكتبه المسير, من أجل راحة تنقلاتهم و لهم فيها مآرب كثيرة يقضونها, و ثالثهما برنامجه التنموي الذي سبق ان أسميناه ببرنامج "بيع القرد و ضحك على من شراه", و هي التسمية التي لم تكن مجرد مكايدة مجانية أو تجني على رئيس الجهة أو تبخيسا لحقه و عمله, بقدر ما كان إستشراف لمستقبل أسود قاتم, جاء به وعد "بلفور" الذي وضع لبناته الاولى "ولد الرشيد" و توابعه بجهة الداخلة وادي الذهب عشية إنتخابات 2015 الأخيرة.
إستشراف مؤسس على معطيات دقيقة يؤكدها ماض حزب الرئيس بالجهة, و جفاء أقطابه لأهل الداخلة و إنتظاراتهم طيلة اكثر من 35 سنة من تدبير شؤون الإقليم و الجهة و البلدية و الجماعات القروية التابعة. سنوات قحط و نحس مستمر, نجحوا خلالها في تسمين حساباتهم و تنمية قطعان إبلهم و تشييد القصور و شراء الشقق الفاخرة بالمغرب و الخارج, و تحويل الكرسي إلى بقرة حلوب, و الميزانيات إلى "فريسة" ينهشونها نهش الضباع الجائعة في جوف البراري بلا شفقة او رحمة.
لكن الذي فات رئيس الجهة المقال في تصريحه الأخير, أن المسؤولية و كما درسنا ذلك في مناهج التدبير عند العرب و العجم, لا تتقاسم (ne se partage pas), و أن ساكنة الجهة أكثر ذكاءا مما يتصور "ولد ينجا" و حاشيته, حتى تنطلي عليهم هذه التصريحات الفكاهية, فإذا كان "صنبا يضلع من شاربو" كما في الأحجية البيظانية الهزلية, فيبدو أن رئيس الجهة هو الآخر يريد أن يحول "الجماني" إلى شماعة يعلق عليها فشله الذريع في أن يكون في مستوى صلاحياته و ما وضعته الدولة المغربية بين يديه من الميزانيات تساعية الأصفار, ناهزت على مستوى سنوات 2016 ,2015, 2017, 2018, أكثر من 130 مليار سنتيم عدا و نقدا, كان بإمكانه كآمر بالصرف و رئيس الجهة و المسؤول المباشر عن الوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع, أن يحول من خلالها الجهة إلى "لوكسمبورغ" أخرى, و يرفه من مستوى عيش المواطنين المقهورين, و يمحو شبح البطالة المخيف الجاثم على أحلام و صدور شباب الجهة العاطل و حملة الشواهد المحرومين, الذين ضاقت بهم ميزانية الجهة بما إشتملت عليه من ملايير, و صدت دونهم أبواب صومعة "ولد ينجا" المصونة, بل و إختار بعضهم النزوح إلى الرباط و الإعتصام هناك في ظروف مأساوية و مهينة دفاعا عن لقمة عيش سرقت من أفواههم و ثرواتهم السمكية المنهوبة, بينما كان رئيس الجهة مشغولا بتوزيع وعوده الصادقة على بحارة أفتاس "تشيكا" من الوافدين و الأغراب, بالسكن و التمكين و الفرج القريب في الجرف البحري المنهوب, و كل هذا يحصل و الرئيس نائم في العسل كما يقال, بينما إيجاد حلول ناجحة من خميرة الميزانية المليارية التي هو آمر بصرفها, لكل هذه المشاكل العويصة و الانتظارات الملحة و المطالب الإجتماعية العادلة, هو لعمري الدور الحقيقي و الإختصاص الأصيل لرئيس الجهة.
ميزانيات ضخمة ضخت في حساب الجهة على مدار ثلاث سنوات عجاف, لم يقف "الجماني" حجر عثرة في طريق "ولد ينجا" حتى يثنيه عن إستثمارها من خلال برامج إجتماعية حقيقية تعود بالنفع على عموم الساكنة, و لم يختطفه و يكبل يديه, لكي لا يمضي أذونات صرفها لأجل تلبية مطالب رعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع المالحة, و لم يرفع فيتو على تنفيذ برنامج التنمية الجهوي الذي صرف رئيس الجهة ملايين الدراهم على مكاتب دراسات مخملية من اجل إعداده, و لا تزال الساكنة تتابع عمليات تنزيله فقط على شاشات صحافة "ولد ينجا" الموازية, أما واقع الحال فصارخ بالقول "حانو شوارب الجمل يطيحو", لتتبخر فجأة فقاعة 1200 وحدة سكنية, و معها فقاعة مستشفى دولي من "لخروطي", و يبقى "صنبا يضلع من شاربو" ردحا من الزمن, ظنا منه بأن وجع الشارب هو سبب مشيته العرجاء, و الفاهم يفهم.