Créer un site internet

سنة بعد عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي..ماذا تحقق ؟؟ و ما هي الإنتظارات؟؟

Roi mouhamed636 922942400

الداخلة بوست

بقلم: د.الزهراوي محمد - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض

من المرتقب أن تنعقد القمة الافريقية أواخر هذا الشهر بمقر الاتحاد الافريقي بعاصمة اثوبيا اديس ابابا، وتشكل هذه القمة مناسبة لمساءلة و تقييم العودة المغربية الى هذه المنظمة، خصوصا بعد مرور سنة تقريبا على عودة المملكة واسترجاع مكانها الطبيعي على صعيد القارة الافريقية. فما هي أهم المحطات والاحداث التي عاشها المغرب خلال هذه السنة بعد عودته الى المنظمة الافريقية؟ وما هي المؤشرات والقراءات الاولية التي تسمح بقييم خيار العودة؟ كيف ينظر المغرب الى القمة القادمة؟ وما هي طموحات وأهداف المملكة خلال هذه القمة؟ هل سنة واحدة من العودة تسمح باختراق مؤسسات جديدة داخل المنظمة وتمكنه من تزعم بعض المجالس والهيئات التي يوظفها خصوم المغرب لدعم اطروحة الانفصال؟

من الناحية المبدئية يمكن تسجيل محطتان عاشهما المغرب خلال هذه السنة، الاولى، القمة الافريقية اليابانية التي انعقدت بالموزمبيق، حيث تمكن المغرب بفعل تواجده الميداني من التصدي لمناورات خصومه الرامية الى اشراك البوليساريو في هذه القمة رغم عدم دعوتها، حيث حاولت الجزائر بتواطؤ مع البلد المنظم من ادخال البوليساريو، لكن تحركات واستماتة الطاقم الدبلوماسي المغربي أفشل هذه المناورة. المحطة الثانية، هي القمة الخامسة الافريقية-الاوربية التي عقدت بالكوت ديفوار، حيث حضرت البوليساريو لهذه القمة بعد توصلها بدعوة من طرف مفوضية الاتحاد الافريقي. وأبرز حدث ارتبط بهذه القمة هو تخلص المملكة من "عقدة" حضور البوليساريو الى جانبها في بعض الملتقيات، غير أن حضور الملك شخصيا لهذه القمة وبالنظر الى الترحيب والاهتمام الكبير الذي لقيه من طرف مختلف وسائل الاعلام، فوت على البوليساريو فرصة تسويق حضورها الى جانب المغرب على أنه انتصارا دبلوماسيا وغيرها من المزاعم التي ترتكز عليها الالة الدعائية لانفصالية. وبالتالي، فالمكسب الاساسي للعودة، هو التواجد الميداني والمباشر في الساحة الافريقية، ومحاولة عدم ترك فراغات تسمح بانتشار ادعاءات وطروحات الخصوم.

من جانب آخر، وبعد مرور سنة على العودة، فسقف طموحات المغرب داخل المنظمة الافريقية يجب أن يتجاوز منطق المواجهة مع خصومه في دائرة ضيقة، هذه المواجهة التي استنزفت قدراته وامكاناته وجعلته يقف على خط الدفاع بدل التحرك بمنطق هجومي، فاستراتيجيا، فقد حان الوقت لينتقل المغرب الى المرحلة الثانية بعد العودة، وتقتضي هذه المرحلة اختراق ومحاولة ترأس أبرز الهيئات والهياكل داخل الاتحاد الافريقي، مثل مجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي تتزعمه الجزائر حاليا في شخص اسماعيل شرقي، وغيرها من الهياكل مثل المفوضية الافريقية، أو على الاقل محاولة الدفع بحلفاء المملكة لترأس الهيئات الحساسة في المنظمة الافريقية التي يسعى خصوم المغرب الى توظيفها واقحامها في الصراع حول الصحراء.