و تستمر المأساة.."الجماني" يبني أحياء الوحدة و "ولد ينجا" ينفق زبابل لفلوس على تزويق مدخل الولاية و قاعة الاجتماعات!!؟
المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
خرجت علينا قبل ايام أذرع مجلس الجهة الاعلامية بقصاصات إخبارية سخيفة و مضللة موجهة ضد رئيس بلدية الداخلة "الجماني"، تتهمه بمحاباة والي الجهة بسبب اعتناء البلدية بالحدائق و المساحات الخضراء المتواجدة بشارع الولاء وخصوصا المنطقة المتواجدة قبالة مطار الداخلة الدولي و إقامة والي الجهة، رغم أنه أمر طبيعي و من بديهيات الأمور إهتمام المجلس البلدي من ناحية السقاية و العناية بالحدائق المتواجدة في مكان حساس و استراتيجي يوجد وسط المدينة و على مقربة من مطارها الدولي.
لكن هل تدري الساكنة بقصة ما يزيد عن نصف مليار من أموال الفقراء التي جرى تخصيصها من طرف مجلس الجهة الفاشل لأجل تزويق و تنميق و تأهيل مدخل ولاية الجهة و قاعة الاجتماعات داخل الولاية!!!! فهل نعتبر الأمر أيضا محاباة للسيد الوالي، رغم أنه يوجد فرق خيالي و صارخ بين كوبا أو كوبتين من المياه المستعملة المخصصة لسقي حدائق المطار و شارع الولاء بمحيط اقامة الوالي، و بين إنفاق ميزانيات ضخمة من أموال الفقراء في صفقتين عموميتين أطلقها مجلس الجهة واحدة بقيمة حوالي 240 مليون لتأهيل مدخل مقر ولاية الجهة!!! و الثانية بقيمة حوالي 350 مليون لتأهيل قاعة الاجتماعات بولاية الجهة!!! فبالله عليكم ألا يعتبر الأمر جريمة تدبيرية مكتملة الاركان في حق ساكنة الجهة و ميزانياتها و أموالها العامة، في ظل خارطة بؤس تنهش أوصال فئات إجتماعية واسعة؟ ألم يكن أولى بتلك الأموال الضخمة و الصفقات الملتهبة و المنتفخة توفير فرص شغل للمعطلين أو دعم "الجماني" في تطوير البنية التحتية لمدينة الداخلة؟؟
لم يعد يخفى على أحد بشبه جزيرة الداخلة، فواجع التدبير الكارثي لميزانية مجلس الجهة من طرف الأغلبية التي يترأسها "الخطاط ينجا", و التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في مناهج إستنزاف ميزانيات رعايا صاحب الجلالة بتلك الربوع المالحة. إنه هدر فاحش و إستنزاف ممنهج لا تزال الماكينة الإعلامية الموالية لرئيس الجهة إلى جانب رقيقه الجمعوي المستفيد من الكعكة و ذبابه الإلكتروني القذر, تحاول أن تعتم عليه من خلال محاولة إلهاء الشعب بعمليات توزيع "الفتات" على بعض الفئات الفقيرة من ساكنة الجهة، لكن يبدو أن تلك العملية التمويهية المفضوحة إضافة إلى محاولة إشغال الرأي العام المحلي بين الفينة و الأخرى بقصاصات إخبارية مغرضة عن خصمهم الانتخابي رئيس بلدية الداخلة، في إطار سياسة صحفية رخيصة تروم خلق شو إعلامي مصطنع، قد بائت بالفشل, و إنفاق مجلس الجهة خلال فترته الانتدابية بسخاء حاتمي أموال بالهبل على صفقات عبثية ليس لها أي وقع مباشر على الساكنة و لا تمكن من تحسين مستوى عيشها و النهوض بأوضاعها التنموية بشكل شامل و عادل و ممنهج بعيدا عن سياسة الترقيع و شراء الولاءات، قد تحول إلى أسطورة شعبية مفجعة ستظل تلوكها الألسن و تتسامر على وقع حكايتها البائسة أجيال كثيرة قادمة.
إن هذه الأموال الخيالية و الصفقات الملتهبة، لا تتطابق قطعا مع الإنتظارات الموضوعية و الحقيقية لجهة تتركز الغالبية العظمى من ساكنتها في مدينة الداخلة و التي لا يتجاوز عدد ساكنتها في أفضل الاحوال 200 ألف نسمة, و شتانا بين الحاجيات الحقيقية التي تبنى عليها فرضيات مصاريف الميزانية بطريقة علمية نزيهة و رصينة, و بين هذا التدبير الفاشل و الهدر الرهيب لأرزاق الساكنة من طرف مجلس الجهة و لجانه المختصة، بينما كان بإمكان رئيس الجهة و طاقمه المسؤول عن البرمجة أن يخصصوا جزءا من تلك المبالغ المالية الضخمة من أجل خلق فرص شغل لشباب الجهة المحروم و المفقر, أو المساعدة في تمويل خلق مئات المقاولات الصغيرة و المتوسطة لحملة الشواهد العاطلين, إضافة إلى تخصيص و لو النزر القليل منها لدعم ميزانية بلدية الداخلة و مؤازرتها في مجهوداتها الضخمة للنهوض بالبنية التحتية بمدينة الداخلة و تطويرها على كافة الاصعدة، خصوصا على مستوى الأحياء ناقصة التجهيز و على راسها أحياء الوحدة السكنية.
لكن يبدو أن عقليات الطقمة المسيرة لمجلس الجهة لا تزال تأبى استعاب المتغيرات الجيو- سياسية المستجدة, و على رأسها روح مشروع الجهوية المتقدمة الذي اعطى انطلاقته ملك البلاد من هذه الأرض المالحة, حيث لا تزال نفس تلك العقليات الريعية هي التي تخطط لأرزاقنا و تبرمج مقدراتنا, و مجلس الجهة هو مجرد نموذج حي لهذا الطرح المفجع، حيث يتم التلاعب بالرأي العام من خلال العزف على وتر فاحش يسمى دعم الضعفاء و حل مشاكل البؤساء و المحتاجين, و هنا تكمن الخطورة كلها و يصبح المستقبل أسودا قاتما, و تصير الجهوية و ترسانتها المادية و النفسية خلف ظهورنا تماما، و نتحول الى ما يشبه ثور الساقية الذي يظل يدور و يدور في دائرة مغلقة و هو يتصور أنه يتقدم الى الأمام, لكنه في الحقيقة لا يراوح مكانه قيد أنملة رغم المجهود و الارادة.
لقد أثخن و تغول مجلس الجهة الفاشل طوال فترته الانتدابية التي أوشكت على النهاية، في إهدار أموال الساكنة العمومية التي خصصتها الدول المغربية لأجل رفاههم و عيشهم الكريم, و تخصيص مبالغ مالية خرافية من ميزانية الجهة في مصاريف عبثية هو إهدار مقيت للمال العام الذي من المفترض أن يصرف في برامج سوسيو-إقتصادية حقيقية تعود بالنفع المباشر على الساكنة وخاصة فئة الشباب الذين يعانون من ويلات البطالة و الحرمان ويضطرون إلى الاحتجاج أمام مقر ولاية الجهة من أجل الحصول على حقوقهم المهدورة في التشغيل و الكرامة و العيش الكريم من دون جدوى, رغم الوعود "الرودية" التي ما فتئ يكررها على آذانهم التحالف السياسي المسير لدفة مجلس الجهة منذ حوالي خمس سنوات مضت و شرخت بها أذان الرأي العام صحافته الموازية لكن من دون أية فائدة تذكر، لذلك نربئ بساكنة الداخلة و قواها الحية، من تخوم حي الأمل شمالا و إلى حدود حي الوحدة في اقصى الجنوب الغربي، أن تظل في موقف المفعول به و بمزانياته و مستقبله، و الجميع مدعو إلى أن يجعل من المحطة الانتخابية القادمة فرصة مصيرية لمحاسبة هذا التحالف السياسي الفاشل المسير لمجلس الجهة و نزعه من مجالس الداخلة المنتخبة و ذلك أضعف الإيمان.