هام‖هل تخلى "ولد ينجا" عن تدبير شؤون الجهة و توزيع أحلام "ول أهميش" على الساكنة و تحول إلى منشط للندوات العلمية بمدن شمال المملكة؟

الداخلة بوست

قبل عدة أيام, نظم مركز دراسات مغربي مغمور يديره أستاذ جامعي مثير للجدل و السخرية, بسبب تحاليله التافهة في البرامج التلفزية و الإذاعية -أقول- نظم ندوة فكرية بجامعة محمد الخامس بالرباط, و كان من بين الحاضرين طبعا رئيس جهة الداخلة "ولد ينجا", و ذلك من اجل التنظير للوحدة الترابية للمملكة, و الرفاه التنموي العظيم الذي جاء به مشروع الجهوية المتقدمة, و أرخى سدول التنمية و الرخاء الإجتماعي على ساكنة الجريف المطحونة, و تنعم تحت ظلاله الوارفة المحرومون و المستضعفون و الجياع, و طوابير المعدمين و العاطلين و الشباب حملة الشواهد الجامعية العليا, فكان بردا "خطاطيا" و سلاما, لا بأس طبعا بل و من المستحب أن ينظر عنه و له الرجل, في ندوات اجنداتية تشد لها الرحال على متن الطائرات و في الدرجات الرفيعة, على بعد آلاف الكيلومترات من آهات و حرمان و أنين, معطوبي و مفقري هذه الربوع المالحة.

و لأن الإنجازات العظيمة التي حققها رئيس جهة الداخلة المطعون على شرعية إنتخابه, و الذي لا تزال قضيته منظورة من طرف قضاء النقض, قد بلغت السماكين و عبرت شهرتها الحدود البرية و البحرية للمملكة, أتحفتنا قصاصات المجلس الإخبارية, بأخبار جديدة و سارة, تفيد حضور رئيس الجهة لملتقى جامعي تنظمه كلية القانون بتطوان أيام 8 و9 ماي الجاري تحت شعار "مداخل الاصلاح الإداري بمناطق الجوار المغرب وإسبانيا"، بحضور دكاترة وسياسين وأساتذة جامعيين, إلى جانب "إلياس العماري" رئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة.

و رغم أننا قد نتفهم حضور زعيم حزب الأصالة و المعاصرة "إلياس العماري" للندوة العلمية كرئيس جهة طنجة-تطوان, غير أن الذي بات مثار سخرية و تهكم الشارع الداخلاوي: هو ما علاقة "ولد ينجا" بندوات اكاديمية تعقد موائدها بأقصى شمال المملكة و تحت موضوعات لا علاقة لها من قريب أو بعيد بمصالح و إهتمامات و إنتظارات ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب؟ و بماذا ستستفيد طوابير الكادحين و العاطلين و جياع هذه الربوع الملحية, من قضية الإصلاح الإداري بمناطق الجوار المغرب و إسبانيا؟؟؟

أم أن رئيس جهة الداخلة و بعد أن عجز عن تحقيق أي شيئ يذكر للساكنة الجهوية, برغم الميزانيات الضخمة التي ضخت في حسابات المجلس, و إنكشف للجماهير العريضة زيف وعوده الوردية التي ظلت صحافته الموازية تشيعها في الناس كذبا و زورا ردحا من الزمن, إختار أخيرا سلك طريق "ول الفزفاز", و الهروب من مواجهة مسؤولياته الجسام في تلبية أحلام ساكنة الجهة و إنتظاراتها, و التنزيل الفعلي و الحقيقي و السليم لمشروع الجهوية المتقدمة, ليتحول إلى نجم الندوات العلمية و منشط الصالونات الفكرية و الأدبية هنا و هناك, حينا من الدهر, بهدف تضييع الوقت, و إستكمال ما تبقى من فترة حكمه المهددة بمقصلة القضاء, بعيدا عن ضجيج و أوجاع ساكنة الجهة المطحونة؟ بالمناسبة و من محاسن الصدف, زعيمة حزب "إلياس العماري" بالداخلة, هي صاحبة الطعن القضائي على شرعية إنتخاب "ولد ينجا" رئيسا لجهة الداخلة,و حزبها يقود المعارضة بمجلس الجهة.

أسئلة فاحشة و حائرة, تنهل من معين وضع سياسي و إنتخابي آسن, رهن به حزب الإستقلال و حلفائه من الباجدة و "أم النواجر", مستقبل و رفاه ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب, و النتيجة الكارثية بادية للعيان, مجلس جهوي شبه عاطل, و إنجازات صفرية, و رئيس باتت إقامته بين الندوات الاكاديمية بمدن الشمال أكثر من إقامته في الداخلة, و طقمة مسيرة للمكتب الجهوي, تتحفنا بين الفينة و الأخرى بصور من جزر لاس بالماس الجميلة و الساحرة,آخرها مؤتمر لشراكة "شرتات" مع "زيماتت" كناريا من اجل تقوية أواصر "لخروطي", أما الساكنة المسكينة و مشروع الجهوية المتقدمة, فباتا يشبهان إلى حد كبير مسمار جحا كما في الأحجية الهزلية الشهيرة, إنتهى الكلام.