Créer un site internet

التبوحيط السياسي...بلاغات معارضة "أم النواجر" ببلدية الداخلة نموذجا

Dakhla commune 2019

الداخلة بوست

بقلم: د.الزاوي عبد القادر- أستاذ باحث و كاتب صحفي

بسم الله الرحمن الرحيم: "أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ", صدق الله العظيم.

إنها معارضة جيل جيلالة ببلدية الداخلة, أو ما أرتئينا أن نسميه بثلاثي أضواء المسرح, تيمنا بفرقة مسرحية مصرية كوميدية تأسست في ستينيات القرن الماضي, بزعامة الممثل الكوميدي المصري الشهير "سمير غانم".

معارضة مفلسة, تأكد للساكنة المحلية عشية إنتهاء أشغال دورة المجلس البلدي العادية, برسم شهر اكتوبر الجاري, أنها مشكلة من ثلة من المنبوذين و الشارذين داخل مجلس الجماعة, ملت الساكنة عنترياتهم, وزهد فيهم زملائهم السابقين, بسبب فهمهم البليد للعبة السياسية, و تمسكهم الجاهل بأحقاد إنتخابوية بائسة, و عدم مقدرتهم على تجاوز الهزائم و الخيبات المتوالية التي منيوا بها فيما مضى, على يد تحالف "الجماني" المنتصر, و التي لا تزال تطارد البعض منهم, أشباحها المخيفة, و ترخي بظلالها الحالكة على نفسياتهم الموجوعة, مذكرتهم بوهن تحالفاتهم, و عدمية أطروحاتهم, و عدم جدوى "تعنتيت ضب تيرس" بالمفهوم الحساني للكلمة و للأحجية, في صراع سياسي, وضع اوزاره منذ سنتين و نيف, و تحول إلى تاريخ يحكى.

حيث إستطاع "سيدي صلوح الجماني", أن يثبت عن جدارة و إستحقاق, بأنه كان و سيظل رئيس إستثنائي, إستطاع بحنكته السياسية و حكمته و صبره و سعة صدره, أن يجمع حوله كل أعضاء مجلس جماعة الداخلة خدمة لمصالح الساكنة, و يؤكد مرة أخرى بأنه رئيس للجميع دون تحزب أو تعنصر أو إقصاء, و هي الرسالة التي تلقفها الراشدون من الاحزاب الاخرى, و رحبوا بسياسة اليد الممدوة التي ما فتئ يتحدث عنها "الجماني" خلال كل خطبه الرسمية و غير الرسمية, و جنحوا إلى الصالح العام, بعيدا عن المكايدات الإنتخابوية الرخيصة, و المعارضة لأجل "حك النحاس" و العرقلة, كحال فريق "الباجدة" على سبيل المثال لا الحصر.

و هو الدليل الساطع على أن الكفاءة المبهرة التي أدار بها "الجماني" الصراع السياسي, قد آتت أكلها, و أستطاعت أن تلملم كل الطيف السياسي المشكل للمجلس حول مشروع مجتمعي واحد و طموح تحت قيادته الرشيدة, و الخروج بصفر خسائر, من مستنقع آسن خطط البعض من أقطاب تحالف "ولد ينجا" السياسي, من أشياخ الريع و الإقطاع و "التهنتيت", أن يوقعوا المجلس في شركه الآثم.

و رغم أن مجلس بلدية الداخلة, يعج بمستشارين من مختلف الإنتماءات الحزبية و الكفاءات المحلية, إستطاع "الجماني" بحكمته, و سياسة الأبواب المفتوحة التي إنتهجها دائما حتى مع أشد معارضيه السياسيين, أن يوحد كلمتهم على خدمة الصالح العام, لا يزال فريق "جيل جيلالة" المكون من ثلاث أعضاء, من نفس الحزب و أقلية الأقليات بالمجلس, مصر على إشغال الرأي العام المحلي بين الفينة و الاخرى, بجعجعاته العقيم, التي لا "نخالة" لها و لا طحين.

و الشاهد في كلامنا, بلاغ مفعفع, نشر على صفحات بعض المواقع الصحفية المحسوبة على حلف "ولد ينجا", قيل أنه صادر عن معارضة "جيل جيلالة" داخل بلدية الداخلة, ممثلة في حزب الباجدة, لم يدخر خلاله أصحابنا جهدا, في العزف على التناقضات, و توزيع الإتهامات الفارغة يمينا و شمالا, و التأسيس لمذهب جديد في البوليميك السياسي بهذه الأرض المالحة, عنوانه العريض, خطاب المظلومية و البكائيات.

بلاغ كيدي هزيل, مصاب بالكساح و شتى انواع العاهات, و لغته مكررة و مملة و تافهة, صدره خزعبلات في شعوذات, و باطنه جهل عويص بالقوانين و المساطر, و خاتمته مذبذبة, حار أصحابه بين النقد و المديح, بين تقمص أدوار الأغلبية تارة و المعارضة تارة أخرى, و ذلك بهدف لي عنق الحقيقة و تضليل الرأي العام المحلي, كما هو الحال في حديثهم المفترى عن "النفخ" في بعض فصول ميزانية المجلس البلدي, و هو ما ينطبق عليه المثل المغربي الدارج "أبا ما شاف راسو امال يلوح لباسو", و إلا لما أمتلكوا من "قسوحية الوجه" ما يجعلهم يخوضون في شؤون الميزانيات, و ميزانية حليفهم "ولد ينجا" بمجلس الجهة الذين هم أحد أقطاب تحالفه السياسي المسير, حافلة بالفصول الملتهبة و المنفوخ فيها بشكل دراماتيكي خطير و غير مسبوق تجاوز في بعض الحالات 1000 في المائة, كما هو الحال مع فصل مصاريف الإستقبال و الأكل و الحفلات الذي قفز من حوالي 400 مليون سنتيم سنة 2016 إلى حوالي 4 مليارات سنتيم في ميزانية 2019, ناهيك عن فصل شراء المواد المطهرة ب 20 مليون سنتيم, و 200 مليون سنتيم خصصت لإكتراء عتاد الحفلات, و كوارث اخرى سبق لنا أن تحدثنا عنها في مقالات سابقة بالتفصيل الفضائحي الممل, كما أننا إلى جانب ساكنة الجهة ننتظر من رئيسة حزب الباجدة أن تكون منسجمة مع نفسها و قناعاتها "الثورية" و النضالية, و تقوم بإصدار بلاغ مماثل, توضح خلاله للرأي العام المحلي موقفها من هذا النفخ الخطير في فصول ميزانية مجلس الجهة الذي يسيره حزبها إلى جانب "ولد ينجا",

بالتأكيد إن تكتل جميع أعضاء بلدية الداخلة حول المشروع الإصلاحي و المجتمعي الذي يقوده "سيدي صلوح الجماني", بات مجرد تحصيل حاصل, و إختيار حاسم, بين البقاء في معسكر التعطيل العبثي الذي يقوده فريق أقلية الأقلية سالف الذكر, بهدف تصفية احقاد إنتخابوية عدمية, و بين معسكر مسؤول, جعل من العمل و الإنجاز في الميدان أولويته الوحيدة, خدمة لرعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع المالحة, تاركا بالمقابل لعشاق البكائيات و خطب المظلومية المفتراة, اذرعهم الإعلامية الأثيرة, يهربون إليها نقاشاتهم السفسطائية, و ينفسون من خلالها عن مكبوتاتهم و عنترياتهم الصاخبة و الخاوية.

إن مجلس بلدية الداخلة اليوم, و حسب المعايير الديمقراطية المتعارف عليها, بات بلا معارضة بالمفهوم الحقيقي و العددي للكلمة, بل مجرد أغلبية منسجمة مشكلة من كل الطيف الحزبي الممثل داخل المجلس, و عضوين أو ثلاث شارذين عن الجماعة, من هواة العرقلة و الصياح, قد أقسموا بالله جهد أيمانهم بأنها "ولو طارت معزا" كما يقول المثل المغربي الدارج, في أحد أسوء أشكال الدغمائية السياسوية, و إن في تدخلاتهم المفجعة خلال دورات بلدية الداخلة ما يغني عن الوصف و يجل عن الإستقراء, ليتحول المجلس البلدي للداخلة تحت قيادة "سيدي صلوح الجماني", إلى أيقونة المجالس المنتخبة بالصحراء, و نموذج مبهرة لكيفية التدبير الراشد للصراع السياسي, خدمة للشراكة و رص الصفوف, من أجل النهوض بالمسؤوليات الجسيمة التي حملهم إياها المواطنين, و هي لعمري احد أهم مقومات القائد الرشيد Le leadership كما درسنا ذلك في علوم التدبير الحديثة.

لذلك بلدية الداخلة تحت قيادة "الجماني" و شركائه السياسيين, ماضية في طريقها نحو النهوض بالبنية التحتية للمدينة و تحسين مستوى عيش الساكنة, و بالتالي ما على فريق الشارذين, و على إعتبار أنه "ما عندهم ما يدار" إلا الإنشغال بحرفة إصدار البيانات و البلاغات في أفق سنة 2021, إنتهى الكلام.