معارضة فريق حزب الباجدة بمجلس بلدية الداخلة...لقد فاتكم القطار؟؟
بقلم: د.الزاوي عبد القادر- كاتب صحفي و رئيس المركز الأطلسي الصحراوي للدراسات و الأبحاث
معارضة شكلية و مفلسة, تأكد للساكنة المحلية في اكثر من مناسبة, أنها مشكلة من ثلة من الشاردين داخل مجلس الجماعة, ملت الساكنة عنترياتهم, وزهد فيهم زملائهم السابقين, بسبب فهمهم البليد للعبة السياسية, و تمسكهم "الجاهلي" بأحقاد إنتخابوية رجعية, و عدم مقدرتهم على تجاوز الهزائم و الخيبات المتوالية التي منيوا بها في حلبة التنافس الديمقراطي الحر, على يد تحالف "الجماني" السياسي المنتصر, و التي لا تزال تطارد بعض أقطابهم, أشباحها المخيفة, و ترخي بظلالها الحالكة على نفسياتهم الموجوعة, مذكرتهم بوهن تحالفاتهم, و عدمية أطروحاتهم, و عدم جدوى "تعنتيت ضب تيرس" بالمفهوم الحساني للكلمة و للأحجية, في صراع سياسي, وضع اوزاره منذ ثلاثة سنوات, و تحول إلى تاريخ يحكى,
إذ إستطاع "سيدي صلوح الجماني", أن يثبت عن جدارة و إستحقاق, بأنه كان و سيظل رئيس إستثنائي, إستطاع بحنكته السياسية و حكمته و صبره و سعة صدره, أن يجمع حوله أعضاء مجلس جماعة الداخلة خدمة لمصالح الساكنة, و يؤكد مرة أخرى بأنه رئيس للجميع دون تحزب أو تعنصر أو إقصاء, و هي الرسالة التي تلقفها الراشدون من الاحزاب الاخرى, و رحبوا بسياسة اليد الممدوة التي ما فتئ يتحدث عنها "الجماني" خلال كل خطبه الرسمية و غير الرسمية, و جنحوا إلى الصالح العام, بعيدا عن المكايدات الإنتخابوية الرخيصة, و المعارضة لأجل "حك النحاس" و العرقلة, كحال فريق "الباجدة" داخل المجلس,
و هو الدليل الساطع على أن الكفاءة المبهرة التي أدار بها "الجماني" الصراع السياسي, قد آتت أكلها, و أستطاعت أن تلملم كل الطيف السياسي المشكل للمجلس حول مشروع مجتمعي واحد و طموح تحت قيادته المستبصرة, و الخروج بصفر خسائر, من مستنقع آسن خطط البعض من أقطاب تحالف "ولد ينجا" السياسي, من أشياخ الريع و الإقطاع و "التهنتيت", أن يوقعوا المجلس في شركه الآثم,
و رغم أن مجلس بلدية الداخلة, يعج بمستشارين من مختلف الإنتماءات الحزبية و الكفاءات المحلية, إستطاع "الجماني" بحكمته, و سياسة الأبواب المفتوحة التي إنتهجها دائما حتى مع أشرس معارضيه السياسيين, أن يوحد كلمتهم على خدمة الصالح العام, بينما لا يزال فريق "جيل جيلالة" الحزبي و أقلية الأقليات بالمجلس, مصر على إشغال الرأي العام المحلي بين الفينة و الاخرى, بجعجعاته العقيم, التي لا "نخالة" لها و لا طحين, من خلال إمتهان حرفة صياغة شكايات كيدية, و إصدار بلاغات صحفية مفعفعة و هزيلة, مكتنزة بالتناقضات و أحكام القيمة و "أسواغه", ما يؤسس لمذهب جديد في البوليميك السياسي بهذه الربوع المالحة عنوانه العريض خطاب المظلومية و البكائيات,
بالتأكيد إن تكتل أغلبية أعضاء بلدية الداخلة حول المشروع الإصلاحي و المجتمعي الذي يقوده "سيدي صلوح الجماني", بات مجرد تحصيل حاصل, و إختيار حاسم بين البقاء في معسكر التعطيل العبثي الذي يقوده فريق أقلية الأقلية سالف الذكر, بهدف تصفية احقاد إنتخابوية عدمية, و بين معسكر مسؤول, جعل من العمل و الإنجاز في الميدان أولويته الوحيدة, خدمة لرعايا صاحب الجلالة بهذه الربوع المالحة, تاركا بالمقابل لعشاق البكائيات و الشكايات و خطب المظلومية المفتراة اذرعهم الإعلامية الأثيرة, يهربون إليها نقاشاتهم السفسطائية, و ينفسون من خلالها عن مكبوتاتهم و عنترياتهم الصاخبة و الخاوية,
إن مجلس بلدية الداخلة اليوم, و حسب المعايير الديمقراطية المتعارف عليها, بات بلا معارضة بالمفهوم الحقيقي و العددي للكلمة, بل مجرد أغلبية منسجمة مشكلة من كل الطيف الحزبي الممثل داخل المجلس, و عضوين أو ثلاث شارذين عن الجماعة, من هواة العرقلة و الصياح, قد أقسموا بالله جهد أيمانهم بأنها "ولو طارت معزا" كما يقول المثل المغربي الدارج, في أحد أسوء أشكال الدغمائية السياسوية بذاءة, و إن في تدخلاتهم المفجعة خلال دورات بلدية الداخلة ما يغني عن الوصف و يجل عن الإستقراء, ليتحول المجلس البلدي للداخلة تحت قيادة "سيدي صلوح الجماني", إلى أيقونة للمجالس المنتخبة بالصحراء, و نموذج مبهر لكيفية التدبير الراشد للصراع السياسي خدمة للشراكة و رص الصفوف, من أجل النهوض بالمسؤوليات الجسيمة التي حملهم إياها المواطنين, و هي لعمري احد أهم مقومات القائد الرشيد Le leadership كما درسنا ذلك في علوم التدبير الحديثة,
قولا واحدا, بلدية الداخلة تحت قيادة "سيدي صلوح الجماني" و شركائه السياسيين, و رغم المطبات و الإكراهات و ضعف الموارد المالية و حجم الخصاص المهول الذي ورثه الرجل, ماضية بخطى واثقة في طريقها نحو تطوير البنية التحتية للمدينة و تحسين مستوى عيش الساكنة, و بالتالي ما على فريق الشارذين سالفي الذكر, و على إعتبار أنه "ما عندهم ما يدار" إلا الإنشغال بحرفة إصدار البيانات الهزيلة و البلاغات الركيكة و إرسال الشكايات الكيدية, في أفق سنة 2021,
و شتانا بين من يمتلك حصيلة تدبيرية مشرفة و موثقة ميدانيا بالأرقام, يمكنه الترافع عنها بوجه مكشوف, و بين من حصيلته العدمية محصورة في قصاصات إخبارية وهمية, منظومة من الكلام المعسول و "التبراع", تتغنى بمناقب زعيمة الباجدة و حليفها "ولد ينجا" و إنجازاتهم "الهميشية" الحالمة, إنتهى الكلام.