مهزلة...أعضاء أغلبية "ولد ينجا" يدافعون بوجه أحمر عن إضاعة المليارات من ميزانية الجهة على تنظيم المهرجانات و الزرادي؟؟؟

بقلم: د.الزاوي عبد القادر - كاتب صحفي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للدراسات الاستراتيجية و الأبحاث

مؤسف للغاية حال بعض أعضاء أغلبية رئيس الجهة المنتمين لحزبه السياسي، و التي خرجت علينا إحداهن بتعليقات فيسبوكية مستفزة، تبرر فضيحة تخصيص ولد ينجا حوالي أربعة مليارات سنتيم من ميزانية الساكنة الجهوية المفقرة و المحرومة  من أجل تمويل تنظيم المهرجانات و الحفلات و الزرادي و ما جاور ذلك من العبث المرسل و التبذير الأسود الشنيع لأموال الساكنة العمومية،

معتبرة بأن هذه البرمجة السفيهة و الكارثية ستمكن حسب وجهة نظرها من تسويق جيد للجهة ما سيمكن من جلب الإستثمارات السياحية و تشغيل الشباب إلى إخره من "لخروطي"، طبعا كفرص الشغل و الرفاه التنموي و الاقتصادي التي جلبها مهرجان الموضة الأفريقية لساكنة الجهة و لشباب الداخلة المعتصم بالكركرات في ظروف لا أنسانية إحتجاجا على بؤسه و حرمانه و "شين سعدو"،

متسائلين مع صديقتنا عضوة أغلبية ولد ينجا المسيرة لشؤون مجلس الجهة: بماذا إستفادة الساكنة التي تمثلينها "يا واجعة" من مليارين و نصف هي ميزانية مهرجان الموضة الأفريقية؟ و كم عديد فرص الشغل التي وفرها لشركات النقل السياحي المملوكة لشباب الداخلة؟ و الكل يعلم بأنه قد جرى التعاقد مع وكالات اسفار من مدن شمال المغرب جلبوا معهم حضيرة ضخمة من سيارات رانج روفير فايف ستار, و بعد أن احتجوا مالكي سيارات النقل السياحي بالداخلة و هددوا بالتصعيد جرى منحهم كوطا مذلة في حدود حوالي عشرين سيارة، ما ينطبق عليه المثل الحساني الدارج: "حيوان بويا يصدق عليا"،

عذرا سيدتي عضوة أغلبية ولد ينجا، "لحنا فاهمين مزيان"، عكس ما تظنين، و ساكنة الجهة ليسوا بذلك الغباء الذي تتصورينه أنت و رئيسكي و تحالفه الهجين، لكي تأتي اليوم و تحاولي أن تفهمينا بأن تبذير أربعة مليارات سنتيم من أموال البؤساء و العاطلين و المحرومين و العوائل المعوزة على مصاريف مهرجانات أجنداتية تافهة، فيه الخير الوفير للساكنة، فتسويق الجهة لا يكون بدعم "لافييستات" و "حشي فوجهك"، و لا بتحويل مجلس الجهة الى ممون للحفلات، و لا بتبذير خميرة أموالنا العمومية على فصول ميزانياتية مشبوهة، فخارطة البؤس بالجهة المتسعة، و مستويات الإحتقان الإجتماعي القياسية التي تعكسها وقفات المعطلين الإحتجاجية اليومية، و إعتصامات شباب الداخلة بالكركرات، تجعل عملية برمجة هذه الأموال العرمرم في فصول "الزرادي" و الحفلات، سياسة ممنهجة لصناعة الأزمات و تغذية الغضب و تنمية الحرمان و تفقير الساكنة و تجويعها، ترقى إلى درجة العقاب الجماعي و الحصار السوسيو-إقتصادي المحكم، ما يجعل الدولة المغربية مسؤولة بشكل مباشر عن أية صدمات سياسية مستقبلية قد تعصف بالهدوء و الإستقرار الذي ظلت تنعم به هذه الربوع المالحة ردحا من الزمن، ما سيشكل حينها هدية على طبق من ذهب تقدم لشرذمة إنفصالي البوليساريو و عملائهم بالداخل، 

لذلك و بدل أن يتم إستدعاء ولد ينجا للترافع بالبرلمان الأوروبي دفاعا عن جهوية الريع و لكذيب لحمر، و تسويق الأوهام للمجتمع الدولي عن تنمية من "لخروطي" لا نزال نتابع عمليات تنزيلها على كوكب زحل، و عن نموذج تنموي فاشل، و عوض كذلك محاولة إقناع الطرف الاوروبي بأن إتفاقياته الفلاحية و البحرية مع المغرب سيعيش في رغدها شباب الجهة و ساكنتها المقهورة، كما هو الحال طبعا مع النعيم الذي يعيش تحت كنفه الزاهر شباب الداخلة ملاك القوارب المعيشية المعتصمين بالكركرات الذين منعوا حقوق الصيد في بحار أرضهم المستباحة، و كتائب العاطلين حملة الشواهد العليا، 

-أقول- عوض كل تلك البروبكندا الرخيصة و المملة، ندعو رئيس الجهة إلى إعادة تخصيص كل تلك الأموال الخيالية المهدورة على فصول ميزانياتية تافهة و ساقطة، لصالح تمويل تنزيل برامج تنموية و تشغيلية حقيقية و ملموسة، تعيد إلى ساكنة الجهة الثقة في وطنهم و مملكتهم الشريفة، و تعيد لمشروع الجهوية المتقدمة وهجه المفقود و مصداقيته الضائعة و ميزانياته المستباحة، فالساكنة الجهوية قد سئمت الركون في قاعة الانتظار البائسة، بينما شرخ ولد ينجا و أذرعه الإعلامية رؤسنا بالمرافعات الصورية و توزيع الأحلام "لهميشية" بغد أفضل، بينما باتت محطة الانتخابات القادمة تلوح في الأفق، و تجاوزت مدة مجلس الجهة الانتدابية منتصف عمرها، و "شوارب الجمل مزال ما طاحو"، و "مارو ول اواه مزال ما طاب"، إنتهى الكلام،