رياء الخطاط تكتب...استثمار سراب
بقلم: الاستاذة رياء الخطاط
اختارت مدينة الداخلة وجهتها الاقتصادية او اختير لها، فكانت السياحة، ذاك المجال الاقتصادي الذي يراه البعض مجالا ضحلا و يراه البعض فرصة ذهبية.
و بين هذا وذاك يبقى ولا شك مجالا مهما يلعب بمقاييس الاقتصاد. مدينة الداخلة بساحليها وشواطئها الرملية البديعة ونواحيها الصحراوية الأصيلة وتاريخها المعبق بأريج الحضارة ومميزاتها الحضارية والجغرافية تجعلها واحدة من اجمل المدن في شمال إفريقيا.
لكن هذا كله لم يشفع لها ان تكون رائدة في هذا المجال فتم اغتيال ذاك الحلم الخديج قبل حتى ان يرى النور كما تم اغتيال احلام اخرى سبقت، و اضرب مثال حلم الصيد البحري الذي ظننا لوهلة انه قد ينتشل شباب هذه الجهة من الضياع ولكن كان ظننا في غير محله، اذ اصبحت خيراتنا تباع على ظهر البحر فلا نجد الا ريحها نتيجة للاستثمار غير العائد علينا الا بالرزايا، فقد ابتلينا بمستثمرين جشعين همهم الاول والأخير الربح المادي الصرف دون ادنى اعتبار لمصالح ساكنة المدينة ولا حتى بنيتها التحتية.
ولك ايها القارئ الكريم ان تتأكد من صحة هذا الكلام اذا ما زرت ميناء الداخلة المتهالك الذي يصرخ مستنجدا من النفايات والاهمال.
ان مجال السياحة لن يكون افضل من المجالات الاخرى التي تعد حيوية اذ اننا لم نجد منه حتى الان الا اباحة المسكرات. فلا بنية تحتية اصلحت ولا تثمينا وإعلاءا لثقافتنا وجدنا، لم نستفد من هذه السياحة شيئا. وذلك نتيجة لغياب الاسثمار الممنهج في رؤية اصلاحية بناءة وهو ما سيجعل من هذه المدينة بؤرة للفساد على المدى القريب. وشوارع جوهرة الجنوب المليئة بالمتعاطين شاهدة على ذلك، ناهيك عن الاقصاء الظالم لنخبنا المثقفة التي اصبحت معطلة في أغلبها.
حلمنا بجنة عدن مستمر ولن نتنازل عنه وسنصله لا محالة طال الزمن او قصر، ولكن تكاتفنا ضد الفساد هو من سيحدد ان كان انتظارنا سيطول ام لا. وتحقيق مطالبنا لا يقف دونه الا اختياراتنا نحن. فهل حان الوقت لنغير النهج؟؟.