و يستمر النزيف...السطو على أموال الساكنة العمومية من خلال التلاعب في سندات الطلب..شركات "بنسي" نموذجا

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

إنه فن السطو المقنن على ثروات المواطنين و أرزاقهم, من طرف ثلة من المقاولين المحظوظين و أزلامهم داخل بعض الإدارات العمومية, بعد أن حولوا هذه المرافق العمومية و ميزانياتها الى بقرة حلوب, ألفوا التناوب على الرضاعة من ثدييها أموالا شهية و كاملة الدسمة, بها نمت شركاتهم و تضخمت حساباتهم و تقوت هياكل مشاريعهم الاستثمارية المشبوهة.

وفي هذا الإطار، تحصلنا داخل المركز على وثائق خطيرة بخصوص هذا الفساد الأسود الذي ضربت رعوده خزائن ميزانياتنا المنهوبة، و المتمثل في النفخ الخطير في أثمنة بعض الأدوات المكتبية، و خرق مساطر و مراسيم الشراء العمومية عن طريق سندات الطلب، التي توجب احترام المنافسة الشريفة من خلال ما يسمى عروض الأثمان المختلفة "devis contradictoires" لثلاثة متنافسين مختلفين على الأقل تتم استشاراتهم كتابيا.

لكن و كما تشاهدون في الوثائق المرفقة، هناك شركتين مملوكتين لنفس مجموعة المستثمر "بنسي" بأسماء مختلفة شاركت في المناقصة، بالإضافة الى شركة ثالثة مختلفة تدعى "perle rouge" لكن تنتمي لنفس اللوبي المذكور، و الهدف من هذه التلاعبات الشيطانية الخطيرة، هو منح العملية شرعية وهمية.

فكيف يعقل كما هو موجود في الفاتورات التي بين أيدينا، أن يباع قلم رصاص بعشرة دراهم كاملة، مع أن ثمن شرائه الحقيقي بالجملة من طرف شركات "بنسي" لا يتجاوز في أحسن الأحوال "6  ريالات" كما أكد لنا أحد المكتبيين بالداخلة، و شتان بين 10 دراهم و نصف درهم.

انه لوبي الصفقات العمومية و عصابة استنزاف أموال الساكنة العمومية، الذي يتربع على عرشه ثلة من المقاولين المحظوظين و الشركات المشبوهة، و شركائهم الفاسدين في الإدارات العمومية و المجالس المنتخبة بهذا الجرف البحري الملعون، و الذين لن ندخر جهدا في فضحهم بالأدلة و المستندات.

و بما أن نفتيشيات وزارة الداخلية و مؤسسات الدولة الرقابية و المحاسباتية، جهويا و مركزيا، باتوا شهود زور على كل هذا الفساد الأسود، و أختاروا النوم في العسل، بدل تطبيق القانون و تنزيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، قررنا داخل المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات، أن نظل مستنفرين، و مستمرين في القيام بالأبحاث و إنجاز التقارير الموثقة بالمستندات و الوقائع الدامغة، من أجل فضحهم امام الرأي العام المحلي، و إظهار حجم النهب المقنن، و الإجتثاث الممنهج و الرهيب الذي تتعرض له الميزانيات العمومية بجهة الداخلة وادي الذهب.