رحمك الله يا "معطى" الخيرات..بوفاتك يسقط اخر أعمدة تاريخ شبه جزيرة سيسينيروس المدمر
رحمك الله يا "معطى" الخيرات..بوفاتك يسقط اخر أعمدة تاريخ شبه جزيرة سيسينيروس المدمر
بقلم : د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات
و يسقط عمود اخر من أعمدة تاريخ شبه جزيرة سيسينيروس، من اسباط شعب الفرطين البائد أبناء جرف الداخلة الأصليين و الحقيقيين، الذين لا غبار عليهم و لا تثريب.
الذين تحكي الأسطورة بأن عمتهم كانت سمكة، و ان جيناتهم معجونة من ملح و رمل، و أنهم كانوا يفطمون ابنائهم من ماء بئر الطرف الازرك الأجاج.
فلقد علمت صبيحة هذا اليوم الحزين، بوفاة الاب الطيب الكريم "معطى" صاحب مقهى معطى الشهيرة المتواجدة بالداخلة، خبر حزين ابكى العيون على بعد المسافات عن أرض الأجداد المالحة، فلقد كان رحمه الله صديق جدي لأمي، و جاره في خيام لفريك الاول الذي كان متواجدا مكان السوق القديم بمدينة الداخلة، لطالما تقاسمت معه احاديث عطرة عن تاريخ الداخلة و احجيات و اشعار شعب الفرطين البائد، عندما كنت اتناول عنده بين الفينة و الأخرى وجبات عشاء شهية من السمك الطازج و "طورطيا اسبانيولا"، حيث كان يحكي لي رحمه الله عن وجعه و حزنه على أوضاع الداخلة، و حنينه الجامح لذلك التاريخ البائد و العطر.
انا لله و انا اليه راجعون، وفاة "معطى" تعتبر ضربة قاضية، ستدق المسمار الأخير في هوية الداخلة المضاعة و تاريخها المدمر، و سنسمع مستقبلا عن كثيرين من لقطاء الجغرافيا و المتجنسين الغرباء، الذين يتبجحون بلا حياء بالحديث عن الداخلة و تاريخها، و سنموت نحن أهلها الأصليين، غرباء و منبوذين.
رحمك الله يا عماه..رحمك الله يا وجع الارض المالحة..رحم الله فيك شعب الفرطين، و اوجاع حسيني الأخيرة، و زغاريد جدتي "ميمة منت الزبير" الفقيدة..رحم الله شهداء اهل الصوفي الابرار و حكايات مريانة الأسطورية..رحم الله والدتي حفيدة شعب الفطورية البائد..رحم الله تلك الأمة الخالية، رحمة موصولة لا تنقطع ابدا عدد السنين و الحساب.