رغم حضور والي الجهة..لن تستطيع مجموعة السنتيسي بالداخلة التغطية على فضائحها في مجال استنزاف و إفساد السردين

Fb img 1556055195374 960x680

بقلم: د.الزاوي عبد القادر-كاتب رأي و مدير المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات 

إطلعت بالصدفة على قصاصات إخبارية مضحكة نشرتها بعض المنابر الصحفية، حول حفل نظمته مجموعة "السنتيسي" بمدينة الداخلة بمناسبة نهاية برنامج لمحو الأمية الوظيفية لعمال الشركة برسم السنة الفارطة، وسط حضور غريب لوالي الجهة و نائب رئيس بلدية الداخلة و رئيس الجهة، و شخصيات مدنية و عسكرية استطاع "السنتيسي" أن يجمع شملهم تحت عباءة نشاط إجتماعي يخص شركته، و هو أمر منكر لا يحدث سوى في جهة الداخلة، جهة الفوضى و التسيب و العجائب.

لذلك سنترك لكتاب التقارير أمر وضع الجهات السيادية العليا و وزارة الداخلية في صورة هذا الانزلاق البروتوكولي الذي وقع فيه رؤوس السلطة و الدولة و المجالس المنتخبة بجهة الداخلة، خصوصا إذا علمنا بأن جمعية بالداخلة للهيموفيليا و الأمراض المزمنة نظمت في وقت سابق يوم تحسيسي هام للغاية، إحتفالا بمناسبة اليوم العالمي للهيموفيليا الذي يهم شريحة واسعة من المواطنين المرضى المتألمين، لكن غابت عنه بشكل محزن نفس الوجوه التي تهافتت على إحتفالية "السنتيسي".

لقد تعودت ساكنة الداخلة على هذا النشاط الاجتماعي التمويهي المتمثل في مسرحية "محاربة الأمية لدى عمال الشركة"، الذي ما فتئت تنظمه مجموعة السنتيسي الناشطة في مجال إفساد و استنزاف السردين بالجهة بهدف تحويله الى دقيق و زيوت مربحة يتم تصديرها إلى الخارج، و لا تجني من ورائها المنطقة و ساكنتها سوى ضياع الثروة السمكية و الروائح الكريهة. 

إحتفالية مضحكة تنطبق عليها أحجية اهل الصحراء العظيمة "ايد تذبح و ايد تسبح"، حيث دأبت مجموعة السنتيسي القيام به من أجل إستغفال الرأي العام و سلطات الدولة، تبييضا لوجهها الأسود المعروف بانتهاك حقوق العمال الانسانية و المهنية, إضافة إلى سوابقها المقززة في مجال الإفساد المتعمد للسردين على متن بواخرها المدمرة الناشطة ببحار الجهة و على رأسها باخرة "سينيور"، و ذلك بغية تحويله إلى دقيق و زيوت في مصانع المجموعة المتواجدة بمدينة العيون.

إنها موضة جديدة في مجال التستر على فضائح إستنزاف سردين الداخلة من طرف زعيم لوبي دقيق السمك المدعو "السنتيسي" و شركاته السرطانية المتواجدة بالداخلة و العيون, و ذلك من خلال إشاعته في بعض الصحف المحلية، بين الفينة و الاخرى، أخبارا تفيد دعمه أنشطة إجتماعية و رياضية و حفلات فنية و تمويله تشييد مراكز علاجية بالداخلة، الى آخر الاسطوانة المشروخة. أنشطة و بنايات سيتم تمويل إنجازها طبعا، من خميرة الاموال العرمرم التي راكمها من إمتصاص دماء الصحراويين و ثرواتهم السمكية المنهوبة, بواسطة أساطيله المدمرة, و التي تتعمد تحويل السردين الطري إلى دقيق و زيوت باهظة الثمن يتم تصديرها إلى فرنسا و ألمانيا و الدول الإسكندنافية.

بينما يترك بالمقابل لساكنة الصحراء الروائح الكريهة، و بعض القصاصات الإخبارية، يزين بها سحنته "السوداء" و صحيفته المقززة, الحافلة بالخروقات الإجرامية في حق ثروات ساكنة الجهة السمكية، لكن هذه المرة في ظل أجواء إحتفالية بحضور المنتخبين و سلطات الدولة الذين من المفترض فيهم أن يكونوا حريصين على تطبيق القانون و حماية ثروات المغاربة السمكية و عدم محاباة مجموعة استثمارية ثبت بالأدلة الدامغة تورطها في إفساد السردين بشكل متعمد، كما سبق لنا ان نشرنا ذلك في عدة تقارير موثقة بالأدلة القاطعة. 

لذلك ندعوا مجموعة السنتيسي و جوقة سلطات الدولة و المنتخبين الذين حضروا الاحتفالية سالفة الذكر أن يجيبوا الرأي العام المغربي و الجهوي: لماذا الصمت المطبق اتجاه فضائح بواخر "السنتيسي" التي تتعمد إفساد سردين الجهة من اجل تغذية مصانع دقيق السمك التي يمتلكها بمدينة العيون, كما هو ظاهر في الوثيقة أسفله, حيث أنه و في ظرف أقل من 5 أيام, جلبت باخرة "سينيور" التي تسيرها شركة السنتيسي بالداخلة, حوالي 600 طن من لكوانو, في تواطئ مفضوح و مكشوف من مصالح وزارة الصيد البحري بمدينة الداخلة, التي سمحت لهذه الباخرة المشبوهة بإفساد السردين عن سابق إصرار و تعمد, بهدف تغذية مصانع لوبي السنتيسي لدقيق السمك و زيوته المربحة. 

التقارير التي سبق لنا نشرها, تهم سنة 2015, هذا بالإضافة الى جداولexcel و عدة مراسلات عبر الأنترنت بين فرع الشركة بالداخلة و اكادير (الوثيقة أسفله), تظهر جليا كيف حول السنتيسي كوطا مخصصة لصيد السردين و تثمينه, إلى كوطا لإفساد السردين عمدا خلال عملية الإبحار, حيث تجاوزت قيمة "لكوانو" الذي جلب على متن الباخرة "سينيور" في بعض الحالات 86%, و هو ما يمثل كارثة بجميع المقاييس, و سابقة بهذه الجهة المنهوبة.

فكيف يعقل أن تستمر هذه الباخرة المدمرة، و خلال عمليات إبحار متوالية في جلب كل هذه الكميات الضخمة من لكوانو, رغم أنها باخرة من نوع rsw مرخص لها لصيد السردين و جلبه طازجا و ذات جودة عالية كما ينص على ذلك مخطط "اليوتيس"، الذي أكدنا في وقت سابق بأنه كذبة كبيرة و حق أريد به باطل, و أن لوبيات نافذة بجهة الداخلة وادي الذهب و على رأسها شركات السنتيسي، كرست نفسها فوق القانون و المحاسبة، تفسد في الثروة السمكية و تستنزفها ليل نهار تحت أعين و حراسة و حماية مصالح وزارة الصيد البحري و سلطات الدولة, بلا رقيب أو حسيب.

ففي عمليات إبحار "السينيور" الذي سبق للمركز أن نشرهم تحت أرقام 53 و 54 بتواريخ 16/11/2015 و 18/11/2015, تم جلب حوالي 445 طن من لكوانو أو السردين الذي افسد عمدا على ظهر الباخرة, و مع ذلك إستمرت هذه الأخيرة في العمل بكل أريحية و بدون خشية من العقاب أو المتابعة, لتقوم أيضا و في نفس اليوم الذي هو 18/11/2015 بجلب 52.5 طن من لكوانو و هو ما يناهز حوالي نصف الكمية من مصطاداتها في نفس عملية الإبحار (شاهدوا عملية الإبحار رقم 55), و عليه تكون الباخرة "سينيور" و في يوم واحد قد جلبت ما مجموعه 272 طن من لكوانو.

قولا واحدا, واهم المايسترو "السنتيسي" اذا كان يتصور بأن جرائم بواخره المرتكبة في حق الثروة السمكية بالداخلة و المتمثلة في عمليات ممنهجة لإفساد كميات هائلة من السردين بشكل متعمد من أجل تغذية مصانع دقيق و زيوت السمك التي يمتلكها بالعيون -أقول- واهم اذا كان يتصور بأنها ستسقط بالتقادم، او انه سيستطيع التغطية عليها من خلال احتفاليات محاربة الأمية الوظيفية التي ينظمها كل سنة، و يتعمد خلالها احضار والي الجهة و رئيسها و رؤساء المجالس المنتخبة و القيادات الأمنية و العسكرية من أجل تأثيث المشهد، و بعث رسائل قوة و استقواء، و محاولة الظهور بشكل الرجل المتنفذ الذي يستطيع أن يجمع لاحتفاليات شركاته رؤوس القوم و أجهزة الدولة بالصحراء. 

لكن والله لو جمع رؤوس الجن و ملوك اهل الارض و جاء بطالوت و جالوت و ذو القرنين و جيوش "أهل لخلا"، و نظم إحتفالية لمحاربة أمية يأجوج و مأجوج، لن يستطيع أن يمحو عن نفسه و شركاته جرم إفساد ثرواتنا السمكية في جهة التسيب و الفساد و غياب المحاسبة، و سنظل نثير فضائحها و لن نمل و لن نتعب، لأنها ببساطة شديدة ارضنا و بحارنا و ثرواتنا السمكية من قبل أن يتشكل هو و صحبه في الأرحام، ولن تسقط بالتقادم كما يتصور "السنتيسي" و مجموعة شركاته, إنتهى الكلام.

Sentissi1 3Maree 55 3Maree 53 3Sentissi2 4Sentissi2 2 3