كارثة‖شباب الداخلة تفترسه البطالة و الحرمان...و رئيس الجهة يبرمج بناء نصب تذكارية إسمنتية بالملايين

Region dakhla oued eddahab 1

صورة تعبيرية من انجاز الجريدة​

الداخلة بوست

كان الله في عون معطلي و بؤساء و محرومي هذه الربوع المالحة. فلقد بات من المؤكد أنهم لا يشكلون أي أهمية تذكر عند رئيس الجهة المقال و أغلبيته الحاكمة, و بأنهم يرونهم مجرد كائنات كارتونية, تصلح فقط ليختبر عليها الرئيس و أذرعه الاعلامية التابعة, دعايتهم الصفراء عن الكفاءة و التنمية و الانجازات الخرافية للرئيس "النجم" و السياسي "المعجزة". لكن عندما يتعلق الأمر ببرمجة جزء من الفوائض المالية التقديرية, فأولى منهم عند "ولد ينجا" و رفاقه, تشييد نصبين تذكاريين بقيمة 20 مليون سنتيم. شاهدوا صورة من الميزانية:

Budget region dakhla2017 1

فتصوروا معنا مستوى الاستهتار بانتظارات الساكنة, و مطالبها الملحة و حرمانها الأسود, الذي وصل اليه هؤلاء الناس, الذين يدبرون ميزانية الجهة. فحتى فائض أموال الميزانية الذي تعاد برمجته, يخصصون جزءا منه لتشييد أنصاب اسمنتية مليونية, و كأن الساكنة أصبحت تعيش بهذه الربوع المنكوبة في رغد من العيش, وسط المستشفيات متعددة الاختصاصات و محطات الترامواي و الكليات المرموقة و الأحياء مكتملة التجهيزات و المرافق, و المنتزهات الضخمة, ليس بها شباب عاطل, و لا جهة تتركز أغلبية ساكنتها في شبه جزيرة الداخلة, بينما أكثر من 98 في المائة من ترابها عبارة عن أرض خالية و صحاري قاحلة.

و عليه لم يبقى من ضروريات الحياة و أبجديات التنمية ما يستحق برمجة فائض الميزانية "السمين", سوى بناء الأنصاب التذكارية الإسمنتية التافهة, و هو ما ينطبق عليه المثل المغربي الدارج: "شاط الخير على زعير..تقاسموه بالبندير". 

لكن يبدو ان الرجل يحاول ترك بصمة للذكرى مع تحسس مقعد قد دنا من السقوط قبيل صدور قرا محكمة النقض الشهر القادم، لذلك يحاول ترك معالم إسمنتية تافهة, تذكرنا بحجم الخديعة التي مارسها حلفه المنهار على الساكنة المطحونة. فخصمه السياسي القوي و المنتصر "الجماني" يملك طبلة واقفة على أساسات قوية, و ظهير شعبي عرمرم عصي على المساومة أو الإختراق, ولائحة من الاعضاء المحنكين معرفيا وسياسيا, القادمين من أعماق الشعب و الممثلين لكل الطيف الإنساني و العشائري و الإجتماعي للجهة, و لديهم من الخبرة و الكفاءة و الإحساس بالمسؤولية, ما يغني عن أسلوب السب والشتم و"لكحار" الذي يطل به جل أعضاء أغلبية "ولد ينجا" في مجلس الجهة.

لذلك سقوط "ولد ينجا" الوشيك سيعني إكتساح تحالف "الجماني" المنتصر للجهة بكاملها, والتحكم المريح في قواعد اللعبة الديمقراطية و مخرجاتها, لكن الاكيد أن سيطرت تحالف "الجماني" على مجلس الجهة سيكون مختلفا عن حقبة حكم حلف "ولد الرشيد" و حواشيه بالداخلة, و الطفرة التنموية الكبيرة التي تشهدها مدينة الداخلة حاليا, هي الفيصل و الحكم بين من يمتلك حصيلة مشرفة يمكنه الترافع عنها بوجه مكشوف, و بين من حصيلته العدمية محصورة في قصاصات إخبارية منظومة من الكلام المعسول تتغنى برئيس الجهة و وعوده "الهميشية" الحالمة.