Créer un site internet

أموال المبادرة في مهب النهب..فمتى يحل قطار المحاسبة بجهة الداخلة؟؟

 

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

نشرت جريدة الصباح المغربية قصاصة إخبارية مثيرة تحت عنوان: "أموال المبادرة في مهب النهب"، و هذا نصها: 

فشل رؤساء وأعضاء جمعيات تستفيد من تمويلات ومشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالات بالبيضاء في تبرير مصاريف ثلاث سنوات، إذ عجزوا عن تقديم وثائق “مهمة” تثبت تصرفهم في أموال عمومية ناهزت 350 مليونا.

وتبادل أعضاء في جمعيات ناشطة في مجال القرب اتهامات بتزوير فواتير وتوجيه سندات طلب إلى مقربين، وذلك على هامش لقاء حول آليات تطوير العمل الجمعوي، نظم، قبل أيام، بأحد الفضاءات الترفيهية بالمدينة نفسها.

وأدلى متدخلون بعدد من المعطيات التي وصفت بالخطيرة حول تورط جمعيات في الاستفادة من مشاريع وهمية، أو شراء معدات وأجهزة على الورق فقط، مؤكدين أن مسؤولين في المبادرة الوطنية بالعاصمة الاقتصادية يغضون الطرف عن عدد من التجاوزات على نحو غير مفهوم.

وكشف المتدخلون عن أسماء رؤساء جمعيات ومسيرين بأكثر من أربع عمالات على الأقل تسلموا مشاريع ممولة من قبل المبادرة، دون أن يستكملوا ملفاتهم القانونية، إذ ينص قانون تأسيس الجمعيات على أجل سنة على الأقل تبدأ من تسلم الوصل النهائي للتأسيس، حتى يسمح بإدراج ملفات الاستفادة لدى المصالح الإدارية المعنية.

من جانبهم، أسس بعض رؤساء الجمعيات، أو أقاربهم، شركات مجهولة، تشارك في سندات العروض، أو الصفقات العمومية الخاصة بتنفيذ المشاريع المبرمجة، والموافق عليها، إذ يتحول رئيس الجمعية، في هذه الحالة، إلى فاعل مدني، ومقاول في الوقت نفسه، حاملا شعار” خيرنا ما يديه غيرنا”!!

وكشف الفاعلون الجمعويون عن معطيات أخرى تتعلق بتزوير فواتير ووثائق لتبرير مصاريف غير موجودة، أو التضخيم فيها، من أجل الاستفادة من الفارق، مدلين بالأثمنة الحقيقية لبعض المعدات الإلكترونية والمعلوماتية، أو الدراجات الخاصة بالباعة المتجولين، أو الأجهزة المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، وبين الأسعار المؤشر عليها في السجلات.

وقال المتدخلون إن البرامج الخاصة بمحاربة الهشاشة، أو البرامج الأفقية، أو الحضرية المدرجة في إطار خطط عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استنزفت ما بين 2011 و2017 ما يناهز 160 مليارا تقريبا موزعة على 8 عمالات، دون الحديث عن مساهمة الجمعيات العينية أو المادية، ودون احتساب ميزانيتي 2018 و2019.

ووصف أعضاء الجمعيات، في اللقاء نفسه، هذه المبالغ بالخيالية التي تقتطع من صناديق التمويل وميزانيات الجهات الداعمة، دون أن يظهر لها أي أثر على السكان، زيد على ذلك، فوضى ملاعب القرب التي نبتت مثل الفطر في أحياء البيضاء وتحولت إلى بقرة حلوب، بالنسبة إلى البعض.

إنتهت القصاصة الإخبارية بما إحتوت عليه من معلومات صادمة عن التلاعبات الخطيرة و عمليات النهب المؤسس الذي تتعرض له أموال المبادرة في عدة مدن مغربية و على مستوى العديد من المجالس المنتخبة، و طبعا جهة الداخلة وادي الذهب ليست أفضل حالا من باقي جهات المملكة، لكنها للاسف الشديد ستظل خارج سيادة دولة القانون و عصية على المحاسبة، خصوصا حين تشاهد الساكنة المقهورة كل يوم، أصحاب مشاريع وهمية استفادوا بطرق إحتيالية من أموال المبادرة المخصصة للفقراء و المحرومين، ليشتروا بها سيارات فايف الستار و يقضوا بها مآربهم الخاصة، بلا خوف أو وجل، فاللهم انا هذا منكر.