Créer un site internet

حمة أهل بابا…تشرشل السياسة بجهة الداخلة وادي الذهب

99aafba0 5d29 47e0 a9cb 11037c9e5793

 

المركز الاطلسي الصحراوي للاعلام و ابحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

يقول المثل الإنجليزي الشهير: إعمل بجد في صمت، و دع النجاح يحدث الضجيج. و هذا ما ينطبق بحذافيره و أسباب نزوله و معانيه على شخصية سياسية فذة من طينة إبن المدينة البار حمة أهل بابا.

فأن تكون سياسيا يعني أن تكون خادم الجماهير التي منحتك ثقتها لتعتلي سدة الكراسي التمثيلية، وأن ترفع منسوب جماهيريتك في وقت وجيز لم تتقلد فيه مناصب شامخة فأنت سياسي نادر من درجة محنك. حمة أهل بابا أو رجل الظل ومهندس الكواليس كما يصفه إستقلاليوا الداخلة، صنع شعبيته متدرجا من بين أحياء المدينة الشعبية فبلغ عنان النجومية السياسية بفعل ذكاءه ومخططاته الإنتخابية المحبوكة لإستمالة الناخبين وتكوين رصيد شعبي بات اليوم يحسد عليه.

فأن تبث إشعاع شعبيتك وسط ساكنة حي الوحدة الشهير بالداخلة فهذا لا يبلغه إلا الراسخون في السياسة، لكن حين تزرع شعبية مضاعفة وسط الساكنة الصحراوية على أختلاف قبائلها وأطيافها فذاك إعجاز سياسي في رقعة جغرافية لم نعهدها تعترف بالمعجزات.

حمة أهل بابا إسم دونته الداخلة في مواعديها الإنتخابية بأحرف من فخر كما وصفه لنا أحد العامة يوما، تسلق سلالم العبقرية منذ كان شابا عصاميا فبدأ تجارته من عجلة الداخلة الإقتصادية “الصيد البحري” حتى باتت إستثماراته في كل مقام ومقال، ثم ولج عالم السياسة من بابه الواسع ليضاعف رصيد نجاحاته الباهرة فعرف في حزب الميزان بمخطط الإنتصارات ومدبرها و دينامو التوافقات و الاصطفافات الناجحة، فلا يكاد يرى في مشهد أو يسمع في محفل، لكنه ظل دوما ذروة سنام المنجزات الإستقلالية في أعين الساكنة، و في أحلك الظروف و أصعبها. من مستشار برلماني لعضو جهوي لمناصب عديدة تقلدها، لم يخسر الرجل مثقال ذرة من شعبيته الجارفة وسط صفوف الساكنة بمختلف مكوناتها، وهو أمر قل ما يحدث مع سياسيينا المهضومين بفعل فاعلهم المرفوع بالخيبات.

لا يخفى على عاقل الدور الطلائعي و البارز الذي لعبه "حمة أهل بابا" الى جانب رفيقه في الحزب و السياسة "الخطاط ينجا" في فك الإرتباط بجهة العيون و إنهاء تبعية الحزب بالجهة لأهل الرشيد، و إعادة الاعتبار و الهيبة للجهة و ساكنتها، و ضمان إستقلالية تامة للعملية السياسية و الانتخابية، كما كان للرجل دور حاسم في تحقيق أحلام وتطلعات ساكنة الجهة في التغيير، قطعا لم يمتلك عصا موسى ولا خاتم سليمان ولا مصباح علاء الدين، لكنه إمتلك ما لا يقل سحراً و فاعلية عن تلك الأدوات الخارقة، لقد إمتلك "حمة أهل بابا" عزيمة صلبة و إيمان راسخ و همة شبابية عالية، وإرادة حديدية لا يغلبها بشر أو عدو أو متآمر، ثبت بها السلم الأهلي و أنقذ من خلالها اللعبة الديمقراطية من الموت ورفع قواعدها الانتخابية و متن بنيانها السياسي و مجالسها المنتخبة، و دحر بها أوليغارشيات سياسية متغولة و فاسدة.

لقد إستطاع حمة أهل بابا، أن يصنع مجدا ملهما للشباب في المال و الاعمال و السياسة، بعصامية مبهرة و عمل دؤوب معطر بعرق الجبين، حتى بات أيقونة للسياسي و رجل الاعمال الناجح بربوع الداخلة المالحة، و مع ذلك كان و لا يزال الرجل قمة في التواضع و منكبا على قضاء حوائج الناس سرا و علانية، بكل كرم و دماثة أخلاق، و لنا في ذلك شهادة حق للتاريخ، حين طرقنا بابه منذ سنوات خلت طلبا للمساعدة في علاج الوالدة رحمة الله عليها، فوالله لم يدخر الرجل جهدا في تقديم يد العون من ماله الخاص، معبرا عن وقوفه المطلق الى جانبنا و عن استعداده للقيام بكل ما يلزم، جزاه الله خيرا و جعله في ميزان حسناته.

إنها بإختصار شديد أحجية شخصية سياسية إستثنائية بقيمة و هامة "حمة أهل بابا"، تشرشل العملية السياسية و أيقونة الديمقراطية و عراب التغيير السياسي بجهة الداخلة، و الذي خلال حقبة تواجده لم تعد ساكنة الداخلة تنظر إلى الوراء بغضب ولا إلى الأمام بخوف أو قلق.