عذرا يا فخامة رئيس مجلس الجهة…عذرا الخطاط ينجا!!!؟

53b57808 8994 449f 82e6 3718136d7ed8

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

ذات يوم كتب أحد الصحفيين و كتاب الرأي بالداخلة، مقالة مطولة وصف فيها رئيس الجهة "الخطاط ينجا" ب"يوسف" الجهة…طبعا حينها كتبنا مقالة مطولة نرد فيها على ما اعتبرناه تطاولا منه و تنطعا مرفوضا و مدانا، متسائلين حينها كيف لهذا الكاتب الصحفي المغمور ان يشبه "الخطاط ينجا" بالنبي يوسف عليه السلام…

لكن اليوم و بعد أكثر من ست سنوات من الكتابات الصحفية و المقالات و التدوينات المناهضة للرجل و مجلسه المنتخب…أثبتت لنا عاديات الزمان و الخطوب بأن ما كتبه ذاك الصحفي ذات يوم عن "الخطاط ينجا" كان صحيحا مليار بالمائة و بان تشبيهه للرجل ب"يوسف" كان أيضا صائبا و لم يكن مجرد كلام حماسي ملقى على عواهنه…نعم…من الصعب جدا بل من المستحيل ان تجد اليوم في السياسة و في العلاقات الانسانية العابرة و في روتين معاشنا اليومي بربوع الداخلة المالحة شخصية مثل "الخطاط ينجا"..باخلاق و تواضع النبوة…و طهر و عفة ملائكية تتسامى نحو الثريا بعدا عن الدنايا و عن نجاسة البشر و  غرائز البشاعة الكامنة في النفوس….نعم…رجل أوتي الحلم و العلم و السماحة و الكرم و حب الناس…و نزع الله من قلبه الحقد و الغل و التكبر و الرياء و رد الشر بالشر…رجل مهذب نبيل و متسامح مع نفسه و مع حتى من أساء إليه…لم تغره المناصب السامية و لم تغير طباعه اموال الدنيا و بهرجها و عطائها...

لقد كتب في الأثر بأن الله سبحانه و تعالى قد أمهل فرعون اربعين سنة رغم ادعاءه الربوبية لسهولة اذنه و بذل بره…بمعنى أن بابه كان مفتوح للناس اصحاب الحوائج و كريما معطاءا ينفق بلا حساب….لذلك إستحي الله عز و جل من التعجيل بعقابه لتلكم الخصال الحميدة…فماذا اذن سنقول نحن المخلوقات الآدمية الضعيفة إزاء رجل آذيناه فلم يؤذنا…و أسأنا له و لم يسئ إلينا و عاديناه و لم يعادينا…و حين ساقتنا الاقدار لطرق بابه كرئيس لنا جميعا بهدف طلب المساعدة في حالة إنسانية و مرضية…لم نلقى منه سوى كل الترحيب و التفاعل السريع و مد يد العون بمنتهى اللباقة و الكياسة و الرقي..و بدون مقابل او شروط او املاءات او تصفية حسابات….أفلم يكن اذا محقًا من شبهه ذات يوم ب"يوسف" الجهة ….

لقد جار علينا الزمان و تخلى عنا الحلفاء و الاصدقاء …و إنقلبوا علينا ظلما و عدوانا…و طعننا في الظهر من كنا نحميهم بظهورنا و حاربنا لأجلهم حتى أقرب الناس إلينا…غدر بنا من اصطفينا سياسيا و انتخابيا الى جانبهم ضد رئيس الجهة..غدرونا هم و لم يغدر بنا الخطاط ينجا…طرقنا بابهم فأوصدوه و اغلقوا الهواتف و إستكبروا في أنفسهم و تفرعنوا و عتوا عتوا كبيرا…تفرعنوا على من كان يألفهم في الموطن الخشن…داسونا بالنعال و لم يرتعش لهم جفن….و حين لجأنا لرئيس الجهة صدمنا و إنبهرنا من هول المفاجأة حين فتح لنا الابواب والهواتف و القلوب ولم يذخر جهدا في تقديم المساعدة من ماله الخاص بكل صدر رحب و أريحية و كرم نبوي معطر بمسك التواضع و لين الجانب و رقة الحاشية و دماثة الأخلاق..

فما أعظم ما أتاه الله من خصال و مناقب كنا نظنها حكر على الأنبياء و الأصفياء، فآتى الله منها "الخطاط ينجا" حظا وافرا و نصيب..قال الله تعالى في محكم تنزيله: "أم يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا". صدق الله العظيم.

فعذرا يا فخامة رئيس مجلس الجهة…عذرا الخطاط ينجا…و كما قالت العرب قديما: الدية عند الكرام الإعتذار…