عن دورة بلدية الداخلة...غاب "الجماني" عن الجلسة و حضرت منجزاته التنموية و حصيلته التدبيرية المشرفة

 

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

يبدو أن مسلسل سنوات الضياع في نسخته الجهوية، عصيت على أن تكتب لها نهاية سعيدة بهذه الربوع المالحة, كما يبدو أن أقلامنا أيضا ستظل في حالة استنفار أبدي, من أجل تسطير ملاحم و بطولات المجلس الجهوي تحت قيادة "ولد ينجا" و أعضاء حلفه الإنتخابي بزعامة حزب الباجدة الذي تترأسه جهويا "العراك"، الذين لا يضيرهم "التفرنس" أمام عدسات الكاميرات من أجل الترويج الدعائي لمنجزات من "لخروطي لحمر" و التنفيس عن أحقادهم المريضة على بلدية الداخلة و خصمهم السياسي "سيدي صلوح الجماني"، من خلال محاولات مستميتة و قذرة لتبخيس كل المنجزات التنموية التي حققتها البلدية طيلة السنوات الماضية بقيادة "الجماني".

مجلس جهوي فاشل تتولى "العراك" تدبيره من خلالها أعضاء حزبها داخل تحالف "ولد ينجا"، منذ تنصيبه ما يربو على أربعة سنوات عجاف, اختصر الانجاز و العمل الجاد في تنشيط الحفلات و تمويل المهرجانات و جلب فرق إيكاون و المغنيات، من أموال الفقراء المهدورة, وذلك عوض السهر على حل مشاكل جيوش المحرومين و الكادحين و المسحوقين, أبناء هذه الأرض المالحة الحالمين بغد أفضل. غد سوداوي, رهنه المجلس تحت دفة حزب الاستقلال و حلفائه الباجدة، بمخططات تنموية سريالية تصلح فقط لإخراج فيلم سينمائي من فئة الخيال العلمي، أما مسألة الانكباب على تنزيل مشاريع سوسيو-اقتصادية حقيقية, تمكن من تحسين ظروف حياة الساكنة المغلوب على امرها, و تحقق توزيع عادل للثروات و النماء بين أبناء الجهة على قدم المساواة, فذلك أخر هم رئاسة المجلس و مكتبه المسير.

المخزي في الأمر, هو أن مجلس الجهة يحاول منذ مدة التلاعب بالرأي العام المحلي, من خلال بروبكندا رخيصة و ممنهجة, تولى افكها ثلة من المواقع الصحفية الموالية و الذباب الإلكتروني القذر, شرخوا خلالها اذاننا بالدعاية لمشاريع أشبه بقصص الخيال العلمي, ليتبين بعد سنوات من الانتظار القاتل لدى صفوف عريضة من بؤساء هذه الجهة, ان الأمر لا يعدو ان يكون بعض من أحداث المسلسل الطويل و الممل "حانو شوارب الجمل يطيحو", و ان هذه المشاريع الوهمية صعبة المنال التي أنفقت الملايين على إعدادها من طرف مكاتب دراسات محظوظة, قد تم اطلاقها على عجل لذر الرماد في عيون الساكنة بهدف تبييض وجوه الطقمة الحاكمة للمجلس إلى جانب حزب "العراك" طبعا.

إنه مسلسل سنوات الضياع في نسخته الجهوية, فمجلس الجهة قطعا بتشكيلته الحالية و تحت رئاسة حزب الاستقلال و حلفائه في حزب "العراك", بات عبئا ثقيلا, ناءت و تنوء بحمله جهة بأكملها تمتلك من المقدرات و الامكانات و الصلاحيات و الثروات, ما يجعلها في مصاف جهات المملكة تقدما و ازدهارا و تنمية و رفاها, لكنه حلم استحال الى محال بأيادي مرتعشة تتقن الطعن في الظهر و العرقلة و إجترار الأحقاد الانتخابية, عوض الانجاز و العطاء, و تركن الى التبجح بالمنجزات الوهمية عن طريق الدعاية المغرضة مدفوعة الأجر.

أحب من أحب و كره من كره، لقد إستطاع "سيدي صلوح الجماني" العدو اللدود لتحالف رئيس الجهة الانتخابي و حليفته "العراك"، تحقيق إنخراط فاعل لبلدية الداخلة في إستراتيجية عمل جادة و طموحة، مكنت من النهوض بالبنية التحتية لعاصمة الجهة, و تجويد الخدمات العمومية المقدمة للساكنة، و رغم ضعف الميزانية إضافة الى الإنفجار العمراني و الديمغرافي الكبير الذي تعرفه المدينة، لا يزال المجلس البلدي يناطح المستحيل من أجل تطوير المدينة و تحسين مستوى عيش الساكنة، خصوصا على مستوى الأحياء ناقصة التجهيز التي ورثها "الجماني" أشبه بكاريانات من العصور البدائية، ناهيك عن حملات النظافة الموسعة التي همت مختلف النقاط السوداء, و مجموعة كبيرة من المناطق الخضراء و الحدائق العامة، و ذلك موازاة مع انطلاق عملية التأهيل الشامل لجميع المناطق الخظراء والفضاءات العمومية.

هذا و عرفت أحياء الوحدة و الحسني و السلام و النهضة، عمليات تجديد شاملة على مستوى تبليط الأرصفة و تكسية الطرقات بأجود أنواع الإسفلت الساخن، و مدها بشبكة إنارة عمومية متكاملة, ما حولها إلى جوهرة عمرانية و متنفس جديد تنعم به ساكنة الضفة الجنوبية للداخلة, و هو ما يحسب لبلدية الداخلة تحت رئاسة "سيدي صلوح الجماني" الاستثنائية, التي خلقت نهضة عمرانية غير مسبوقة و حولت الداخلة إلى أوراش تنموية مفتوحة, و خصوصا على مستوى الاحياء السكنية الجديدة الوقعة جنوب و غرب مدينة الداخلة, التي ظلت لعقود طويلة تأن تحت وطأة الحرمان و الاستضعاف و الهشاشة و التهميش الأسود، الأمر الذي أثار جنون و غيظ "العراك" و حليفها الجهوي الفاشل.

لكن المفارقة العجيبة أن الوريث الشرعي لكل تلك الحقبة السوداء, و نخص هنا بالذكر حلف "ولد ينجا" السياسي, لا يزال اعضائه على العهد سائرين و على الطريقة محافظين, ورغم مرور أكثر من اربعة سنوات على غزوتهم الملعونة لمجلس الجهة و تربعهم على عرشه و خزائنه المليارية, لم نجد لهم في الميدان أي إنجاز يذكر أو عمل يستدل به, بإستثناء ما تتحفنه به بين الفينة و الاخرى أذرعهم الإعلامية المأجورة من إنجازات و همية, و حروب كلامية تشنها "العراك" بين كل دورة و دورة.

على العموم يحسب لبلدية الداخلة بقيادة "الجماني" و رغم كل تلك الحروب القذرة و الإكراهات العويصة, أنها مستمرة في تحمل مسؤولياتها التي حملها أياه المواطنين بكل صدق و تفاني و أمانة, و منكبة على تطوير المدينة و تأهيلها و تجديد بنيتها التحتية، و هو ما يثبته الميدان و المشاريع التنموية الضخمة التي أطلقتها البلدية, و بالمقابل يكفي "ولد ينجا" و حليفته "العراك" الإنشغال بإجترار الأحقاد الإنتخابوية السايكوباتية على "الجماني" و بلدية الداخلة في أفق سنة2021 القادمة.

كما لا يفوتنا أن نوجه النصوحة ل"العراك" بأن تستحي من أصوات المواطنين الذين إنتخبوها و تحترم مرجعية حزبها "الاسلاموية" المؤسسة على "قال الله و قال الرسول" و توجه إنتقاداتها و بلاغاتها و هلوسات صوب حليفها داخل مجلس الجهة الفاشل، الذي خصص سنويا أكثر من أربعة مليارات لأجل تمويل الحفلات و تنشيط السهرات الغنائية البذيئة، بينما تعيش فئات واسعة من ساكنة الجهة في ظل البطالة و الحرمان و التردي، لكن للاسف الشديد و كما قالت العرب قديما: فاقد الشيئ لا يعطيه، "فكونو تحشمو" يرحمكم الله.