بهدف الاستغلال الانتخابي الآثم..يستمر اعداء "الجماني" في دعم تخريب ممتلكات الساكنة العمومية!؟

Photostudio 1611196579941 900x600

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

يشكل تخريب المرافق العامة التي تقوم بإنجازها و تجهيزها بلدية الداخلة، ظاهرة مشينة عجزت السلطات المحلية و الجهات الأمنية المسؤولة عن إيقافها، رغم الجهود التي تبذلها البلدية على أكثر من صعيد والقوانين الصارمة التي تفرض، لكن الجلي في الأمر أن يداً واحدة لا تصفق وأن هناك حاجة ماسة إلى تكثيف الجهود التوعوية والتربوية بين مختلف المؤسسات المجتمعية وعلى رأسها المدرسة والأسرة، لزرع الوازع الديني و القيم الأخلاقية والوطنية في نفوس الساكنة.

وتشير الإحصائيات المحلية التي أجراها المركز إلى أن 92% من حالات التخريب تستهدف الفضاءات العمومية و الجدران، و45% منها في تحطيم لوحات المرور وتشويهها و32% إتلاف حاويات الازبال و12% قطع الأشجار، كما توضح أن المشكلة تكمن في تمادي البعض من مرتادي الأماكن العامة في الإقدام على ممارسة هذه السلوكيات الخاطئة ما داموا لا يعون خطورة الأضرار التي يلحقونها بمرافق مدينتهم من تشويه لمنظرها الحضاري وإهدار للثروات المالية العمومية التي استثمرت في إنجازها، مما يثير الكثير من التساؤلات المقلقة؛  فهل لذلك علاقة بخلل تربوي؟ وهل للأسرة والمدرسة دور في ذلك؟ وما هو العلاج إذا؟ إجابات أخذها المركز على لسان عدد من المتخصصين والمسؤولين، الذين أجمعوا على أن عمليات التخريب التي تتعرض لها المرافق العامة بالداخلة قد استفحلت بشكل لافت، و أصبحت من بين أكثر الأمور التي تقلق الساكنة المحلية باعتبارها ملكية مشتركة للجميع وليست حكراً أوملكاً لأحد، مشيرين إلى أن أهم الأسباب الذي تدفع البعض للقيام بتلك السلوكيات المنحرفة ترجع في الأساس إلى سوء التربية وإغفال الآباء والأمهات عن مراقبة سلوكيات أبنائهم وتعليمهم السلوك الحميد.

ونوه المتخصصون في علم النفس و السلوك، إلى ضرورة ربط جسر التواصل بين المدرسة والأسرة و الاعلام، للتقليل من السلوكيات الهمجية التي يقوم بها بعض الشباب و البالغين، وتوعيتهم أكثر في مجال المحافظة على المرافق العامة و غرس حب الوطن والولاء له، لأنها تعد في مقدمة السمات التي تتميز بها المواطنة الحقة.

إن حماية المرافق العامة والحفاظ عليها من أيدي العابثين المخربين أمانة في أعناقنا، ويجب علينا أن نتكاثف من أجل صون ممتلكات ومرافق المدينة من حدائق و منتزهات و شواطئ و فضاءات عمومية، أنفقت بلدية الداخلة الملايير من أجل إنشائها و تجهيزها خدمة للساكنة و من أجل أن يجد المواطن وأيضا المقيم مكانا له للنزهة والاسترخاء خارج أسوار منزله في أوقات الفراغ والإجازات، لذلك هذه المرافق تحتاج منا بذل الجهد لتبقى محافظة على صفائها ورونقها وجمالها وبالتالي تستقطب أكبر عدد ممكن من السياح، فهي كالموروث البيئي للأجيال.

يؤكد "ح.ب" مدير مؤسسة للتعليم الثانوي، من خلال دراسة قام بإجرائها إن نسبة 16% من الذكور قاموا بالاعتداء على المرافق العامة مقابل 3% من الإناث وعزا ذلك إلى الإناث أكثر مسالمة من الذكور واقل اعتداء على المرافق العامة وكما أظهرت الدراسة بان هناك نسبة 89% من أفراد المجتمع لديهم رغبة واستعداد لتقديم النصح والإرشاد للذين يقومون بتخريب المرافق، وأن حالات الاعتداء على المرافق العامة تتم في ايام العطل المدرسية حيث تشكل نسبة 80% بينما تصل في أيام الدراسة إلى 25%، وتتلخص أغلب حالات التخريب في الكتابة على جدران المدارس والحدائق و إتلاف حاويات الأزبال و تهشيم البنايات الاسمنتية و إجتثاث الفضاءات الخضراء و تكسير أضواء الإنارة العمومية و علامات التشوير الطرقي.

و دعا "ح.ب" أولياء الأمور إلى معاملة أبنائهم بشيء من اللين والرفق حتى لا تنمي عندهم سمات العنف والتخريب والتدمير، كما أشار إلى دور المدرسة في غرس السلوكيات الحميدة في نفوس الشباب وإشعارهم بالمسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتقهم وأن المرافق العامة جزء من الانتماء للوطن لافتا إلى الدور الكبير لوسائل الإعلام من خلال التوعية بمخاطر الاعتداء على المرافق العامة.

من جهة أخرى، أكد أحد أعضاء بلدية الداخلة بأن عملهم يتركز على النهوض بالبنية التحتية للمدينة على كافة الأصعدة و حسب الإمكانيات المتوفرة، و نوه المسؤول انه بالنسبة لإتلاف الممتلكات والمرافق العامة خلال الأعوام السابقة، فقد سجلت وتيرة مرتفعة و مثيرة للقلق خصوصا في جانب إتلاف حاويات الازبال و تدمير فضاءات عمومية و إتلاف الجدران، إضافة الى بعض التلفيات التي تخلفها الحوادث المرورية كالاصطدام بإشارة المرور، كما أشار الى أن نظافة المدينة والمحافظة على المرافق العامة و تطويرها تتصدر قائمة أولويات المجلس البلدي الذي لا يألوا جهدا في توفير وتامين أعلى مستويات النظافة لمواكبة النهضة الحضارية والعمرانية التي تشهدها المدينة خلال حقبة رئاسة "سيدي صلوح الجماني" لمجلسها البلدي، لكن و كما جاء على لسانه: "متى يبلغ البنيان تمامه***اذا كنت تبني و غيرك يهدم".

في الختام، يعرف الجميع المجهودات المعتبرة التي قامت بها بلدية الداخلة و لا تزال بهدف تجويد البنية التحتية للمدينة، حيث سبق أن أشرف أعضاء المجلس الجماعي للداخلة في أكثر من تدخل ميداني على حملات نظافة واسعة شملت مجموعة كبيرة من المناطق الخضراء و الحدائق العامة، لكن الملاحظ أنه و بينما تنفق بلدية الداخلة أموال طائلة و مجهودات جبارة من أجل الرقي بنظافة المدينة و أحيائها السكنية و شوارعها و حدائقها, نجد بالمقابل ثلة من الأوباش و الرعاع الذين يحسبون لغويا من الساكنة، معدومي الضمير و عديمي الوعي البيئي و قيم المروءة و المواطنة, ما يطرح أسئلة عويصة حول المستوى التربوي المتردي لهؤلاء المواطنين أعداء مدينتهم و بيئتهم و الذين يتعمدون تخريب ممتلكات الساكنة و رمي الازبال و القاذورات في غير أماكنها المخصصة لها, و ما إن يتم إفتتاح حديقة جديدة بالمدينة إستثمرت فيها بلدية "الجماني" الملايير من السنتيمات لأجل راحتهم و إستجمامهم حتى تتحول في ظرف زمني وجيز إلى مزبلة أخرى في الهواء الطلق و وكر للمنحرفين و المتشردين و قطاع الطرق.

ما يؤكد بأن المقاربة السلوكية لبعض المواطنين هي الأصلح لوصف الحقيقة و تشخيص الداء و معرفة مكمن الخلل من اجل التغلب عليه، من خلال التوعية و التربية و الإعلام المسؤول, اللهم إلا إذا كان المطلوب من بلدية الداخلة و أعضائها و رئيسها أن أن يشتغلوا ك"بوليس" و مخابرات و قوات مساعدة ووو!!!!, حتى ترضى عنهم صحافة "ولد ينجا" الموازية. ما يؤكد بأن الإفلاس الإعلامي و الاخلاقي, قد بلغ بالأذرع الإعلامية المحسوبة على تحالف رئيس الجهة مستوايات قياسية, ما جعلهم يركبون إعلاميا على عمليات التخريب الممنهج و الإجرامي للممتلكات العمومية الذي يقوم به بعض الأوباش المأجورين, كما هو الحال في قصاصات إخبارية صفراء تستحمر ذكاء الساكنة تحمل بلدية الداخلة مسؤولية تخريب كورنيش المدينة و ساحاتها العمومية من طرف زمرة من الجانحين.

لذلك، على هذه المنصات الاعلامية، التوقف فورا عن عملية فبركة الأخبار و التستر المفضوح على الأوباش المخربين، من أجل حرب دينكيشوطية عبثية تشن ضد بلدية الداخلة, وتأليب الرأي العام المحلي على "الجماني" من خلال صناعة الأزمات و إجترار الأحقاد الإنتخابوية و السياسوية البائسة، بينما الاموال العرمرم التي أنفقها مجلس الجهة الفاشل على تمويل مهرجانات السفاهة و التفاهة، و ملئ جيوب المقاولين المحظوظين من كعكة الصفقات السبهلل، كفيلة بدعم البلدية من أجل انشاء بنيات تحتية جديدة و مرموقة تعزز من مكانة الداخلة كوجهة سياحية و تحسن من مستوى عيش الساكنة، لكن "الله يعطينا اوجاهكم".