ما لم تقله صحافة مجلس "التحشليف"..الخطاط مشغول بإلقاء الخطابات المنمقة بينما الجماني مشغول بصناعة مستقبل أفضل للساكنة

Photostudio 1613553643724 900x600

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

ليست حقيقة الإنسان في ما يظهره لك، بل في ما لا يستطيع أن يظهره، لذلك إذا اردت أن تعرفه فلا تصغي إلى ما يقوله، بل إلى ما لا يقوله. جبران خليل جبران.

مرة أخرى، تشاء الأقدار إلا أن تنصف رئيس بلدية الداخلة و على لسان الصحافة المعادية له و الموالية لخصومه الإنتخابيين على مستوى مجلس جهة الداخلة الفاشل. و بالفعل فرئيس الجهة لا يمتلك من الحصيلة و النجاحات التدبيرية في مجالات إختصاصاته، سوى مجموعة كبيرة من الأصفار، إلى جانب خطف أضواء كاميرات الأذرع الإعلامية الموالية له، التي تفنن في صناعتها و تميز في ذلك عن كل سياسيي و منتخبي ربوع الداخلة المالحة.

و في هذا لقد صدقوا و الله، بأن إعترفوا للساكنة اخيرا بأن رئيس الجهة لا يعدو أن يكون مجرد ظاهرة صوتية بإمتياز، وقفت عربة إنجازاته التدبيرية عند حدود قراءة الكلمات الفارغة و صناعة الفقاعات الدعائية الخرافية، و التفوق في التحذلق أمام عدسات كاميرات أذرعه الصحفية التابعة، و هو ما تنطبق عليه مسرحية وليام شكسبير الشهيرة "اسمع جعجعة و لا أرى طحنا". خصوصا و أنه قد مضى على إنتخابه خمس سنوات، و برمج خمس ميزانيات مليارية ضخمة، و رغم ذلك لا يزال منهمكا بإلقاء الكلمات "العظيمة", و تقوم أبواغه الدعائية بإشاعتها في المدائن و التهليل لها, بينما واقع الحال صارخ بالبؤس و العدم, فلا إنجازات تحققت و لا هم يحزنون, بإستثناء التفنن في توزيع أحلام "ول هميش" المستحيلة على الساكنة، و في ذلك فليتنافس المتنافسون.

يبدو أن سنوات "التحشليف" في ظل رئاسة "ولد ينجا" لمجلس الجهة، عصيت على أن تكتب لها نهاية سعيدة بهذه الربوع المالحة, كما يبدو أن أقلامنا أيضا ستظل في حالة استنفار أبدي من أجل تسطير ملاحم و بطولات المجلس الجهوي تحت قيادة "ولد ينجا" و تحالفه المنهار، الذين لا يضيرهم "التفرنس" أمام عدسات الكاميرات في حالة سريالية من التجلي و الدروشة تضرب لأخبارها أكباد العيس، و تصلح لأن يتسامر على أحجيتها الأصحاب و الخلان تحت ليالي جهة الداخلة المنكوبة. 

مجلس جهوي معطل، منذ تنصيبه بما يربو على خمس سنوات عجاف, اختصر رئيسه الانجاز و العمل الجاد في تنشيط المؤتمرات الإعلامية العبثية عوض السهر على حل مشاكل جيوش المحرومين و الكادحين و المسحوقين أبناء تلك الأرض المالحة الحالمين بغد أفضل. و هو الغد الذي إستحال إلى سراب بعد أن رهنه المجلس تحت دفة حزب الاستقلال و حلفائه، بمنجزات تنموية سريالية تصلح فقط لإخراج فيلم سينمائي من فئة الخيال العلمي، أما مسألة الانكباب على تنزيل مشاريع سوسيو-اقتصادية حقيقية و مهيكلة تمكن من تحسين ظروف حياة الساكنة المغلوب على امرها و تحقق توزيع عادل للثروات و النماء بين أبناء الجهة بكرامة و على قدم المساواة, فذلك أخر هم رئاسة المجلس و مكتبه المسير.

فلا يخفى على أحد، بأن مجلس الجهة بتشكيلته الحالية و تحت رئاسة حزب الاستقلال بات عبئا ثقيلا ناءت و تنوء بثقله جهة بأكملها منحتها الدولة المغربية من الميزانيات و الامكانات و الصلاحيات و الثروات ما يجعلها في مصاف جهات المملكة تقدما و ازدهارا و تنمية و رفاها, لكنه حلم استحال الى محال بأيادي مرتعشة تتقن التنطع أمام عدسات الكاميرات عوض الانجاز و العطاء, و تركن الى التبجح بالمنجزات الوهمية عن طريق الدعاية المغرضة مدفوعة الأجر.

لكن في المقابل، و كما جاء ضمنيا على لسان صحافة مجلس الجهة المطبلاتية، ترك لهم "سيدي صلوح الجماني" أضواء الإعلام و الخطابة و "الهدرا الخاوية"، و إنشغل عنهم في صمت بالنهوض بالبنية التحتية لعاصمة الجهة, و تجويد الخدمات العمومية المقدمة للساكنة. و برغم ضعف الميزانية إضافة الى الإنفجار العمراني و الديمغرافي الكبير الذي تعرفه المدينة و حصار مجلس الجهة المالي، لا يزال المجلس البلدي يناطح المستحيل من أجل تطوير المدينة و تحسين مستوى عيش الساكنة، خصوصا على مستوى الأحياء ناقصة التجهيز، التي ورثها "الجماني" أشبه بكاريانات من العصور البدائية، حيث لا تزال و إلى حدود كتابة هاته الأسطر تشهد أحياء الوحدة و الحسني و السلام و النهضة، عمليات تهيئة شاملة على مستوى تبليط الأرصفة و تكسية الطرقات بأجود أنواع الإسفلت و مدها بشبكة إنارة عمومية متكاملة و تطوير ساحاتها العمومية, ما حولها إلى جوهرة عمرانية و متنفس جديد تنعم به ساكنة الضفة الجنوبية للداخلة, و هو ما يحسب لبلدية الداخلة تحت رئاسة "سيدي صلوح الجماني" الاستثنائية التي حولت الداخلة إلى أوراش تنموية مفتوحة و خصوصا الاحياء السكنية الجديدة الوقعة جنوب و غرب مدينة الداخلة, و التي ظلت لعقود طويلة تأن تحت وطأة الهشاشة و التهميش الأسود.

على العموم يحسب لبلدية الداخلة تحت رئاسة "الجماني" و رغم كل تلك الإكراهات سالفة الذكر, أنها مستمرة في تحمل مسؤولياتها و تنزيل صلاحياتها بكل صدق و أمانة, و منكبة على تطوير المدينة و تأهيلها و تجديد بنيتها التحتية، و هو ما يثبته الواقع من خلال صور أعضاء تحالفه السياسي، و هم واقفون بشكل يومي في الميدان و تحت أشعة الشمس الحارقة بعيدا عن المكاتب المكيفة, يراقبون و يتتبعون المشاريع التنموية الضخمة التي أطلقتها البلدية, و بالمقابل يكفي "ولد ينجا" و حلفه و أعضاء أغلبيته التنطع أمام عدسات الكاميرات، من أجل الترافع عن مشاريع موقوفة التنفيذ، ضمن رزمانة مخطط "بيع القرد و ضحك على من شراه" التنموي الخاص بجهة الداخلة وادي الذهب، في أفق إنتخابات 2021 القادمة حيث سترمي بهم صناديق الاقتراع إلى مزبلة التاريخ و السياسة.

خلاصة الكلام، إذا كان رئيس الجهة مشغول بصناعة ذباب إعلامي مطبلاتي بهدف تضليل الرأي العام المحلي و الظهور بشكل الرئيس المفوه الخبير في إلقاء خطابات "مزوقة" بلغة موليير المهترئة، و التي تتهافت عدسات كاميرات إعلامه الموازي على التغزل بها، ف"الجماني" مشغول بصناعة مستقبل أفضل للساكنة في صمت و بلا جعجعات، فلهذا تم انتخابه و ليس للتفرنس في المؤتمرات و الندوات.

Fb img 161355187355620210217 10095220210217 10085920210217 10104020210217 09532820210217 100630