Créer un site internet

المحلل السياسي المغربي "منار أسليمي" و قناة ميدي 1..الحرب الاعلامية المسعورة على الشقيقة موريتانيا

Maroc mauritanie medi1

الداخلة بوست

أثارت تصريحات أدلى بها قبل يومين المحلل السياسي المغربي الشهير عبد الرحيم منار اسليمي رئيس المركز المغربي للدراسات الأمنية لبرنامج «ضيف اليوم» الذي تبثه قناة «ميدي1»، متابعة واسعة في موريتانيا، واستمر لحد يوم أمس، التعبير عن استغراب كبير من هذه التصريحات ومن توقيتها داخل الأوساط السياسية الموريتانية.

ومع أن السلطات الرسمية الموريتانية لم تهتم علناً بتصريحات اسليمي المقرب من الأوساط الرسمية المغربية، ومع أن هذه التصريحات تتضمن رسائل واضحة من المغرب تؤكد انزعاج المغاربة من التحركات العسكرية الصحراوية الحالية التي تغض موريتانيا الطرف عنها، فقد أولاها المدونون والمراقبون عناية كبيرة، وتعددت مشاركتها والتعليق عليها في مواقع التواصل، كما حللت أبعادها وسائل إعلام موريتانية مستقلة.

وأجمع غالبية من اهتم بهذه التصريحات بأنها ليست «مجلاد مواقف للمحلل السياسي» بل إن الإدلاء بها لا يمكن إلا أن يكون مدبراً من طرف الجهات الرسمية المغربية ليشكل بصورته هذه ضغطاً على الجانب الموريتاني.

وأخطر ما أكده اسليمي في تصريحاته لبرنامج «ضيف اليوم» قوله "إننا نقولها بوضوح، فموريتانيا التي ظلت تؤكد لسنوات، أنها محايدة في قضية الصحراء تبين أنها غير محايدة فقد سمحت لبعض العناصر من البوليساريو بينهم إبراهيم غالي بالتسرب من داخل الأراضي الموريتانية الى المحيط الأطلسي، وهذا أمر خطير".

وأضاف «هذا التسرب نشرت صوره على مواقع البوليساريو وفي الصحف والمواقع الموريتانية وهو يعتبر أمرًا خطيرًا لأن موريتانيا هددت بهذا التسرب سلامة الأراضي المغربية وخرقت مقتضيات المادة 2 من الفقرة الرابعة من ميثاق الأمم المتحدة، كما قامت بعمل يهدد اتفاقية وقف إطلاق النار». وألمح اسليمي "إلى أن الحرب قد لا تقتصر على بلدة «لغويره» بل إنها قد تتسع لتشمل مدينة نواذيبو الموريتانية القريبة منها".

وذهب المحلل السياسي المغربي لأبعد من ذلك حيث قال «الرئيس الموريتاني اليوم نقولها بوضوح، بدأ ينفذ المخطط الجزائري، كما قام بتحالفات خطيرة في هذه المنطقة وأول تحالف له مؤكد بالوثائق كان مع فرع «المرابطون» في تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي ونص على ضمانات لكيلا تتعرض موريتانيا لضربات وهذا الأمر تحدثت عنه تقارير غربية".

في البداية، يقول اسليمي، كان الرئيس الموريتاني يستفز المغرب لكنه سقط نهائياً في الفخ الجزائري، وبات يقوم بأعمال تدخل في إطار العدوان على المغرب بعد أن دخلت البوليساريو على الخط، وبات صعباً على الرئيس الموريتاني أن يتراجع فهو يعرف أن المخابرات الجزائرية قد تقوم بتصفيته.

ومن ضمن الفقرات التي استغربها الكثيرون في موريتانيا، تأكيد اسليمي بأن «الرئيس الموريتاني يساهم في تنفيذ مخطط آخر للجزائر يتأسس على تسريب مجموعة من الصحراويين ذوي الأصول الموريتانية ليقطنوا شمال موريتانيا»؛ وهذا المخطط، حسب تصريحات اسليمي، يخدم الرئيس الموريتاني في عملية تغيير البنية الديموغرافية في موريتانيا وهو أمر تعارضه الحركات الزنجية الموريتانية»، حسب قوله.

وكان رد الصحافي الموريتاني أبوبكر دهماش على اسليمي أبرز ما نشر حيث أكد «أن المدعو منار السليمي المغربي، لم يترك إلا ولا ذمة وطفق يكيل الشتائم والسباب لأرض المنارة والرباط بلغة معوجة ومضمون سخيف، مهددًا أن بلاده ستحول النزاع من لكويرة إلى مدينة نواذيبو.

"على موريتانيا، يضيف دهماش، أن تحتفل بهذا الشتم تمثلاً لحكمة قالها المتنبي ذات مرة: وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل".

وقال «فعلاً.. لقد استكملت موريتانيا في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز قوتها وباتت تزعج أولئك الذين كانوا ينظرون إليها نظرة دونية استعلائية، لم تعد بلادنا مجرد همزة وصل بين العالمين العربي والإفريقي بل ترأست بنجاح باهر العرب حين عجزتم أنتم عن ذلك، وقبلهم قادت موريتانيا رئاسة الاتحاد الافريقي وسوى رئيسها حفظه الله، في تلك الحقبة العديد من المشاكل الإفريقية.. موتوا بغيظكم أيها الحاقدون، فجيشنا الذي يصنع الأمن والسلام في ربوع القارة قادر دون شك على حماية حوزته الترابية، ورئيسنا سيد قراراته يتخذ مواقفه طبقاً للمصالح العليا للوطن فقط .. ونحن شعب يختلف في مسائله الداخلية لكنه قوي ومتماسك حين يتعلق الأمر بالتهديدات الخارجية».

وقد تناول موقع «مورينيوز» الإخباري تصريحات اسليمي بالتحليل حيث أكد «أن المغرب بات يشن حربا دعائية ضد موريتانيا وتقرع وسائل إعلام قريبة من البلاط طبول الحرب في تهديد مبطن لكنه صريح.

وأضاف «شاهد الموريتانيون مقابلة مع محلل مغربي باسم عبد الرحيم منار اسليمي حمل تهديدات بالحرب، وما وصفه بنقل المعركة المقبلة من «الغويره» إلى مدينة نواذيبو الموريتانية، ويتهم المحلل «موريتانيا بالتواطؤ مع «البوليساريو»، والسماح للرئيس الصحراوي بالوصول إلى المحيط الأطلسي عبر الأراضي الموريتانية، ويعتبر ذلك عدواناً على السيادة المغربية".

وأكد موقع «مورينيوز» في تحليله «أن الحكومة الموريتانية لم ترد رسمياً على الحملة المغربية، لكن أوساطاً رسمية بدأت تذكر بوقائع تضمنت مضايقات وإجراءات غير ودية مصدرها المغرب، منها رفض استقبال وزير الخارجية الموريتاني في البلاط الملكي حاملاً دعوة إلى القمة العربية، وجهوداً مغربية مفترضة لإفشال قمة نواكشوط الأخيرة، ومن هذه التسريبات تحريك المغرب وحدات عسكرية على الحدود رداً على إيفاد وفد لتمثيل موريتانيا في تشييع جنازة زعيم «البوليساريو»، وتذكر التسريبات بما تقول إنه السماح بدخول شاحنات تحمل المخدرات إلى موريتانيا، ومصادرة السلطات الموريتانية شاحنة مقبلة من المغرب تحمل معملاً لتزوير العملة الموريتانية، ويسرب الموريتانيون أن المغرب يحاول استغلال السنغال ضده".

وخلص موقع «مورينيوز» للتأكيد بأنه «على الرغم من لغة التصعيد «الإعلامي» لدى كل من المغرب و"البوليساريو"، وأجواء التوتر التي يحاول هذا الطرف أو ذاك الترويج لها، تبدو موريتانيا هادئة.. ويظهر في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ميل عام إلى التهدئة».

المصدر : القدس العربي