العبرة بالخواتيم//دورة مجلس "وناسا" الجهوي..سنوات الحصاد المر

Photostudio 1614681353606 900x600

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات 

"العبرة بالخواتيم"..عنوان لمسرحية ساخرة من مسرحيات الأديب و المسرحي الانجليزي الشهير "وليام شكسبير"، ذكرنا عنوانها المبين بفواجعنا و مآسينا في ظل رئاسة حزب الإستقلال و حلفائه الباجدة لمجلسنا الجهوي، و إن ابتعد مضمون المسرحية عن حيثيات و كواليس هذا الواقع المرير المعاش لكن تشابهت العناوين و أزدلفت الموازين، و كان سوء الخاتمة ثمرة حصاد خماسية عجفاء لا تبقي و لا تذر. 

إذ لا تزال فضائح التدبير الكارثي لميزانية مجلس الجهة من طرف الأغلبية التي يترأسها حزب الإستقلال ماضية في طريق اللاعودة، بل و تجاوزت كل حدود العقل و الحشمة في مناهج إستنزاف و هدر ميزانية رعايا صاحب الجلالة بتلك الربوع المالحة. هدر وجودي رهيب و إستنزاف ممنهج لاتزال الماكينة الإعلامية الموالية لرئيس الجهة بضفادعها الصحفية المتناسلة كالفطر السام إلى جانب ذبابه الإلكتروني القذر, تحاول أن توجه عنه الأنظار بعيدا و تعتم عليه من خلال محاولة إلهاء الساكنة بقصاصات إخبارية صفراء مفبركة عن بلدية الداخلة و ذلك في إطار سياسة تمويه صحفية مفضوحة و بائسة و مثيرة للسخرية و الإشمئزاز.

نزيف مستمر منذ خمس سنوات للمال العام على مستوى مجلس "ولد ينجا" الفاشل تحت شعار الشراكات المليونية مع أهل السما و التراب و أهل دليكا و الفيافي الحمرا..و هو ما تمخضت عنه دورة المجلس الجهوي الباذخة، المنعقدة يومه الإثنين بمعبر الكركرات الحدودي من خلال كمية كبيرة من شراكات استنزاف الميزانيات في برامج عبثية ليس لها أي إثر مباشر على حياة ساكنة الجهة، و هو ما فضحته معارضة المجلس في مداخلاتها الصاعقة، كما جاء في مداخلة النائب البرلماني "محمد لامين ديدا" الذي إنتفض في وجه الطقمة المسيرة لمجلس التحشليف الجهوي و فضح أجندات دورة "وناسا" التي يعقدها المجلس بالكركرات بهدف الركوب على القضية الوطنية للتمويه عن خماسية سوداء من الهدر المالي و التدبيري و الوجودي الشامل و المدمر الذي تعرضت له الجهة بأهلها و ترابها و بشرها و حجرها في ظل ترويكا حزب الإستقلال الحاكمة..حيث أكد النائب البرلماني "ديدى" أن القضية الوطنية لا تحتاج الى تنظيم دورة باذخة بالكركرات هدفها التغطية على فشل المجلس في تنزيل برامج تنموية حقيقية تنعكس بشكل ايجابي على حياة الساكنة..مؤكدا في الآن ذاته على أن القضية الوطنية توجد بين ايدي امينة ممثلة في صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، و أن الوطنية الحقة هي أن يخدم المجلس البنية التحتية للجهة و يوفر فرص شغل كريمة لحملة الشواهد المعطلين، وليس تتظيم دورة باذخة بملايين الدراهم من أموال الفقراء و المحرومين..

لا يختلف إثنان، حول الفشل الذريع الذي مني به مشروع الجهوية المتقدمة بجهة الداخلة وادي الذهب، تحت قيادة حزب الميزان و الترويكا الإنتخابية المسيرة لمجلس الجهة، و عجزه طوال فترته الانتدابية المنتهية، في تحقيق أي منجزات تنموية حقيقية تستحق الذكر لساكنة الجهة بمختلف فئاتها و أعمارها و إنتظاراتها، بإستثناء مشاريع قليلة موروثة عن المجالس السابقة، و توزيع الفتات المهين، و الركوب على مشاريع ملكية، و التفنن في تحويل الساكنة إلى طلابا، رغم الإمكانات المالية الضخمة التي ضخت في ميزانيات مجلس الجهة، و التي تجاوزت عتبة 230 مليار، في الوقت الذي وصل فيه البؤس و الحرمان و الاحتقان الإجتماعي بالجهة إلى درجات غير مسبوقة.

لقد أماطت البرمجة الكارثية لميزانية مجلس "ولد ينجا" في ختام فترته الانتدابية السوداء، اللثام عن مجازر مالية فاحشة أرتكبت في حق أموال الساكنة العمومية، حيث أهدرت الملايين من أموال الفقراء و المحرومين على شراكات تافهة و لا تستجيب للحد الادنى من مطالب الساكنة و تطلعاتها. إنها بعض ثمار التدبير الفاشل لأرزاق الساكنة من طرف مجلس الجهة، بينما كان بإمكان "ولد ينجا" أن يخصص القليل من تلك المبالغ المالية الضخمة لأجل خلق فرص شغل لشباب الجهة المحروم و المفقر, أو المساعدة في تمويل خلق مئات المقاولات الصغيرة و المتوسطة لحملة الشواهد العاطلين, إضافة إلى تخصيص و لو النزر القليل منها لدعم ميزانية بلدية الداخلة و مؤازرتها في مجهوداتها الضخمة للنهوض بالبنية التحتية بمدينة الداخلة و تطويرها على كافة الأصعدة خدمة للساكنة. 

ما يطرح أسئلة عويصة حول عجز رئيس الجهة و باقي أعضاء اغلبيته "اللهايطيا" الذين سمنوا من بعد جوع، عن إستيعاب معاني و توجيهات الخطب الملكية السامية، و لماذا أمعنوا في إضاعة الوقت و الجهد على خصومات إنتخابوية ساقطة، و الانشغال بتصفية الأحقاد الشخصية مع رئيس بلدية الداخلة و حلفه السياسي، و إهدار الإمكانات المالية الهائلة التي منحت للجهة، على الشراكات العبثية، و هلما جرا من السفه الميزانياتي المقيت و العبث المخزي بمستقبل و مقدرات الساكنة المحرومة؟؟ إن إمعان مجلس "ولد ينجا" في تخصيص ملايين الدراهم من ميزانية الجهة في مصاريف عبثية, هو إستهتار صاخب بأحلام الساكنة المحرومة و إهدار مقيت للمال العام, الذي من المفترض أن يصرف في برامج سوسيو-إقتصادية حقيقية تعود بالنفع المباشر على الساكنة, وخاصة فئة الشباب الذين يعانون من ويلات البطالة و الحرمان, ويضطرون إلى الاحتجاج أمام أبواب الولاية والجهة و في الخلاء، من أجل الحصول على حقوقهم المهدورة في التشغيل و الكرامة و العيش الكريم. و لو كان بعض تلك الأموال العرمرم المهدورة، جرى تخصيصها لبناء مستشفى جهوي جديد يليق بالجهة و ساكنتها، لما إضطر مرضى الجهة المحرومين إلى تسول الإستشفاء عند باب مجلس الجهة حتى يمنى عليهم "ولد ينجا" بسفر التكرفيس نحو مصحات الدار البيضاء المحظوظة. 

لذلك نربئ بساكنة الجهة، من تخوم حي الأمل شمالا و إلى حدود حي الوحدة في اقصى الجنوب الغربي للمدينة، أن يظلوا في موقف المفعول به و بمزانياته و مستقبله، لذلك الجميع مدعو إلى أن يجعل من المحطة الانتخابية القادمة فرصة مصيرية لخلع هذا التحالف السياسي المسير لمجلس الجهة من ذاكرة مجالس الداخلة المنتخبة و ساكنتها المستضعفة، و شتانا بين خصمهم اللدود رئيس بلدية الداخلة "سيدي صلوح الجماني" الذي لا زال ينفق كل درهم في ميزانية مجلسه الفقيرة على التنمية المحلية و تطوير البنية التحتية و تحسين عيش المواطنين، و بين مجلس "وناسا" الفاشل الذي لا زال يمعن في اهدار أموال الفقراء على الشراكات "لمخلوضا" في دورات باذخة أنفق عليها أموال طائلة!!!

إن هذه النازلة المشينة تسمى بلغة رياضة البوكس ب"الكاو"، اي انها الضربة القاضية التي ستطرح تحالف "ولد ينجا" السياسي أرضا و تخرجه مبكرا من حلبة التنافس الإنتخابي على مجالسنا المنتخبة، لأن الساكنة لا يمكنها ان تتحمل رؤية هذا التبذير الشنيع الذي تتعرض له اموالها العمومية بهذا الشكل الفج و الوقح..فمجلس الجهة تظل مسؤوليته التدبيرية عن هذه الكارثة قائمة و لا يمكنها ان تسقط ابدا...