في ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة..و تستمر مسيرة "الجواهري" التنموية بإقليم أوسرد

Photostudio 1604665991681 900x600

المركز الأطلسي الصحراوي للإعلام و أبحاث مكافحة الفساد و تحليل السياسات

منذ تعيينه من طرف جلالة الملك عاملاً على إقليم أوسرد في 21 يناير 2014، حرص "الجواهري" على تنزيل الثوابت التي يؤمن بها، حيث توالت الزيارات لمجموع الجماعات الترابية التابعة للإقليم، ووقف على المشاكل والاكراهات التي تقف حجرة عثرة في وجه إقلاع تنموي حقيقي بهذه الجماعات، وتواصل أيضاً مع جمعيات المجتمع المدني و مع الساكنة، في إطار تنزيل مضامين دستور 2011، والقوانين المنظمة للجماعات و الأقاليم الترابية, والتي تهم بالخصوص المقاربة التشاركية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وجعل الادارة العمومية في خدمة المواطنين، كما أنه نجح فى أن يجعل من إقليم أوسرد قطباً اقتصادياً وسياحيا بامتياز لما يزخر به من مؤهلات كبيرة، ويحول مدينة لمهيريز، عاصمة الإقليم إلى حاضرة مدنية تخطو نحو المستقبل بخطى واثقة. 

لقد ظلت دوما أهم ثوابت السيد الجواهري، عامل أوسرد، تنزيل وتفعيل المفھوم الجدید للسلطة، الذي یقتضي رعایة مصالح المواطنين، وتبني الحكامة الجیدة في تدبير الشأن المحلی، واعتماد سیاسة القرب والديمقراطية التشاركية لمعالجة مشاكل الساكنة میدانیاً. فمنذ تعيينه عاملاً على الإقليم من طرف جلالة الملك، حرص السيد الجواهري على تفعيل هذه القيم التدبيرية، لأنه يعلم أنها الوصفة السحرية الحقيقية لتحقيق التنمية البشرية الشاملة، مؤكدا دائما على أن الإدارة الترابیة مطالبة بأن تكون فاعلة و فعالة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال تطوير وتخليق الحیاة العامة، وتحسين جودة الخدمات الإدارية، والانفتاح على المجتمع المدني عبر إشراك الموطنين والجمعيات في تدبير الشأن العام، بالإضافة إلى العمل على تحسين العلاقات والانسجام مع المجالس المنتخبة والمصالح الخارجیة، بھدف توفير شروط التنمية المحلیة بكافة تراب الإقليم.

صحيح أن السيد الجواهري كانت تنتظره ملفات صعبة بالإقليم، لكن المتتبعين اعتبروا تعيينه عاملا على إقليم أوسرد و تجديد الثقة الملكية فيه, خطوة في الإتجاه الصحيح من شأنها تنمية هذا الإقليم الفتي، ووضع حد للإكراهات التي يمكنها أن تعرقل مسلسل التنمية به، حيث ركز السيد الجواهري بالأساس على تنزيل مجموعة من الاستثمارات العمومية المهيكلة و على رأسها ميناء لمهيريز العملاق, الذي سيمكن من تحقيق التنمية الإقتصادية في قطاع الصيد البحري، و ربط المغرب بعمقه البحري الإفريقي، و توفير الشغل لشباب الإقليم و خلق نهضة تنموية واعدة.

Ec0b783097edb315144e35095b34157371f2e5bb 6490 48c1 b990 b2a7c5fcbf2c

و بالفعل لقد بدأت ساكنة إقليم أوسرد تعيش واقعا جديدا خطط له العامل الجديد السيد "الجواهري" بواقعية ملموسة, و حزمة كييرة من المشاريع الإصلاحية، بدءا بالتركيز على استئصال العشوائية في التسيير, و مرورا بالإصلاح الاقتصادي, و وصولا إلى بناء هياكل مجتمع قوامه التنمية و الثقة في الذات. فخلال الفترة التي تولى فيها مسؤولية عمالة الإقليم, كان همه وشغله الشاغل هو المواطن حيث أولاه ما يستحقه من اهتمام، ولسوف تشهد المرحلة القادمة بإذن الله ثمرة ما يشهده الإقليم حاليا من تغيير جذري ومن اهتمام اكبر ورعاية أوفر من لدن السيد العامل نفسه, في أفق تهيئ مزيدا من الفرص للمواطن بأوسرد الذي يسعى إلى تعزيز مكتسباته وتقوية ملكاته في الإبداع والإنتاج وزيادة مشاركته في مسيرة التنمية الشاملة بهذا الإقليم الفتي.

و كما وعد بذلك بداية توليه زمام أمور عمالة أوسرد, شرع "عبد الرحمان الجواهري" في انتهاج سياسة الأبواب المفتوحة, من خلال التواصل المباشر مع الساكنة, التي استحسنت المبادرة, و رأت في عامل صاحب الجلالة الرجل المناسب في المكان المناسب, حيث أعطى اوامره بمنح بقع أرضية لمجموعة كبيرة من النسوة الأرامل و المطلقات و المعوزين, الذين ظلوا لسنوات طويلة يعانون من الهشاشة الاجتماعية و قلة ذات اليد, دون أن يلتفت لهم أحد.

غير أن الرجل, و نتيجة لغيرته الصادقة على الاقليم و ساكنته, و لأنه ايضا صاحب رؤية تنموية متكاملة و استشرافية, لمشروع ضخم يهم التنمية المندمجة لإقليم أوسرد الفتي, لم يتوقف عند هذا الحد, بل سعى إلى إرساء أسس مخطط تنموي تشاركي مع باقي القطاعات والشركاء المحليين و المركزيين, بهدف النهوض بالتنمية السوسيو-اقتصادية الشاملة للإقليم, في الوسط القروي كما في المجالات الحضرية الأخرى, و هي المشاريع التي يتتبع اليوم أوراشها عن كثب "الجواهري", و يعرف أغلبها تقدم كبير على مستوى الإنجاز, كمشروع إعادة هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز, بالإضافة الى مشروع تهيئة المنطقة الصناعية لميناء المهيريز الطموح و الضخم, الذي سيمكن من جلب الاستثمارات, و تسريع وتيرة التنمية بالإقليم, و توفير مزيد من فرص الشغل للساكنة, ما سيجعل اقليم "أوسرد" في صلب الاستثمارات الاستراتيجية, التي أطلقها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس مع العديد من البلدان الافريقية.

من جهة أخرى, ومن أجل القضاء النهائي على السكن غير اللائق, و تلبية للحاجيات الناتجة عن النمو الديموغرافي المتزايد في المناطق الحضرية من الاقليم, تم الشروع في إنجاز 500 وحدة سكنية, على مساحة تقدر بثلاثة هكتارات و بتكلفة مالية إجمالية تقدر بحوالي 40 مليون درهم. حيث أشرف "الجواهري" بكل شفافية و نزاهة, على إعطاء انطلاقة مشروع الوحدات السكنية بتوزيعه 70 منزلا, وذلك في إطار البرنامج الجديد للسكن الاجتماعي بالأقاليم الجنوبية, الهادف إلى محاربة السكن غير اللائق والإقصاء الاجتماعي, و تحسين ظروف ساكنة الإقليم الاقتصادية والاجتماعية, بتمكينهم من امتلاك مساكن خاصة توفر لهم ظروف العيش الكريم، هذا دون اغفال البقع المجهزة التي جرى توزيعها على فئات عريضة من النساء الأرامل و المطلقات و فئة المتزوجين الذين يوجدون في وضعية هشاشة اجتماعية, شملت جميع جماعات و قيادات اقليم اوسرد, وفق معايير نزيهة و محددة, حيث كلفت كل جماعة و مقاطعة, بتدارس الحالات الاجتماعية المستحقة للاستفادة وفق معايير صارمة.

2018 12 18

قولا واحدا، عمالة اقليم أوسرد التي تنخرط بكل قوة في مغرب الحداثة والديمقراطية والتنمية المستدامة، تعيش أزهى مراحلها التنموية على إيقاع تفعيل عدد هام من الإصلاحات على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي, خصوصا تلك التي لها ارتباط عميق وحيوي بحياة الساكنة بهذا الإقليم الفتي, وذلك بفضل السياسة الحكيمة المتبعة من طرف عامل صاحب الجلالة على إقليم أوسرد السيد "عبد الرحمان الجواهري" باعتباره الطرف الرئيسي الذي ساهم بشكل كبير في الدفع بعجلة التنمية بهذا الإقليم إلى الأمام, تماشيا مع السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده.

ف"الجواهري" سيد المواقف الصعبة ورجل الميدان ومطبق سياسة القرب من القضايا التي تهم كيان المجتمع المحلي والإقليمي، وقف صامدا مثابرا مناورا مع المناورين, لأن الرجل مسكون بهواجس المسؤولية وحملها الثقيل، يعرف كيف يساير التيار الاجتماعي الجارف بهذا الإقليم، إلى أن تمكن من وضع الأصبع على مكمن الداء، و استطاع أن يسترجع جزء كبير من جاذبية إقليم أوسرد المكتنزة، وأن يربح مزيدا من المكاسب الاقتصادية والاجتماعية, حيث بزغت إرادة كبيرة وحقيقية بدأت تؤثر إيجابا على مسيرة التنمية المحلية، و على حسن التدبير الشامل, وتحسين جودة المرافق العامة للمدينة، والدفاع عن مصالح المواطنين. 

لقد كانت فترة تربع الجواهري على رأس إقليم أوسرد، حافلة بالانجازات الكبيرة و تنزيل المشاريع التنموية المهيكلة، فالرجل بالإضافة إلى جديته في العمل الميداني و الإداري، يمتاز بخصال طيبة، وبعلاقات جيدة مع الجميع، دائم التنقلات بين جماعات الإقليم، حيث يسهر بنفسه على تتبع ومراقبة تقدم الأشغال بجل المشاريع التنموية لضمان احترام المقاولات لدفاتر التحملات وللآجال المحددة لانطلاقة الأشغال ونهايتها.

إنها بخلاصة شديدة, مجهودات جبارة و مخلصة بذلها الرجل, و استطاعت في فترة زمنية قياسية, أن تصنع المعجزة, و تغير من ملامح اقليم أوسرد. مجهودات لا يمكن لأي أحد أن يطمسها أو يبخسها حقها, و ستظل منقوشة في صحيفة "الجواهري" بمداد من فخر, و عليه كان تجديد جلالة الملك محمد السادس ثقته في الرجل و ابقائه على رأس عمالة أوسرد, بمثابة نياشين فخر و اعتزاز و عرفان على صدر "الجواهري" من أعلى سلطة بالبلاد.

لقد أثبت "عبد الرحمان الجواهري" خلال مساره المهني المتميز أنه رجل المرحلة بإمتياز، وأنه كان و سيظل الرجل المناسب في المكان المناسب، بل و يستحق مناصب سامية أكبر، لأنه من طينة رجال السلطة الأفداد وخدام هذا البلد الأوفياء، الذي زانت مهنيته العالية، إنسانية أكثر علوا و بهاءا. فمتمنياتنا له بكامل التوفيق في مهامه و مسؤولياته الجسيمة. 

Unnamed 80d8c6ae0b1d778a2889701d0f670be4420200922174023Img 20181106 100139 6